صالون الرأي
مذكرات موظف عام (2 – 1)
By amrمايو 04, 2022, 14:48 م
926
اختلفت مع الصديق د. على سليمان حول عنوان مذكراته التى أصدرها مؤخرًا والتى سرد فيها تجربته الوظيفية فى ثلاث قارات (أمريكا وآسيا وإفريقيا).
لقد شجعته على الإسراع بكتابة مذكراته، حيث لديه تجربة ثرية يجب أن تستفيد بها الأجيال المقبلة الراغبة فى اختيار الخدمة العامة، وأرسل لى بالفعل بعض فصول المذكرات التى كُتبت بأسلوب شيق ولغة عربية سليمة وطريقة سرد ممتعة، ثم فاجأنى بإرسال المذكرات مطبوعة فى كتاب أنيق من الحجم المتوسط، بعنوان (مذكرات موظف عام)، وعندما تناقشنا فى العنوان – وقد قضى الأمر – اقتنعت بوجهة نظره، فهى تسجيل لمراحل حياته الوظيفية وكيف كانت تجرى علاقات العمل وكواليسه والظروف المحيطة به.
وبالطبع بدأ د. على بفصل افتتاحى عن طفولته وكثرة تنقل الأسرة بسبب طبيعة عمل الوالد، والذى توفى فجأة بالسكتة القلبية وترك أسرة من أربعة أفراد لا يتجاوز أكبرهم المرحلة الإعدادية، وتولت الأم استكمال المسيرة على أكمل وجه.
وقد كان سبب حماسى وتشجيعى للصديق د. على سليمان لكتابة مذكراته، لأنه ببساطة «يشبه» ويعبر عن الكثير من المصريين أبناء الطبقة الوسطى والعائلات الطيبة، الذين يبذلون كل الجهد والإخلاص لتغيير حياتهم إلى الأفضل دون الاعتماد على عائلتهم -وإن كانت غنية أو كبيرة– أيضًا دون التملق لأحد أو الاستناد على حزب أو تيار فكرى أو شلة نافذة، وإنما يعتمدون فقط على جهدهم الخاص وجديتهم فى التعليم والعمل مع حسن التعامل مع الآخرين والنزاهة والشفافية فى أداء ما يكلفون به من مهام.
وللأسف فى أغلب دول العالم الثالث، ومنها مصر، هناك إناس تعمل وأخرى تجنى الثمار، سواء فى شكل وظيفة مميزة، أو مرتب بالعملات الأجنبية أو شهرة مصطنعة فيما يطلق عليهم «ملح الأرض»؛ أى أبناء الطبقة المتوسطة الجادة والمجتهدة تعمل فى صمت وترضى بما تحصل عليه من مقابل وتحمد الله على الصحة والستر والرزق الحلال.
لقد عمل د. على فى أماكن عدة، فى أمريكا والسعودية والمالديف والقاهرة، وتولى وظائف مختلفة وكلف بمهام متعددة.. وفى كل وظيفة أو مهمة كان الجاد المجتهد على سليمان المصرى الأصيل الذى تخرج فى كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، وكان الأول على دفعته، والذى يحمل كل الود والمحبة والشكر والعرفان لأساتذته وخاصة د. محمد زكى شافعى، ود. سعيد النجار، ود. جلال أمين، وغيرهم على رعايتهم العلمية ومساعدتهم القيمة.
وإلى الأسبوع القادم إن شاء الله.