رابط الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية

مصر أصبحت «الرقم الصحيح» في المعادلة الإقليمية والدولية

1553

حين دخلت مصر عصر الجمهورية الجديدة، كانت قد تجاوزت تحديات خطيرة داخليا وخارجيا، وعلى مدى سنوات سبع سارت مصر على طريق مفتوح للتقدم بدعم من الرئيس عبدالفتاح السيسي، الذي خاض معارك حاسمة فى التنمية وضد الإرهاب، واستعاد الدور التاريخي لمصر في قيادة المنطقة.

اختار السيسي طريق «الحفر في الصخر»، عبر المشروعات القومية العملاقة التى تخدم مصالح أجيال وأجيال من المصريين، واختار سلاح الإصلاح الاقتصادي الباتر الجاد، مؤكدا أن مستقبل أفضل هو خير للبلاد من حاضر حافل بمكاسب مؤقتة تنقلب إلى أزمات بعد سنوات قليلة.

تامر عبدالفتاح

من العمل على تماسك الدولة ورعاية وبناء الإنسان المصري، ووضع الصعيد على خريطة التنمية، إلى المشروعات القومية العملاقة، والتحول الاقتصادى وزيادة طاقته الإنتاجية، ومراحل مشروع الإسكان الاجتماعى التى ساهمت وحداته فى حل أزمة الإسكان، وضربات الدولة المتعاقبة ضد الفساد وحربها ضده بلا هوادة، وإعادة الكثير من أراضى الدولة المسلوبة، بالاضافة الى أطول وأحدث وأفضل شبكة طرق فى تاريخ مصر الحديثة، وشبكات للطرق والكبارى، وتحسين المواصلات وزيادة الطاقة الكهربائية المولدة، واستثمارات فى منطقة قناة السويس الاقتصادية، ومشروعات أنفاق قناة السويس، ومشروع جبل الجلالة، والعاصمة الإدارية الجديدة التى ترسم واقعا جديدا للحياة المصرية، وإضافة مئات الآلاف من الأفدنة للرقعة الزراعية، ومشروع المليون ونصف المليون فدان، مرورا بمشروعات إسكان أهالى العشوائيات فى الأسمرات بمراحله المختلفة، ومشروع تل العقارب التى يعاد بناؤها بعد هدمها بالكامل، ومثلث ماسبيرو، ومشروع أكبر مصائد سمكية فى الشرق الأوسط فى بركة غليون، ومبادرة المشروعات الصغيرة التى تتكلف ٢٠٠ مليار جنيه على مدى أربع سنوات بفائدة متناقصة، ومشروع متحف الحضارة الكبير، وتطوير وتحديث ميدان التحرير، إلى معركة مصر الحالية ضد فيروس كورونا المستجد، والتوازن بين مكافحة الوباء واستمرار عجلة الإنتاج، والمبادرة الرئاسية لدعم العمالة المؤقتة، جميعها وفى كل حلقة من حلقاتها مثلت معركة تحد خاضها السيسى بكفاءة واقتدار، مؤكدا أن مصر لن تتوقف عن المضى قدما فى مسيرتها نحو بلوغ أهدافها.

 إنجازات هائلة

وفى ظل ظروف شديدة الصعوبة ومتغيرات محلية وإقليمية وعالمية غير مسبوقة، حققت مصر إنجازات هائلة فى كافة المجالات خلال السنوات السبع الماضية التى شهدت تسابقا محموما بين الإنجاز والتنمية فى زمن قياسي، وتميزت تلك الإنجازات بأنها تمت وفق ثقافة تكاملية بين كافة أجهزة الدولة والوزارات، مستندة إلى رؤية علمية ومستهدفات يسعى الجميع لتطبيقها، لتكون خطوة على طريق تحقيق أهداف استراتيجية التنمية المستدامة 2030، حيث باتت التنمية سلاح مصر لمواجهة الإرهاب وحروب الجيل الرابع والتحديات الاقتصادية.

 7 سنوات ظلت خلالها مصر الرقم الصحيح فـى المعادلـة الإقليمية والدولية من خلال الحفاظ على تأثيرها السياسى إقليميا ودوليا، والتفاعل الإيجابى مع قضايا الأمة العربية، وتعزيز الدور المصرى الإفريقى قبل وأثناء وبعد رئاستها الاتحاد الأفريقي، وكذلك دورها المتوسطى من خلال توثيق العلاقات الثنائية مع دول حوض البحر المتوسط، خاصة قبرص واليونان، حيث التعاون المثمر فى مجال اكتشاف واستغلال الغاز الطبيعي، ثم جاء دورها الأكبر فى الملف الفلسطينى الذى أعاد لمصر ثقلها الإقليمى والدولي، بعد نجاحها فى التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار فى حرب غزة الرابعة، وتقديم 500 مليون دولار إعادة إعمار قطاع غزة من خلال الشركات المصرية، واستضافت الفصائل الفلسطينية ووزراء من السلطة للتباحث فى القاهرة حول المصالحة الفلسطينية وترتيب البيت من الداخل.

 محددات السياسة المصرية

ندية واحترام متبادل وشراكة وقرار وطنى مستقل، تلك هى محددات السياسة الخارجية التى رسمها الرئيس السيسى منذ خطاب التنصيب فى يونيو 2014، والذى أكد فيه أن مصر بما لديها من مقومات يجب أن تكون منفتحة فى علاقاتها الدولية، وأن سياسة مصر الخارجية ستتحدد طبقا لمدى استعداد الأصدقاء للتعاون وتحقيق مصالح الشعب المصري، وأنها ستعتمد الندية والالتزام والاحترام المتبادل وعدم التدخل فى الشئون الداخلية كمبادئ أساسية لسياساتها الخارجية فى المرحلة المقبلة، وذلك انطلاقا من مبادئ السياسة الخارجية المصرية، القائمة على دعم السلام والاستقرار فى المحيط الإقليمى والدولي، ودعم مبدأ الاحترام المتبادل بين الدول، والتمسك بمبادئ القانون الدولي، واحترام العهود والمواثيق، ودعم دور المنظمات الدولية وتعزيز التضامن بين الدول، وكذلك الاهتمام بالبعد الاقتصادى للعلاقات الدولية، وعدم التدخل فى الشئون الداخلية للغير.

وبالفعل، وعلى مدى السنوات السبع، جنت مصر ثمار سياستها الخارجية الجديدة بقيادة الرئيس السيسى بالحصول على مقعد غير دائم فى مجلس الأمن ورئاسة لجنة مكافحة الإرهاب بالمجلس، ورئاسة القمة العربية، والجمع بين عضوية مجلس السلم والأمن الإفريقى ورئاسة لجنة رؤساء الدول والحكومات الإفريقية المعنية بتغير المناخ، واختيارها لرئاسة الاتحاد الإفريقي، كما توثقت علاقات مصر بدول العالم وقواه الكبرى.

 زيارات خارجية

ومن هذا المنطلق، جاءت الزيارات الخارجية التى قام بها الرئيس عبد الفتاح السيسي، على مدى السنوات السبع وحرصه على المشاركة فى القمم والمحافل الإقليمية والدولية بخلاف زياراته الثنائية لدول العالم لتصب فى مصلحة مصر سياسيا واقتصاديا، وكان آخرها الزيارة التى أجراها لدولة جيبوتي، كأول رئيس مصرى يجرى زيارة لهذه الدولة الصديقة وذات الثقل فى القرن الإفريقي.

 ثوابت السياسة الخارجية المصرية، رسخها الرئيس السيسى الذى تولى مقاليد الحكم فى مصر بعد ثورة الشعب المصرى العظيم بمختلف أطيافه فى الثلاثين من يونيو، لتبقى القضية الفلسطينية أحد أهم أولوياتها، للإيمان المصرى الراسخ بحق الشعب الفلسطينى فى الحصول على حقوقه المشروعة المسلوبة وإقامة دولته المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

 ويظل الانتماء المصرى للقارة الإفريقية فى صدارة دوائر السياسية الخارجية بل ويشكل أحد المعالم الرئيسية فى تاريخ مصر فضلا عن دوره فى تطوير حاضر البلاد وصياغة مستقبلها، ويحرص الرئيس عبد الفتاح السيسى على التواصل بصفة مستمرة مع قادة الدول الإفريقية وذلك من خلال الزيارات المتبادلة أو الاتصالات الهاتفية ومشاركة الرئيس فى كافة الاجتماعات والقمم التى تعقد على مستوى قادة القارة.

 ومنذ تولى الرئيس عبد الفتاح السيسى رئاسة الجمهورية، سعت مصر إلى لعب دور فاعل ونشط فى مختلف آليات العمل الإفريقى المشترك، حيث حرص على تعظيم الدور المصرى فى أفريقيا من خلال تنشيط التعاون بين مصر والأشقاء الأفارقة فى كافة المجالات، وهو الأمر الذى انعكس فى القيام بالعديد من الزيارات واستقبال المسئولين الأفارقة فى مصر، وما شهدته تلك الزيارات من توقيع العديد من الاتفاقيات الثنائية بين مصر والدول الإفريقية بهدف دعم التعاون الاقتصادي.

 علاقات متوازنة

وحرصت مصر على إقامة علاقات متوازنة مبنية على الاحترام والمصالح المتبادلة مع جميع دول العالم شرقا وغربا، شمالا وجنوبا، وعززت روابط عميقة مع مختلف البلدان سواء مع الدول العربية والإفريقية الشقيقة، أو مع القوى الكبرى، وفى مقدمتها الولايات المتحدة وأوروبا واليابان والانفتاح على قوى أخرى مثل روسيا والصين. كما تشهد العلاقات بين مصر وشركائها فى آسيا زخما كبيرا يقوم على أساس تبادل المصالح .

 ومن هذا المنطلق، فقد بات واضحا للقاصى والدانى أن مصر قلب العروبة النابض ستظل رغم التحديات كافة، سدا منيعا أمام كل طرف يريد أن يعيد رسم خارطة المنطقة العربية بل ومنطقة الشرق الأوسط وتقزيم دولها أو تقسيمها على غير إرادة شعوبها، كما تظل مصر بجيشها الأبى القادر حصنا لأمتها فى مواجهة قوى الشر والظلام.