رابط الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية

إعلانات رمضان اللا أخلاقية !

1666

ربما أتفهم أو أستوعب أن يكون هناك فقراء يتخذون من شهر رمضان فرصة للتسول والشحاذة واستدرار عطف أصحاب القلوب الرحيمة من أجل مساعدة تمكنهم من سد جوع أو حاجة، فينتشرون فى الشوارع ويتبارون فى الدعاء وطلب الحاجة أو إبراز عاهة أو عيب، كما أعرف أن البعض يترك عمله الأصلى ويتجه للشحاذة والتسول استغلالا للرغبة الكبيرة لدى الكثيرين منا لعمل الخير وكسب أكبر قدر من الثواب وراحة الضمير لكونه يتصدق على المحتاجين، كل هذا مفهوم واعتدنا عليه ليس فى مصر فقط، ولكن فى كل أنحاء العالم، فلا أتذكر أننى سافرت بلدا من بلاد الدنيا دون أن يصادفنى شحاذون لكن بأشكال مختلفة فمنهم من يطلب المساعدة مباشرة ومنهم من يكتب لافتة صغيرة يطلب من خلالها أو من يعرض موهبة أو فنا يجمع بعده ما يجود به مشاهدوه .
لكن الذى لا أفهمه أن يتحول شهر رمضان فى مصر إلى هذا المهرجان الهائل من التسول ليس على مستوى أفراد وحسب، بل على مستوى مؤسسات كبرى ونجوم مشهورين، ويتحول الأمر فى شهر رمضان وربما شهر رمضان فقط الذى يتذكر فيه القائمون على هذه المؤسسات علاجية كانت أو خيرية قلوب الرحماء، وهم يتبارون فى استخدام كل الوسائل المعقولة وغير المعقولة، فيصبح الأمر ظاهرة الرحمة وباطنه العذاب والاستغلال والإساءة .
فلا مانع لديهم من استخدام أطفال سقط شعر رأسهم أو ذبلت وجوههم وضاعت نضارتها وتلاشت ابتسامة الطفولة لتحل محلها هموم وأحزان المرض اللعين ليشهروا بهم وليجتروا عطف الآخرين مستغلين أمراضهم وعرض ما ابتلاهم الله به !
لا مانع أيضا من تصوير القمامة المتراكمة والمياه الراكدة والقذارة المنتشرة فى قرى مازال الفقر يحيط بها من أجل جمع تبرعات للصرف الصحى، ولا أعرف إن كانت هذه التبرعات تصب فى خطة الدولة لمشروعات الصرف الصحى أم هى اجتهادات عشوائية .
الأمر الآخر، هل الدولة بأجهزتها تراقب هذه الفوضى فى جمع التبرعات وتوجيهها ؟ وما هى حدود المراقبة ؟ فإذا علمنا أن هذه الإعلانات تتكلف عشرات الملايين وتعود على المؤسسات المعلنة بمئات الملايين فإن هذا يعنى أن هناك مؤسسات وجمعيات محظوظة تستطيع أن تلح وتطارد الناس فى بيوتهم عن طريق الإعلانات وأخرى ربما تكون أكثر احتياجا ولا يسمع عنها أحد!
أما السؤال الأهم إذا كانت الغاية إنسانية فلماذا لا تتوحد مثل هذه الجهود وأن تكون من خلال كيان واحد، على سبيل المثال لدينا صندوق «تحيا مصر» فكما خصص من داخله حساب لبناء مسجد وكنيسة العاصمة الجديدة لماذا لا تجتمع كل تلك الحسابات من خلاله ويكون على رأسه مجلس أمناء يوجه هذه التبرعات لكل جهة حسب احتياجها وليس حسب تواجدها الإعلانى والإعلامى ؟
أعتقد أن هذه الطريقة غير الإنسانية وغير الأخلاقية فى جمع التبرعات لا تقل توحشا عن الأمراض التى تتسول باسمها، وعن قصور الخدمات بحجة تكملتها، بل هى تفوقها بؤسا وتشويها لسمعة شعب لا ينقصه تجارة بأوجاعه !




503 Service Unavailable

Service Unavailable

The server is temporarily unable to service your request due to maintenance downtime or capacity problems. Please try again later.

Additionally, a 503 Service Unavailable error was encountered while trying to use an ErrorDocument to handle the request.