«أنا ماسك جمرة نار في إيديا.. مقدرش أسيبها تولع الدنيا».. هكذا عبر المشير محمد حسين طنطاوي عن الفترة التي تولى فيها المجلس العسكري مقاليد السلطة في البلاد، لمدة 18 شهرًا، منذ فبراير 2011 وحتى أغسطس 2012.
لم يقل المشير طنطاوي تلك الكلمات على الملأ، ليبرز حجم المعاناة التي يعانيها هو ورفقاه أعضاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة في ذلك الوقت، إنما كان يفصح عما بداخله للمقربين منه، المشفقين عليه، بعدما ظل أكثر من 80 يومًا لا يغادر مكتبه إلا للجولات الميدانية ولم يتوجه لمنزله خلالها ولا لساعة واحدة.
بل على العكس من ذلك، كان يحاول دائمًا أن يبعث برسائل طمأنينة لجموع الشعب المصري، ويؤكد لهم أن الوطن بخير وسيظل بخير إن شاء الله، وأنه ورفاقه على أتم الاستعداد للتضحية بكل غال ونفيس في سبيل حماية مصر من الانهيار أو السقوط في براثن الفتن والمؤامرات، التي تحاك للبلاد.
رحلة شاقة ومرهقة وأحداث ينوء بحملها الجبال، عاشها وخاض معاركها الراحل، على رأس المجلس العسكري، من أجل مصر، التي كان يعشقها، ويضع نفسه دومًا جنديًا بين يديها، مقاتلًا من أجلها في الحرب والسلم، ضد أعداء الخارج والداخل.
كتب :ياسر حسني






