رئيس التحريرصالون الرأيهام
المعركة الجديدة.. تشويه الرؤية وتجريف الوعي
By amrمايو 07, 2018, 19:43 م
1414
كتبت في أعداد سابقة، مجموعة من المقالات، أشرت فيها إلى أن المعركة لم تنته بعد، بل وبحسب رأيي المتواضع فإن المعركة الأكبر ما زالت لم تبدأ بعد، فالدولة المصرية التي تسير بخطى ثابتة وقوة في الاتجاه الصحيح نحو هدفها المنشود الذي حدده الشعب في ثورتيه وأمنت به القيادة السياسية ووضعته نصب عينيها غاية قومية تسير باتجاهها بشكل أذهل العالم.. حزمة من الإصلاحات الاقتصادية مع ثورة تنمية في ظل حرب نجحت في القضاء بشكل كبير على الإرهاب، وما زالت تواصل معركتها لاقتلاع ما تبقى من جذوره للحفاظ على أمن واستقرار الوطن، ومعارك دبلوماسية خاضتها باحترافية عالية استطاعت من خلالها أن تقنع العالم برؤية مصر في كافة القضايا، فحصلت على المقعد غير الدائم بمجلس الأمن خلال عامي 2016 – 2017 وتبنت كافة القضايا العربية والإفريقية، وترأست لجنة مكافحة الإرهاب بمجلس الأمن كما عادت إلى قارتها الأم، فحصلت على عضوية مجلس السلم والأمن الأفريقى لمدة ثلاث سنوات بإجماع الأعضاء، كما استعادت مصر مكانتها وعلاقاتها الدولية، وارتفع حجم النمو الاقتصادي، مما جعل العالم يؤكد أن مصر تسترد مكانتها ودورها بقوة.
الأمر الذى جعل عددًا من القوى الدولية والإقليمية تعيد ترتيب أوراقها من جديد فى المنطقة.
ما سبق تم فى ظل معارك واجهتها الدولة الوطنية استهدفت إعاقة التوجه المصرى نحو هدفها المحدد من قبل الشعب والقيادة، إلا أن وعى الشعب المصرى وإصرار القيادة على مواصلة التحرك نحو مستقبل أفضل للأجيال القادمة «نحن نحتاج إلى أن نقفز لنعوض ما فاتنا خلال السنوات الماضية» وفق ما قاله الرئيس السيسى فى أكثر من مناسبة.
وما بين معارك الشائعات والتضليل، وحروب الجيل الرابع، وتشويه ما تم إنجازه، وضخ قوى الشر لسيل من الأموال والعناصر الإرهابية، وعقد تحالفات إقليمية لإعاقة مسيرة الدولة المصرية، انتصرت مصر على كل تلك التهديدات والتحديات، وواصلت المسير.. إلا أن المعركة لم تنته بعد، والرقم الفاصل فى تلك المعادلة.. وحجر الزاوية لتحقيق الانتصار فيها هو وعى الشعب المصرى فى ظل قيادة وطنية وجيش وطنى قوى وأجهزة أمنية يقظة وأجهزة معلومات لا يغمض لها جفن فى خدمة هذا الوطن، ومؤسسات وطنية لا تتوقف ليل نهار عن العمل من أجل مستقبل أفضل، وإن كان هناك تقصير فى بعض دواوين الدولة، فحتما سيتغير للأفضل مع التغير الذى تسير باتجاهه مصر للنهوض بالخدمات وتوفير سبل المعيشة الكريمة للمواطن، وتخفيف الأعباء عن محدودى الدخل من الطبقات الفقيرة والمتوسطة.
وخلال الأشهر الأخيرة لاحت فى الأفق معركة جديدة تستهدف الدولة المصرية، وما أذكره ليس من قبيل محاولة تخويف المواطن وإنما يأتى من باب كشف الحقائق، لأن المصريين دائمًا هم أكثر وعيا وقدرة على حماية الدولة، وهم دائمًا من يلتفون حول دولتهم الوطنية للحفاظ عليها وعلى مقدراتها، فى ظل منطقة تموج بالمخاطر والتحديات، بل عصفت ببعض دولها الأحداث فحولتها من الاستقرار إلى الدمار وتحولت من الدولة إلى اللا دولة، بل وبعضها قد احتلت دول أخرى أجزاء منها، وأصبح سيناريو التقسيم يقترب من التحول إلى واقع على أرضها لولا وقوف الدولة المصرية فى وجه هذا المخطط.
لفت انتباهى ما ذكرته إحدى الصحف الإسرائيلية (هآرتس) بداية الشهر الماضى فى تحليل نشره المحلل العسكرى الإسرائيلى «عاموس هرئيل» عن إنشاء وحدة فى جيش الاحتلال مهمتها التأثير على الرأى العام فى دول المنطقة وحملت تلك الوحدة اسم ( الوعى)، حيث تم إنشاؤها بداية العام الحالى وتهتم بشرعنة نشاطات جيش الاحتلال الإسرائيلى ويترأسها ضباط من شعبة الاستخبارات العسكرية «أمان».
وليس جيش الاحتلال فقط هو من قام باستهداف التأثير على الوعى، وقلب الحقائق، بل هناك دول أخرى وتنظيمات إرهابية ما زالت تحلم بتحقيق مخطط التقسيم وكلما بعد تحقيق الحلم، كلما ازدادت المعركة ضراوة، وتغيرت أدواتها وشكل التعامل معها للبحث عن شكل جديد للسير نحو الهدف (تقسيم المنطقة) وباتت معركة التأثير على الوعى وقلب الحقائق وتشويه الصورة أحد أهداف تلك المعركة التى ارتفعت حدتها خلال الأشهر الماضية، وتواصل أدوات الجماعة الإرهابية من جهة وأدوات بعض الدول الطامعة فى نصيب لها من المنطقة من جهة أخرى والعمل باحترافية شديدة لتزييف الوعى، واستهداف اللحمة المجتمعية ومحاولة النيل من ترابط النسيج المجتمعى، بما يخدم أهدافهم الخبيثة، فعملت من خلال عدة محاور:
المحور الإعلامى.. يستهدف تشويه الحقائق وتزييف الواقع.
المحور المجتمعى.. يستهدف نشر الشائعات وخلق حالة من الرفض لكل ما تقوم به الدولة من مشروعات.
محور الحريات.. الذى تحترف العمل به عدة منظمات يقبع على رأس العمل بها مجموعة من المدربين داخل المعهدين الجمهورى والديمقراطى وعدد من صناع التزييف.
خلال الفترة الماضية حاولت وسائل الإعلام التابعة للجماعة الإرهابية العمل على تشويه صورة مؤسسات الدولة بشكل مكثف، وقلب الحقائق، بل ومواصلة النيل من المؤسسة العسكرية، واستهدافها من خلال تقارير مغلوطة، ومعلومات احترفت تزييفها وفق نظرية التضليل، فالمقطع الأول الذى يبنى عليه التقرير معلومات معروفة أما ما تبقى من التقرير هو مجموعة من الأكاذيب لكى يتم تضليل العقول وبناء وعى مزيف يمكن من خلاله اقتياد الأفراد المستهدفين نحو تنفيذ مخطط هدم الدولة.
وكان المثال الأكثر وضوحًا أزمة نجم الكرة المصرى محمد صلاح، فاستغلت وسائل إعلام الإرهابية الأزمة وواصلت سكب الزيت على النار لإشعالها ومحاولة جر أطرافها إلى نفق لا يمكن العودة منه، لأنها تستهدف هدم مؤسسات الدولة فانطلقت من أزمة محمد صلاح لإطلاق حملة مقاطعة لشركة الاتصالات الوطنية WE والتى تمتلكها (الشركة المصرية للاتصالات) فأطلقت سيلًا من الأكاذيب حول الشركة بدءًا من إدارتها وانتهاء بملكياتها، رغم أن الشركة تعد الرخصة الوحيدة المملوكة للدولة، وتمتلك 80% من أسهمها و20% من الأسهم تداول حر فى البورصة، وهو ما يؤكد كذب ادعاء محترفى الشائعات.
وخلال أزمة محمد صلاح أيضًا حرصت كتائب الإرهاب الاليكترونية على إحداث شرخ فى العلاقة بين اللاعب ووطنه، وهو ما لم ولن يحدث.. فالجميع يدرك أن اتحاد الكرة أخطأ فى التعاطى مع الأزمة وكان عليه أن يدرك قيمة ومكانة النجم المصرى، فتفاعل مع الأزمة بشكل من العشوائية فى حين كانت هناك أطراف أخرى (قوى الشر) تستهدف الأزمة وتديرها باحترافية لمصلحتها، وإذا أردت أن تتعرف على تفاصيل أكثر ما عليك سوى أن تراجع الهاشتاج الذى أطلق تحت اسم #_ادعم_محمد_صلاح، ولن يكلفك الأمر سوى دقائق بسيطة تراجع فيها بعض صفحات المغردين، خاصة الذين يكيلون السباب والشتائم للدولة عندها ستعلم من بالضبط يدعم الأزمة من أجل تجريف الوعى وتشويش الرؤية، وقلب الحقائق.
اللاعب المصرى سيظل تاجًا على رؤوس المصريين.. والوطن لم ولن يخذله يوما، لكن إدارة الأزمة لم تكن موفقة من قبل الاتحاد وجاءت مقترحات البعض لشكل طائرة المنتخب للخروج من الأزمة وأيضًا تحمل رمز عزتنا وفخرنا (علم مصر)، ولكى ندرك أن دعم الإخوان لمحمد صلاح لم يكن من أجل محمد صلاح، إنما كان يستهدف الدولة المصرية وأحداث أزمة بين اللاعب ووطنه.
ففى 6 يناير من العام الجارى وعقب حصول محمد صلاح على جائزة الـ «بى بى سى» أطلقت الفيفا عبر صفحتها على مواقع التواصل الاجتماعى استفتاء حول أحسن لاعب مصرى، وكانت المنافسة بين صلاح وأبو تريكة والخطيب وحسام حسن، وعملت الكتائب الإلكترونية أكبر إنجاز لها فى التاريخ لكى يتصدر أبو تريكة الاستفتاء من أجل أن يخطف فرحة محمد صلاح والمصريين بفوزه بجائزة هيئة الإذاعة البريطانية.
والتحول الواضح فى المواقف هو أكبر دليل على أن الجماعة الإرهابية لم تدعم محمد صلاح، وإنما تدعم تشويه صورة الدولة المصرية ودق آسفين فى علاقة الأبطال بوطنهم.
وليست أزمة صلاح وحدها هى أحد النماذج على محاولات تزييف الوعى من قبل وسائل إعلام الإرهابية، ولكن إصرارها على أن شركة الاتصالات المصرية مملوكة للجيش وهو ما ينافى الحقيقة تمامًا.
وفى محور الحريات واصلت أدوات التضليل عملها فصدر تقرير المنظمة المشبوهة «هيومان رايتس واتش» يحمل العديد من المغالطات والذى سنتناوله بالتفصيل فى العدد القادم ونقدم ما يثبت كذب المنظمة.
إن محاولات تشويه الصورة وتزييف الوعى هى إحدى أدوات المعركة القادمة التى تستوجب منا جميعا أن ندقق المعلومة، وأن نقف صفًا واحدًا خلف دولتنا الوطنية، ونواصل العمل من أجل وصول مصر إلى مكانتها اللائقة.
أوراق الذهب
أحمد السرسي
شاب، تعلو وجهه ابتسامة لا تفارقه قط حتى أثناء النوم، إذا نظرت إلى وجهه تجده بشوشا ضاحكا، وهكذا كان عند استشهاده، وهو يدافع عن الوطن.
يقترب من إنهاء العقد الثالث من العمر يعشق الوطن.. ولا يتوقف عن الحديث عن فضله بين أصدقائه وزملاء الدراسة حتى قبل أن ينضم إلى مصنع الرجال.
إنه الشهيد نقيب أحمد عبد الرحيم السرسى ولد فى قرية كفر المصيلحة بشبين الكوم محافظة المنوفية، شاب كان حلمه أن ينضم إلى صفوف القوات المسلحة فهو ابن لوالد محاسب وهو الابن الأوسط لشقيقين والدته موظفة فى وزارة الشباب والرياضة.
التحق بالكلية الحربية وتحقق حلمه بأن يصبح ضابطا فى القوات المسلحة، انضم إلى سلاح المشاة، وتخرج أثناء ثورة 25 يناير 2011 كان متفوقا فى حياته العسكرية ومثالا يحتذى، روحه المرحة جعلت الجنود يعتبرونه أخا لهم.
استشهد يوم السبت 14 أبريل الماضى إثر إصابته خلال إحباط هجوم إرهابى على أحد المعسكرات بشمال سيناء.
وكان أهالى قريته يشهدون له بسمعته الطيبة وكرم أخلاقه وقبل استشهاده بعشرة أيام كان فى إجازة بقريته زار فيها أصدقاءه وكأنه يودعهم، وكان آخر ما نشره الشهيد النقيب أحمد السرسى هى صورته بالبدلة العسكرية؛ وقبلها منشور يتحدث فيه عن سقوط دولة سوريا فى حوار مع أحد السوريين العاملين فى مصر واضعا صورة الرئيس السيسى خلفية على هذا البوست.