منذ النجاح الكبير الذي حققته مسلسلات تم تقديمها فى أجزاء متعدة مثل «ليالي الحلمية» و«رأفت الهجان»، و«سلسال الدم» و«هبة رجل الغراب» و«الكبير أوي»، وهذه النوعية من الدراما تستهوي صناع الأعمال الفنية، رغم فشل تجارب أخرى، لم تحقق أجزائها التالية نفس النجاح الذي حققه الجزء الأول.

وقرر عدد من صناع الأعمال الدرامية خلال الآونة الأخيرة تقديم أجزاء جديدة لأكثر من مسلسل تم عرض أجزائه الأولى على مدار السنوات الماضية، وحصدت هذه الأعمال ردود أفعال إيجابية من الجمهور، فلم يكتف صناعها بهذا النجاح، وقرروا إضافة أجزاء جديدة استغلالاً لنجاح الأجزاء السابقة وكذلك التفاعل الجماهيرى مع أحداثها.

تعتمد معظم الأجزء الجديدة من الأعمال الدرامية على نفس أبطال الأجزاء الأولى مع تغييرات طفيفة، بالإضافة إلى تطوير الأحداث بما يجذب انتباه الجمهور ويثير فضوله ويجعله فى حالة من الترقب الشديد لعرض العمل.

هجمة والاختيار

وقررت الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية تقديم أجزاء جديدة للدراما الوطنية «هجمة مرتدة» و«الاختيار» ، وتم حسم البطولة الرئيسية فى المسلسلين، حيث يقوم ببطولة الجزء الثاني من «هجمة مرتدة» الفنان أمير كرارة، ويكتب له السيناريو والحوار السيناريست باهر دويدار ومن إخراج أحمد نادر جلال. بينما تم ترشيح الفنان أحمد السقا لبطولة الجزء الثالث من مسلسل «الاختيار»، بالمشاركة مع نجم الجزء الثاني كريم عبد العزيز.

«أبو العروسة»

ومن المسلسلات التي يتم تصويرها الآن وتنتمي إلى دراما الأجزاء، الجزء الثالث من مسلسل أبو العروسة، ويعتمد على نفس أبطال الجزئين الأول والثانى مع دخول بعض الفنانين الجدد إلى الأحداث، ويتم تقديمه فى 45 حلقة، وهذا الجزء يتولى إخراجه بجانب تأليفه هانى كمال.

ودارت أحداث الجزء الأول والثانى من المسلسل حول المشكلات داخل الأسرة المصرية بين الآباء والأبناء، نظرًا لاختلاف الأجيال والتطور الكبير الذى طرأ على المجتمع، ويركز المسلسل على الطبقة الوسطى والتحولات التى أصابتها، وشخصية الموظف المصرى وكيف تغيرت فى الفترة الأخيرة.

نصيبى وقسمتك

وقرر صناع مسلسل نصيبى وقسمتك تقديم جزء جديد منه بعد نجاح أجزائه الثلاثة السابقة، وأكدوا أن الموسم الرابع (رجالى) وذلك بالاعتماد على أبطال رجال للحواديت على عكس الموسم الثانى والثالث والذى اعتمد على فنانات لبطولة الحواديت من أجل مناقشة قضايا المرأة بمختلف أنواعها، مشيراً إلى أن الموسم الرابع سيتم التنويع أكثر فى القضايا سواء التي تخض الرجل أو المرأة.

وتم الكشف عن حكايتين من حكايات الموسم الرابع إلى الآن، وهما حكاية “«النظارة البيضا» ، وتدور أحداث القصة فى إطار درامي تشويقي، وحكاية “غرام بانتظام” بطولة شريف سلامة وتأليف عمرو محمود ياسين.

وتناولت الأجزاء السابقة عددا من الموضوعات المختلفة مقسمة على عدد من الحلقات لكل موضوع، وتناقش علاقة الرجل بالمرأة والمشاكل التي تحدث بينهما، وكيف يمكن التغلب عليها لإنجاح علاقتهما. وكانت تختلف كل قصة عن الأخرى من حيث الأبطال والمؤلفين والمخرجين.

والسؤال الذي يطرح نفسه دائماً..هل مسلسلات الأجزاء ضرورة درامية أم محاولة لاستثمار نجاح الجزء الأول؟

الناقدة الكبيرة ماجدة موريس تجيب على هذا السؤال، وتقول إن مسلسلات الأجزاء يتوقف نجاحها على عاملين أساسيين، الأول أن يحقق العمل نجاحاً ملحوظاً يشعر به الجمهور قبل صناعه، والثاني أن تحتمل الخطوط العريضة للدراما تقديم جزء ثان أو ثالث، دون اللجوء إلى مط وتطويل الأحداث، لأن الجمهور يمل سريعاً حتى لو كان العمل جزءاً واحداً وبه مط وتطويل، لذلك نرى بعض المسلسلات تكون ناجحة فى الجزء الأول، ويفشل الجزء الثاني منها بسبب مطه، لأن الدراما تكون انتهت، والحدث أصبح مكشوفاً للمشاهد دون تصاعد أو جديد.

من جانبه، يؤكد الناقد طارق الشناوي على أن أساس العمل فى المسلسلات الدرامية التي يكون لها أكثر من جزء يتوقف على دراما العمل نفسه، وهل يسمح بعمل جزء ثانٍ أو ثالث أم لا؟ ، لافتاً إلى أن أساس التفكير فى إنتاج دراما الأجزاء، يجب أن يتم بناءً على طبيعة الموضوع الذي يطرقه العمل، بالإضافة إلى امتلاكه للخطوط العريضة التي يمكنها المساهمة فى صياغة أحداث يمكن أن تمتد لأكثر من جزء، ولا يجب أن يكون العمل مبنياً على حسابات السوق و«اللهث» وراء الموضة».

ويقول الشناوي إن طريقة تعامل المنتجين مع حسابات السوق أظهرت فشلها، فمعظم المنتجين الآن باتوا يميلون لاستنساخ النجاح وليس محاولة صناعة إبداع مثله، مشيراً إلى أن سر عودة اهتمام المنتجين بدراما الأجزاء هو النجاح الذي حققته الدراما التركية فى العالم العربي.