متابعاتمصرملفاتهام
الرقمنة.. عهد جديد للتصنيع
By amrيونيو 02, 2021, 19:50 م
997
مصر تشيد مصنع الأول من نوعه في إفريقيا لإنتاج ماكينات الخراطة فائقة الدقة
اتفاق يختلف عن أى اتفاق أبرمته مصر من قبل على مدى السنوات الماضية، لأن هذا الاتفاق هو الأول من نوعه فى تاريخ الصناعة المصرية، حيث كانت كل الاتفاقيات أو عقود الشراكة بين مصر والشريك الأجنبى، تقوم على تولى مصر المباني، والإنشاءات، وتولى الطرف الآخر توريد الماكينات، لكى يظل محتفظا بتكنولوجيا صناعة الماكينة نفسها التى تنتج السلعة أو المنتج، وبالتالى فإن هذا المصنع سيكون المصنع الأول من نوعه فى القارة الإفريقية، لإنتاج الماكينات نفسها، ولأول مرة يحدث أن تنقل دولة صناعية كبرى مثل ألمانيا تكنولوجيا صناعة الماكينات إلى دولة أخرى، وهو ما يعد إنجازا جديدا يضاف إلى الإنجازات، التى حققتها مصر تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي فى مجال الصناعة، إذ يعتبر تحولا صناعيا غير مسبوق.
محمد العوضى
وقد شهد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، فى مقر مجلس الوزراء، مراسم توقيع عقد الشراكة بين الهيئة العربية للتصنيع، وشركة «دى إم جى موري» الألمانية، بحضور نيفين جامع، وزيرة التجارة والصناعة.
ووقّع عقد الشراكة الفريق عبدالمنعم التراس، رئيس الهيئة العربية للتصنيع، و «كريستيان تونيس»، رئيس المجلس التنفيذى لشركة «دى إم جى موري».
وعقب التوقيع، أوضح الفريق التراس أن السنوات الماضية شهدت تعاونًا بين الشركة وعدد من الجهات، منها وزارتا النقل والإنتاج الحربي، والهيئة العربية للتصنيع، وقطاع الأعمال، والقطاع الخاص، وتعددت مجالات التعاون مع الشركة مثل الصناعات الطبية، ومشروع الطلمبات، وتطوير مصنع سيماف، لتطوير وتحديث السكك الحديدية.
مشروع مميكن
وينفذ المشروع بتكلفة 2,5 مليار جنيه فى مدة تتراوح ما بين عام ونصف إلى عامين، على مساحة تبلغ حوالى 60 ألف م2 فى نطاق مقر الهيئة العربية للتصنيع، ويُعد أول مصنع ذكى من نوعه فى مصر وإفريقيا، ومُميكن بالكامل وعالى البرمجة لإنتاج معدات الخراطة والتفريز، ومن المقرر افتتاحه رسميًا خلال عام 2023.
ويُتيح هذا المصنع كافة الإمكانيات للحلول التقنية الشاملة، التى تشمل التشغيل الآلى المرن، والتحويل الرقمى الكامل، وتجميع التدفق المتطور، عن طريق استخدام أنظمة نقل المركبات الموجهة الآلية، ويرتبط الإنتاج بالقدرة السنوية لأكثر من 1000 ماكينة، بالإضافة لخدمات الرقمنة الصناعية للمصانع وكذلك إنشاء أكاديمية للتدريب على تلك المعدات.
واجهة إفريقيا
وقال «كريستيان تونيس»، رئيس المجلس التنفيذى للشركة، إنه خلال الأعوام الأخيرة، وبفضل جهود الرئيس السيسي، تحسّن وضع الاقتصاد المصرى وانفتحت الدولة على مزيد من فرص النمو الجديدة، وأصبحت مصر تمتلك اقتصادًا يتمتع بإمكانيات واعدة للاستثمار، مشيرًا إلى أن عقد الشراكة يتعلق بإنشاء أول مصنع لتصنيع ماكينات ومعدات التحكم الآلى الذكى CNC، ومستلزمات الإنتاج، وفقًا لمعايير الثورة الصناعية الرابعة، مشيرًا إلى أنه بهذه الخطوة ستصبح مصر مركزًا للصناعات فى المنطقة الإفريقية والعربية، كما أن إنشاء هذا المصنع يستهدف توطين تكنولوجيا صناعة ماكينات التحكم الآلى الرقمى CNC، إلى جانب تدريب وتأهيل الكوادر البشرية، وتحقيق نقلة نوعية كبيرة للصناعة المصرية.
وأضاف: «لقد آن الأوان لازدهار القارة الإفريقية، ومصر هى الواجهة لقارة إفريقيا، فهى قارة مليئة بالإمكانيات وتتميز بزيادة الطلب على تقنيات المستقبل، وبإنشاء مصنعنا الذكي، نسعى لنقل التكنولوجيا بشكل مفتوح وصادق وشامل، ولتعزيز التحول الصناعى فى هذا البلد، علاوة على ذلك، نحن نخلق فرص عمل جديدة مناسبة للمستقبل ونوفر فرصا مُبهرة للتعليم».
موقع تدريب
ومن المقرر أن تفتتح أكاديمية «دى إم جى موري» موقعا جديدا للتدريب فى المصنع الجديد؛ للمساهمة بالتعليم الألمانى فى تعليم الشباب المؤهلين العاملين فى مصر، فضلا عن طرح دورات تدريبية على نطاق واسع فى المدارس والجامعات المصرية؛ وذلك بهدف إعداد الشباب المتحمس لبيئة العمل الحديثة، إلى جانب المساهمة فى تحديث التعليم الصناعى تحت رعاية الرئيس السيسي.
وقال: من منطلق أن التعليم الصناعى الحديث يُعد هو الأساس لازدهار النمو الاقتصادي، فإن الشركة تتيح آفاقًا جيدة للشباب من خلال التدريب المستهدف وبرامج التعليم الإضافية للصناعة التحويلية، ولذا ستوفر الأكاديمية دورات تدريبية حديثة لبرمجة ماكينات التشغيل ذات التحكم الرقمى فى مصنع الإنتاج الجديد.
كواليس التعاقد
ومن جانبه، كشف المهندس أحمد عبد الرازق، رئيس هيئة التنمية الصناعية السابق، ومستشار رئيس الهيئة العربية للتصنيع للتطوير والتنمية الصناعية ، عن تفاصيل التعاقد مع الشركة الألمانية مبينا أن التوقيع على عقد الشراكة جاء بعد تفاوض استمر أكثر من عام ونصف مع الجانب الألمانى.
وقال إن هذا التوقيع يعد إنجازا تاريخيا، فالمسألة ليست تأسيس مصنع جديد، وإنما الجديد هو أن إنشاء وتأسيس مصنع لإنتاج مصانع أو كما نطلق عليه (أم المصانع)؛ وهو عبارة عن تصنيع الماكينات التى ستنتج منتجات وسوف يقوم المصنع بإنتاج معدات الخراطة والتفريز، مضيفاً أن نقل التكنولوجيا الألمانية لدولة فى إفريقيا أو الشرق الأوسط ليس بالمهمة السهلة، خاصة التكنولوجيا من المعتاد أن تحتفظ بها الدول الكبرى لنفسها ولا تمنحها إلا لدولة تثق فى أنها لن تنحرف بهذه التكنولوجيا.
محاور المعدات
وأشار إلى أن المصنع سوف يقوم فى المرحلة الأولى بإنتاج معدات ذات ثلاثة محاور، ثم معدات ذات خمسة محاور، إضافة إلى طباعة ثلاثية الأبعاد، مضيفا أن الشركة سوف تؤسس مركزا تكنولوجيا لدعم الصناعة، ومركز أبحاث على أعلى مستوى.
وأختتم حديثه، بالتأكيد على أن الموديلات التى سينتجها المصنع فى المرحلة الأولى ستكون مخصصة للمشروعات الصغيرة والمتوسطة، على أن تكون المرحلة الثانية للمصانع الكبرى.