https://pagead2.googlesyndication.com/pagead/js/adsbygoogle.js?client=ca-pub-5059544888338696

رابط الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية

«ميلونشون» يهدد أغلبية «ماكرون» بالجولة الثانية كل السيناريوهات مفتوحة فى الانتخابات التشريعية الفرنسية

687

بعد أسابيع قليلة من إعادة انتخابه لولاية ثانية، يخاطر الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون بفقد الأغلبية المطلقة فى البرلمان، بعد نجاح التحالف اليسارى بقيادة جان لوك ميلونشون فى الجولة الأولى من الانتخابات التشريعية فى الحصول على نسبة متقاربة من الأصوات مع التحالف الوسطى بقيادة ماكرون، بينما تجرى اليوم الأحد19يونيو الجولة الثانية وسط توقعات باحتدام الصراع بين التحالفين، وإن كانت استطلاعات الرأى تتوقع احتلال تحالف ماكرون لأكبر عدد من المقاعد فى الجمعية الوطنية المقبلة.

كتبت : داليا كامل

بفارق ضئيل جدا، تصدر تحالف «معا» بقيادة الرئيس ماكرون نتائج الجولة الأولى للانتخابات التشريعية الفرنسية، التى جرت الأحد الماضى بحصوله على 25,7 بالمئة من الأصوات، مقابل 25,64 بالمئة لصالح «الاتحاد الشعبى البيئى والاجتماعى الجديد»، بزعامة اليسارى جان لوك ميلونشون والمكون من عدة أحزاب يسارية، كالحزب الاشتراكى والحزب الشيوعى وحزب الخضر، فضلا عن جمعيات وكيانات سياسية أخرى.

وجاء حزب «الجمهوريون» (اليمين المعتدل) فى المرتبة الرابعة بنسبة 10,4 بالمئة من الأصوات، بعد حزب «التجمع الوطنى» (اليمين المتطرف) بقيادة مارين لوبان والذى حصل على
18,72 بالمئة من الأصوات، وهو ما اعتبرته لوبان نتائج «مشرفة» كون حزبها قد عزز رصيده بـ «ست نقاط» كاملة مقارنة مع الانتخابات التشريعية التى جرت فى 2017.

وإلى جانب النجاح الذى حققه اليسار، كان اللافت كذلك فى الدورة الأولى من الانتخابات التشريعية الفرنسية امتناع الناخبين عن التصويت، بنسبة 52,8 بالمئة، وهى أكبر نسبة امتناع مقارنة بالانتخابات التشريعية التى جرت فى 2017 والتى قدرت آنذاك بـ51,3 بالمئة و42,78 بالمئة فى التشريعيات التى جرت فى 2012، حسب «فرانس 24».

خبراء سياسيون ومختصون فى الشئون الفرنسية، رجحوا أن يكون سبب هذه المقاطعة هو عدم إقبال سكان المناطق الشعبية والضواحى على صناديق الاقتراع لعدم التماسهم أى تغيير إيجابى قد يذكر فى حياتهم اليومية، حيث تأتى الانتخابات التشريعية فى وقت تشهد فرنسا ارتفاعا مقلقا لأسعار العديد من المواد الغذائية الأولية كالبنزين والمواد الاستهلاكية دون أن تكون الحكومة قادرة على تخفيض هذه الأسعار، ما أدى بالعديد من الناخبين إلى العزوف عن مراكز التصويت بحكم أن لا شىء قد يتغير فى المستقبل.

وبعد أن تصدر الامتناع عن التصويت المشهد الداخلى الفرنسى فى الجولة الأولى، يرى محللون أن الانتخابات التشريعية الفرنسية تبدو منفتحة على كل السيناريوهات وإن كان تحالف الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون فى موقع جيد ليظل القوة السياسية الأولى فى الجمعية الوطنية الفرنسية (البرلمان)، لكنه قد لا يحقق الأغلبية المطلقة التى تتطلب الحصول على
289 مقعدا من أصل 577 نائبا.

وحسب «رويترز»، تتوقع استطلاعات الرأى أن يحرم التحالف اليسارى ماكرون من الحصول على الأغلبية المطلقة فى الجولة الثانية من الانتخابات، الأمر الذى سيجبر الرئيس الفرنسى على إبرام اتفاقيات مع الأحزاب اليمينية وقد يؤدى إلى تعديل وزارى.

ويشار إلى أن حصول الرئيس الفرنسى على أغلبية غير مطلقة، ولكن نسبية فى «الجمعية الوطنية»، من شأنه أن يعوق تنفيذ برنامجه الانتخابى الذى يتضمن إصلاحا لنظام التقاعد يقول إنه ضرورى لإصلاح المالية العامة، بينما يدفع خصومه اليساريون لخفض سن التقاعد وإطلاق حملة إنفاق كبيرة.

على الجانب الآخر، لم يظهر أى استطلاع للرأى فوز التحالف اليسارى بأغلبية مطلقة، وهو سيناريو من شأنه أن يدفع بفرنسا إلى فترة غير مستقرة من «التعايش»، حيث يأتى الرئيس ورئيس الوزراء من تيارات سياسية مختلفة.

بالرغم من ذلك، بدا جان لوك ميلونشون بعد صدور نتائج الدورة الأولى متمسكا بتحقيق حلمه بتولى منصب رئيس الحكومة الفرنسية، معتبرا أن حزب الرئيس «انهزم وتفكك». ودعا ميلونشون الناخبين إلى «التدفق»، نحو مراكز الاقتراع فى الجولة الثانية من أجل وضع حد نهائى لمشاريع ماكرون التى وصفها بـ «الكارثية»، ومن بينها تمديد سن التقاعد إلى 65 عاما.

وفى ظل ارتفاع تكاليف المعيشة وتآكل الأجور بسبب التضخم الآخذ فى الزيادة، يتهم «ميلونشون» الرئيس الفرنسى بأنه عازم على حماية الأثرياء أكثر من الأسر الفقيرة. ووعد ميلونشون أنه فى حال انتخب رئيسا جديدا للحكومة الفرنسية، فسيقوم «بتثبيت أسعار المواد الأولية ورفع الراتب الأدنى إلى ألف وخمسمائة يورو (1500يورو) فى الأيام العشرة التى تلى الجولة الثانية من الانتخابات التشريعية».

وكان ميلونشون (70 عاما) قد احتل المركز الثالث فى الانتخابات الرئاسية التى جرت فى أبريل الماضى، ووضع نصب عينيه، الفوز بأغلبية الأصوات فى الانتخابات التشريعية، متعهداً بأن يصبح رئيساً للوزراء «لإحياء النظام».

واعتبرت الصحف الفرنسية أن «خطر الأغلبية النسبية بات يهدد ماكرون» كما عنونت «لوبينيون» فى صدر صفحتها الأولى، فى حين جاءت افتتاحية «لوفيجارو» بعنوان «ماكرون يتجه نحو غالبية ضيقة»، ما وصفته الصحيفة «نكسة» لرئيس الجمهورية.

أما «ليبراسيون»، فقد اعتبرت فى افتتاحيتها أن «جان ميلونشون» زعيم تحالف اليسار فاز برهانه بمجرد انتزاعه الغالبية المطلقة من تحالف «معا» الرئاسى، وذلك حتى لو بقى حلمه بتولى رئاسة الحكومة بعيد المنال.

فى نفس السياق، كتبت صحيفة «لوموند» تحت عنوان «الغالبية المطلقة التى ينشدها ماكرون مهددة والامتناع بلغ نسبة قياسية»، أن الأغلبية الوحيدة التى انبثقت عنها الدورة الأولى من الانتخابات هى «أغلبية الممتنعين».

وحملت الصحيفة فى افتتاحيتها الرئيس ماكرون مسئولية الفشل؛ بسبب امتناعه ومرشحى حزبه عن الانخراط بالحملة الانتخابية للدفاع عن برنامجهم الانتخابى والترويج لأفكارهم، بينما نجح «جان- لوك ميلونشون»، زعيم تحالف اليسار فى خلق دينامية قد لا تسمح له بفرض نفسه كرئيس وزراء فى «حكومة مساكنة»، لكنها ستجعله على رأس معارضة قوية داخل البرلمان، مشيرة أيضا إلى صعود حزب «التجمع الوطنى» اليمينى المتطرف.