رابط الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية

الاستقرار والتنمية.. مصر ستظل سندًا قويا لـ «جنوب السودان»

1211

تواصل الدولة المصرية دعم ومؤازرة جنوب السودان، لتحقيق الاستقرار ومواجهة التحديات المرتبطة بجائحة كورونا ومخاطر الفيضانات والأزمة الغذائية، فضلاً عن مساندة جوبا فى الارتقاء بمختلف القطاعات التنموية، خاصةً فى مجالات الرى والصحة والتعليم، وذلك بالتوازى مع إطلاق عملية شاملة للتكامل الاقتصادى على المستوى الوطني.

واستقبل الرئيس السيسي، بقصر الاتحادية، الرئيس سلفا كير ميارديت، رئيس جنوب السودان، حيث أقيمت مراسم الاستقبال الرسمي، وتم استعراض حرس الشرف وعزف السلامين الوطنيين للبلدين.

 

تامر عبد الفتاح

 

صرح المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية السفير بسام راضى بأن الرئيس السيسي رحب بالرئيس «كير» فى بلده الثانى مصر، مؤكداً أن هذه الزيارة تعكس خصوصية العلاقة الأخوية بين البلدين الشقيقين على مستوى القيادة السياسية والحكومتين والشعبين، ومشيداً بوتيرة الفعاليات المستمرة بين البلدين، والتى توجت مؤخراً بعقد الدورة الأولى للجنة العليا المشتركة فى القاهرة فى شهر يوليو 2021، وهو ما يؤكد الاهتمام المتبادل بتعزيز العلاقات الثنائية فى مختلف المجالات، والارتقاء بها إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية القائمة على تحقيق المنفعة المشتركة للبلدين.

من جانبه؛ أعرب رئيس جنوب السودان عن امتنانه وتقديره لحفاوة الاستقبال، مؤكداً قوة الروابط التاريخية التى تجمع بين البلدين الشقيقين، وتطلع بلاده للارتقاء بالتعاون الثنائى مع مصر فى كافة المجالات، خاصة فى ظل الدور المحورى الذى تقوم به مصر على الصعيد الإقليمى فى القارة الإفريقية.

كما أكد الرئيس «كير» وجود آفاق رحبة لتطوير التعاون بين البلدين فى العديد من المجالات، لاسيما على الصعيد الاقتصادي، مشيداً فى هذا الإطار بنشاط الشركات المصرية فى جنوب السودان ومساهمتها فى جهود التنمية، خاصةً فى مشروعات البنية الأساسية من شبكات الطرق والكهرباء والاتصالات والمشروعات الزراعية، ومعرباً عن تطلع بلاده لتعظيم هذا النشاط وتوفير كافة التسهيلات الداعمة له، وتقدير جنوب السودان لما تقدمه مصر من دعم فنى على مدار السنوات الماضية، بما يعكس عمق العلاقات بين البلدين الشقيقين.

تحقيق الاستقرار

وخلال مؤتمر صحفى مشترك للرئيس عبد الفتاح السيسي مع رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت، جدد الرئيس عبد الفتاح السيسي التأكيد على ضرورة التوصل إلى اتفاق قانونى ملزم ينظم عملية ملء وتشغيل سد النهضة، وذلك استنادا إلى قواعد القانون الدولى ومخرجات مجلس الأمن فى هذا الشأن، وهو الأمر الذى من شأنه تعزيز الاستقرار فى المنطقة ككل ويفتح آفاق التعاون بين دول حوض النيل.

وأكد الرئيس السيسي دعم مصر الكامل لجهود الرئيس سلفاكير ميارديت، من أجل تحقيق السلام فى بلاده، ودعمها للجهود المبذولة من قبل مختلف الأطراف للمضى قدما فى تنفيذ استحقاقات المرحلة الانتقالية طبقا لاتفاق السلام.

وأضاف الرئيس السيسي أنه أجرى مع الرئيس سلفاكير مباحثات ثنائية مكثفة تناولت سبل تعزيز وتطوير العلاقات الثنائية على مختلف المستويات السياسية والاقتصادية والأمنية وما شهدته العلاقات بين البلدين خلال الفترة الماضية من زخم فى شتى مجالات التعاون.

وقال الرئيس السيسي «تابعنا نتائج انعقاد الدورة الأولى للجنة العليا المشتركة بالقاهرة فى شهر يوليو 2021 وما أتاحته من فرصة للتنسيق والتشاور، إضافة إلى ما تمخضت عنه من اتفاقيات تم توقيعها بين الجانبين فى مجال الرى وتنمية التجارة والصناعة».

وأشار الرئيس السيسي إلى أنه تم الاتفاق على أهمية الحفاظ على دورية انعقاد اللجنة خلال الفترة المقبلة، إضافة إلى متابعة المشاورات السياسية المستمرة بين وزارتى الخارجية للبلدين.

وقال السيسي إنه تم التوافق على العمل على إعادة تأهيل محطات الكهرباء المصرية فى جنوب السودان، لافتا إلى أنه فى هذا الإطار تمت إعادة التأكيد خلال المباحثات على أن مصر ستظل سندا قويا للأشقاء فى جنوب السودان وستواصل جهودها فى دعم كافة سبل تعزيز السلام والاستقرار والتنمية هناك.

وأكد الرئيس السيسي أن مصر ستستمر فى العمل على مساندة جهود جنوب السودان الوطنية الرامية إلى ترسيخ دعائم السلام والاستقرار الداخلي، وبما يفتح آفاق التنمية والرخاء لجموع شعبها ويحفظ هياكل ومؤسسات الدولة ومقدراتها؛ وذلك للاستمرار فى مسار تثبيت السلام وتحقيق التنمية ومعالجة جذور التحديات الماثلة هناك.

تنسيق مشترك

ولفت الرئيس السيسي إلى أنه تبادل مع نظيره رئيس جنوب السودان وجهات النظر حول عدد من القضايا الإقليمية والدولية الراهنة ذات الاهتمام المشترك وعلى رأسها التطورات الجارية فى منطقة شرق إفريقيا والقرن الإفريقى وكيفية العمل على احتواء تداعياتها المحتملة على باقى دول المنطقة.

وقال الرئيس عبد الفتاح السيسي إنه تم التوافق مع رئيس جنوب السودان على استمرار التنسيق المشترك بما يحقق أمن واستقرار المنطقة ويحافظ على مصالح شعوب الإقليم فى إطار من المسئولية والمصلحة المشتركة.

وأشار الرئيس السيسي إلى أن المباحثات تطرقت إلى مختلف الجوانب ذات الصلة لموضوعات مياه النيل والتنسيق القائم والمستمر بين البلدين فى هذا الشأن، إلى جانب استعراض التطورات الجارية فى قضية سد النهضة.

وتابع الرئيس السيسي قائلا «أعدت التأكيد على ضرورة التوصل إلى اتفاق قانونى ملزم ينظم عملية ملء وتشغيل سد النهضة وذلك استنادا على قواعد القانون الدولى ومخرجات مجلس الأمن فى هذا الشأن، وهو الأمر الذى من شأنه تعزيز الاستقرار فى المنطقة ككل ويفتح آفاق التعاون بين دول حوض النيل».

دعم جوبا

وقال رئيس جنوب السودان سيلفا كير ميارديت إنه بحث مع الرئيس عبد الفتاح السيسي العديد من القضايا، حيث أعرب الرئيس السيسي عن الاستعداد لمساعدة جنوب السودان فى العديد من المجالات، متطلعا إلى أن تقوم مصر بإرسال بعثات إلى جنوب السودان لمتابعة ما تم الاتفاق عليه فى القاهرة.

وأضاف سيلفا كير ميارديت – خلال المؤتمر الصحفى المشترك «تلقيت دعوة من الرئيس السيسي لزيارة مصر، ولهذا السبب أتواجد فى القاهرة.. واجتمعنا وتحدثنا فى موضوعات عديدة عن المنطقة، حيث بحثنا العديد من الموضوعات، ومنها أزمة سد النهضة».

وتابع: «لدينا هنا فى المنطقة مشكلة بين أثيوبيا ومصر، وأثيوبيا والسودان، وهناك مشكلة بين أثيوبيا وجبهة تحرير شعب تيجراي، وهذه مشكلة أخرى تحدثنا عنها أيضا.. وفى أغسطس الماضى ذهبت إلى أديس آبابا فى زيارة استغرقت يوما واحدا، وتلقيت وعدا من أثيوبيا أنه بحلول شهر أكتوبر ستكون هناك مفاوضات عقب تشكيل الحكومة، ولكن هذا لم يحدث ولم يتم أى شيء».

قمة التنوع البيولوجي

على جانب آخر، ألقى الرئيس السيسي كلمة عبر تقنية (الفيديو كونفرانس) أمام مؤتمر الأمم المتحدة لحماية التنوع البيولوجى فى الصين.. وأكد أن العالم يعيش اليوم مرحلة دقيقة؛ تتطلب بذل جهود حثيثة؛ للتكاتف لمواجهة التحديات الجسام، التى زادت من حدتها جائحة كورونا، فى وقت لا يزال فيه التعامل جاريا مع آثارها السلبية على مختلف المستويات.

وقال الرئيس السيسي إن تقرير التقييم العالمى الأخير لحالة التنوع البيولوجي، الصادر عن المنبر الحكومى الدولى للعلوم والسياسات التنوع البيولوجي؛ دق ناقوس الخطر إزاء التدهور السريع الذى يشهده التنوع البيولوجى فى السنوات الأخيرة، والذى أصبح ينذر بكارثة عالمية؛ ما لم تعزز دول العالم أجمع من جهودها لتغيير أنماط الاستهلاك والإنتاج وجعلها أكبر استدامة وأكثر وعيا بأهمية الحفاظ على التنوع البيولوجى وسلامة الأنظمة الحيوية لمستقبلنا على هذا الكوكب.

وأكد الرئيس السيسي أن مصر عملت، بجهد دؤوب، منذ مؤتمر أطراف شرم الشيخ فى عام 2018، على إطلاق مرحلة جديدة للعمل الجماعي؛ لصياغة إطار عالمى للتنوع البيولوجى لما بعد 2020، ووضع أهداف قابلة للتحقيق مدعومة بآليات واضحة للتنفيذ.

وأكد الرئيس السيسي أن مصر سارعت – فى عام 2018 – لطرح مبادرة طموحة بين مختلف جوانب العمل البيئي؛ لتحقيق التناغم والتكامل بين جهود الحفاظ على التنوع البيولوجى ومواجهة تغير المناخ وتداعياته السلبية، ووقف تدهور التربة وتصحر الأراضي؛ إيمانا منها بما لهذه الجهود مجتمعة من أثر إيجابى على صحة الإنسان وعلى تحقيقه التنمية الاقتصادية الشاملة.

التعاون مع بريطانيا

وتلقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، اتصالاً هاتفياً من بوريس جونسون، رئيس وزراء بريطانيا، وصرح المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية بأن الاتصال تناول مناقشة الاستعدادات الجارية لاستضافة مدينة جلاسجو للدورة القادمة لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ، حيث تم التوافق على ضرورة تعزيز التنسيق المشترك بين البلدين لضمان الخروج بنتائج إيجابية من هذه الدورة.

وأضاف المتحدث الرسمى أن الاتصال تناول التباحث كذلك حول تطورات قضية سد النهضة، حيث أكد الرئيس أهمية التوصل إلى اتفاق قانونى عادل ومتوازن حول ملء وتشغيل السد.

العلاقات الأمريكية

واستقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي السيناتور «روبرت مينينديز»، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي، وذلك بحضور سامح شكرى وزير الخارجية، والوزير عباس كامل رئيس المخابرات العامة، و «جوناثان كوهين» سفير الولايات المتحدة بالقاهرة.

وأجرى الرئيس عبد الفتاح السيسي اتصالاً هاتفياً مع الرئيس قيس سعيد، رئيس الجمهورية التونسية، للتهنئة بمناسبة تشكيل الحكومة الجديدة وأدائها اليمين الدستورية، مؤكداً دعم مصر لكافة الخطوات التى من شأنها الحفاظ على الاستقرار فى تونس الشقيقةً.