مشاهد كثيرة تتقلب وتتبدل ولكن بنفس المضمون فى العراق ولبنان وتونس وكلها بسبب التدخلات الخارجية المتعددة الأطراف. ففى العراق مازال يعانى من تدخلات إيرانية وتركية وأمريكية وغيرها، حيث تشهد الساحة عدة تجاذبات وكلما اتخذ رئيس الوزراء مصطفى الكاظمى خطوات للإمام عاد إلى الخلف بسبب استمرار الاختلافات بين مكونات الشعب التى يحاول الخارج التأثير على توجهاتها بما يخدم مصالحها، ويبقى الاستقرار سيد الموقف وقد أعلنت وزارة الخارجية العراقية، أن الوزير فؤاد حسين بعث رسالة إلى نظرائه الأوروبيين لحثهم على رفض قرار مفوضية الاتحاد الأوروبى إدراج العراق ضمن قائمة الدول عالية المخاطر بشأن غسيل الأموال وتمويل الإرهاب. لافتا أن
«العراق نفّذ على مر السنين قوانين، وإجراءات مُهمّة؛ بهدف مكافحة غسل الأموال، وتمويل الإرهاب، وتخفيف المخاطر المُرتبطة بها».
ويعيش العراق هذه الأيام على وقع تداعيات اغتيال الخبير الأمنى العراقي، هشام الهاشمي، الذى أحدث صدمة كبيرة فى صفوف العراقيين، خصوصاً أن الراحل كان غرد قبل حوالى ساعة من اغتياله، على حسابه بموقع تويتر، متحدثا عن الوضع فى العراق.
يشار إلى أن شبح الاغتيالات فى العراق كان أطل برأسه مجددا فى الآونة الأخيرة بعدما توقف لفترة بسبب انتشار فيروس كورونا المستجد، حيث شهد شهر مارس الماضى حالات اغتيال استهدفت ناشطين فى محافظة ميسان جنوب البلاد. وقد دفع هذا المشهد الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط إدانة بأشد العبارات اغتيال الباحث السياسى العراقى هشام الهاشمى على يد مسلحين مجهولين، أمام منزله فى بغداد، والاستعداد لتقديم الدعم بقوة للجهود التى تبذلها الحكومة العراقية والرامية إلى حصر السلاح بيد الدولة، ودعم الجامعة العربية الكامل للعراق وتضامنها معه فى مواجهة التحديات الخطيرة التى تهدد أمنه واستقراره وسيادته، وتستهدف النيل من نسيجه الوطني.
والمشهد الثانى كان فى تونس حيث تقود السيدة «عبير موسى»، ومعها أصوات شعبية كبيرة للمطالب بسحب ترخيص حزب النهضة التونسى الذى يترأسه راشد الغنوشى رئيس البرلمان باعتبار أن القانون التونسى يرفض قيام أحزاب على أساس دينى والمعروف أن كل من تركيا وقطر وجماعة الإخوان تستخدم حزب النهضة التونسى فى تنفيذ أجندات خارجية دون الاهتمام بالمصالح الوطنية للدولة التونسية والسعى إلى تمكين جماعة الإخوان على دول المغرب العربي.
وتحاول «موسى»، رصد كل تجاوزرات راشد الغنوشى التى تفوق صلاحيات رئيس الجمهورية. وترى أن «مشروع الإخوان متطرف وليس ديمقراطيا متهمة حركة النهضة بأنها تحاول نشر الفكر المتطرف، وضرب مفهوم المواطنة.
وفى لبنان مازال المشهد المسيطر العودة إلى نقطة الصفر ولا إنجاز سوى المزيد من انهيار الوضع الاقتصادى والمعيشى للمواطنين وذلك بسبب سيطرة حزب الله على مفاصل الدولة اللبنانية. ووفقا للرؤية الإيرانية أن الأزمة المالية والاقتصادية الحادة التى يشهدها لبنان حاليا، بسبب صراعات المحاور الإقليمية بمنطقة الشرق الأوسط. فيما اعتبر رئيس الحكومة اللبنانية السابق زعيم «تيار المستقبل» سعد الحريري، أن طريقة معالجة الأزمات والمشاكل الاقتصادية والمالية التى يشهدها لبنان، تفتقد إلى الأساليب العلمية الواجب اتباعها للخروج من النفق المظلم الذى تمر به البلاد.
ولفت الحريرى إلى أن أوضاع القطاع التجارى اللبنانى – التى استهدفت ضرب النظام الاقتصادى الحر فى لبنان أثبتت فشلها، مشيرا فى نفس الوقت إلى أن الأمل لا يزال موجودا للخروج من المحنة التى يمر بها لبنان على الرغم من حالة الشلل والجمود الذى يضرب جميع القطاعات والمؤسسات.