منذ راهنت الحكومة على «وعي» الشعب، وهى تندم أشد الندم على هذه الخطوة، نتيجة استهتار أغلب فئات المجتمع وعدم تقدير مخاطر فيروس «كورونا» المستجد، وتجاهل التعليمات الصحية التى تعتمد على التباعد الاجتماعى وارتداء الكمامات وتجنب الزحام، كإجراءات احترازية تحد من تفشى هذا الفيروس القاتل.
وبعد أن رسب الشعب فى اختبار الوعي، بدأت الإصابات فى مصر تتزايد وتسير فى اتجاه كارثي، قد لا تتحمله الحكومة أو القطاع الصحي، من أطباء وممرضين، والذين يحاربون فى الميدان بكل جرأة ويقفون فى الخطوط الأمامية لمواجهة شراسة هذا الفيروس غير المرئي، الأمر الذى ينذر بالدخول فى منعطف رهيب قد لا نطيقه، خاصة بعد أن أصبحنا جميعاً عرضة للإصابة.
وحسناً فعلت الحكومة عندما فرضت غرامة مالية ضخمة قد تصل إلى 4 آلاف جنيه، لكل من لا يلتزم بارتداء الكمامة، للحفاظ على سلامة وأمان المجتمع، طالما أن هناك أفرادًا بلا وعي، وبلا مسئولية رافعين شعار اللا مبالاة فى وقت يلقى الآلاف حتفهم فى دول أوروبا وأمريكا الشمالية والجنوبية، وغيرها من دول العالم، حتى اضطرت بعض الدول إلى دفن الجثث فى مقابر جماعية، وبعيدًا عن «نظرية المؤامرة» التى طفت على السطح مؤخرًا، والتى سارت فى طريق «الماسونية العالمية»، وتآمرها على العالم لاستمالته إلى الانضمام إلى محفلهم الماسوني، القائم على المحبة والمساواة و«اللا دينية»، فإن هناك نظرية أخرى تتهم بيل جيتس مؤسس شركة «مايكروسوفت» بالتآمر على الشعوب، والعمل على تقليص عدد سكان الأرض بالتخلص من 15٪ من عدد سكانه، فى جريمة إبادة جماعية لسكان الكوكب من ذوى المناعة الضعيفة وكبار السن، لحماية الكوكب من التغير المناخى والتلوث البيئي، الذى يضع الأرض فى مرمى الهلاك فى رأيه، فضلاً عن نظريات أخرى تتعلق بالصين وتوجيه اتهام لها بأنها صنعت هذا الفيروس فى مختبرات مدينة ووهان بهدف إنهاء هيمنة أمريكا الاقتصادية، وتأسيس نظام اقتصادى عالمى جديد، وبذلك أطلقته ليلتهم العالم ويفرض الحجر المنزلى على شعوب الأرض، حتى أصبح الجميع أسرى خلف أسوار (كوفيد-19)، فى انتظار الموت.
وفى رأيى المتواضع، فإن الأمر لا يخلو من المؤامرة بشكل أو بآخر، فقد تصدق أحد هذه الاحتمالات أو الاتهامات، خاصة أننا نعيش فى عالم رأسمالى بلا أخلاق، ودول لا تتردد لحظة فى إبادة مجتمعات وشعوب، وأشخاص جشعين بلا قلب لديهم استعدادًا للمتاجرة بالإنسان والتعامل معه كفأر تجارب، فى سبيل تحقيق بعض المكاسب المادية على حساب تدمير البشرية وحصد أرواح المزيد من الضحايا..!