رابط الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية

أبشر يا مصرى.. عندك الآن ” نموذج”!

773

فى فترة الستينيات.. أنشدت أم كلثوم بكلمات الشاعر الكبير نزار قبانى “أصبح عندى الآن بندقية.. إلى فلسطين خذونى معكم”،

حيث كانت تستهدف بث الحماس لدى الشعب العربى ودفعه لتحرير فلسطين المحتلة، ومرت سنوات عديدة ومات نزار قبانى ومن قبله أم كلثوم.. ولا تزال فلسطين محتلة!

مناسبة ما تقدم أن مصر كانت تستعين بتفسيرات وتنبؤات الجهات الدولية لفهم ما يحدث فى الاقتصاد الوطنى، وذلك لغياب “نموذج” لقياس وتحليل الاقتصاد الكلى، حيث من خلاله – وبتوافر البيانات – يمكن تفسير وفهم السياسة النقدية وتقييمها، فضلًا عن التنبؤ بالمؤشرات الاقتصادية فى المستقبل.

ومؤخرًا نجح شباب الباحثين فى المركز المصرى للدراسات الاقتصادية بقيادة د. عبلة عبد اللطيف، مدير المركز والبحوث فى عمل “نموذج” مصرى للتحليل الاقتصادى، وتم تطبيقه من خلال التحليل المفصل لاتجاهات مؤشرات التضخم فى مصر خلال الشهور الماضية.

والمثل الشعبى يقول “إذا عرف السبب.. بطُلْ العجب” بمعنى معرفة أسباب الظاهرة وتحليلها يمكن صاحب القرار أو واضع السياسة المالية أو النقدية من تطبيق الإجراء الصحيح والفعال لعلاج الخلل الذى حدث، وهو هنا ارتفاع مؤشرات التضخم، ومن ثم كان لابد من معرفة أسباب هذا الارتفاع، وهل كانت بسبب انخفاض “المعروض” من السلع والخدمات، أم أنه كان بسبب “الطلب” وكثرة وجود الأموال فى أيدى المستهلكين؟

للأسف الشديد فهم البعض أن ارتفاع التضخم نتج عن زيادة الطلب، أى زيادة حجم السيولة فى المجتمع، فكان القرار برفع أسعار الفائدة على الودائع فى البنوك، وتداعت “التوقعات”
مما تسبب فى المزيد من ارتفاع الأسعار، ورفع تكلفة الإنتاج وارتبكت الأسواق!

والحمد لله – بعد تطبيق النموذج الجديد- اتضح أن التضخم فى مصر فى فترة وباء الكورونا وما بعدها كان ناتجًا عن زيادة الطلب، ولكن المشكلة أن التضخم استمر – لأسباب عديدة – وتحول إلى تضخم ناتج عن انخفاض العرض!

والمعنى أنه لايمكن أن تتم المعالجة من خلال السياسة النقدية فقط، ولكن لابد أن تتوافق كل من السياستين المالية والنقدية، ومعهما زيادة الإنتاج وما يتبعها من زيادة المعروض.

ومن حسن الحظ أن الدولة تنبهت لذلك، وسارعت القيادة السياسية بالتغيير، وهو ما انعكس على السياسة النقدية واستخدام أدوات أخرى، لمواجهة الظاهرة وعدم الاكتفاء برفع أسعار الفائدة مع تثبيت سعر الصرف!

ومع ذلك.. وهو ما أكده أيضًا الخبراء، الذين شاركوا فى الندوة أن وجود النموذج مهم وضرورى، ولكنه “أداة” للتفسير والتحليل والفهم ليس إلا!، وإنما الواجب زيادة الإنتاج وإزالة العراقيل أمام المستثمرين، وهو ما وجه إليه الرئيس وما تقوم الحكومة الآن بمحاولة تنفيذه.

ذلك هو المطلوب وإلا عدنا للغناء، أصبح عندى الآن “نموذج” كما غنت أم كلثوم من قبل!




503 Service Unavailable

Service Unavailable

The server is temporarily unable to service your request due to maintenance downtime or capacity problems. Please try again later.

Additionally, a 503 Service Unavailable error was encountered while trying to use an ErrorDocument to handle the request.