رابط الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية

يا نواب الشعب أنصفوا حماة الوطن

1481

بعد خمسة وأربعين عاما مرت على نصر العاشر من رمضان السادس من أكتوبر أين أبطال هذا النصر على الخريطة الاجتماعية والمعنوية -ولا أقول المادية – من الشعب المصرى رغم أن الحالة المادية لمعظهم  تستحق النظر إليها حفاظا على كبرياء هؤلاء الأبطال الذين استرخصوا حياتهم فى مقابل رفعة وطنهم.

إنهم جميعا من أصحاب المعاشات، وجميعهم لا يتقاضى بأى حال من الأحوال ما يتقاضاه من هم فى الخدمة أو حديثى الخروج من الخدمة إلى المعاش، وجميعهم بكل إباء وشمم لا يتكلم عن هذا مطلقا رغم المعاناة والحاجة التى لم تدع لهم أى اختيار.

ولمن يريد أن يعرف ماذا فعل هؤلاء أقول بكل بساطة.. هؤلاء الرجال هم أول من حقق نصرًا تاريخيًا على العدو الصهيونى الذى اغتصب أرضنا هم من أعادوا سيناء.. ولمن لا يعرف ماهية سيناء أقول إنها هدية الله إلى مصر لتكون درعا شرقيا يزود عنها أى اعتداء من اتجاه الشرق، وقد نظمها الله فى مصفوفات جبلية غاية فى الدقة والبراعة لتحقيق هذه المهمة وأى تفريط فيها يعنى أن نقاتل العدو فى الدلتا وفى المدن والقرى داخل مصر وعلى ضفاف نيلها.

سيناء التى تم الانسحاب منها عام 1956 أثناء العدوان الثلاثى لأسباب استراتيجية وعسكرية لم تترك خيارًا لجيشنا فى مواجهة ثلاثة جيوش منها جيشا دولتين عظميين هما انجلترا وفرنسا وذيل لهما هو الجيش الإسرائيلى الذى حاول أن يصرفنا عن الدفاع عن الهدف الرئيسى الذى جاءوا من أجله وهو قناة السويس، فانسحب الجيش من سيناء بعد يوم واحد من القتال اعترف العدو ذاته بخسائره الأكبر فى مواجهة قواتنا المحدودة وقتها لكى يدافع عن القناة ويحقق نصرًا أجبر العالم على الوقوف إلى جانبنا فى مواجهة قوى العدوان وإعادة سيناء إلى مصرها..

وفى يونيه 1967 انسحب الجيش المصرى منها قبل أن يرى العدو الذى يهاجمه نتيجة قرار خاطئ لم يكن على مستوى المسئولية.. ليتحمل جيل أكتوبر هذه المهمة بكل صبر وجلد ويصر على استعادتها كاملة غير منقوصة بتضحيات لم يسجل التاريخ مثلها من قبل ولولا ما فعلوه لكان الإرهاب فى كل بيت من بيوتنا فى وادى النيل.

إن ما حققه أبطال أكتوبر شهد له العالم أجمع قاصيه قبل الدانى والعدو قبل الصديق، وكما كانت حرب أكتوبر مفتاح كنز للدول البترولية جنت من ورائه الذهب بارتفاع سعر البترول الذى نعانى نحن منه الآن، كانت أيضا هذه الحرب بانتصارها باب خير للكثيرين من أبناء الشعب، أقلهم من حققوا هذا النصر.

واليوم أوجه نداءً باقتراح قليل الدسم بل منزوع الدسم إلى السادة نواب الشعب ولن يكلف الدولة شيئا ماديا إلا النذر القليل، وهذا الاقتراح هو رفع جميع الأوسمة والأنواط التى تم منحها إلى أبطال حرب أكتوبر 73 إلى الدرجة الأعلى أى ترفع النجمة العسكرية إلى نجمة الشرف، ونوط الجمهورية إلى النجمة العسكرية .. وهكذا حتى آخر نوط.

وبالمناسبة هذه ليست بدعة، وقد فعلها الرئيس السادات مع أبطال حرب  الاستنزاف الذين سبق منحهم أنواطًا من الرئيس عبد الناصر وفعلها الرئيس مبارك مع بعض القادة الذين اشتركوا فى حرب أكتوبر بمنحهم رتبا فخرية وأيضا فعلها الرئيس السيسى.. إنها نفحة معنوية تنعش قلوبا هى فى أمس الحاجة إليها.. وكل عام ومصر فى عزة وإباء وكل أبنائها رأس كبريائهم فى السماء.




503 Service Unavailable

Service Unavailable

The server is temporarily unable to service your request due to maintenance downtime or capacity problems. Please try again later.

Additionally, a 503 Service Unavailable error was encountered while trying to use an ErrorDocument to handle the request.