من أعظم النعم بعد نعمة الهداية والإيمان، نعمة لا تقدر بثمن، نعمة الصحة والعافية وهي أعظم من نعمة المال، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-:”نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ”.
والصحة إذا دامت جهلت وإذا فقدت عرفت، فاشكروا الله دائما على هذه النعمة, ولا تنسوها لكى لا تفقدوها، فالأيام تمضى والأعمار تشيخ وتضمحل الأجساد، ولا شىء مقلقا مثل المرض، وكل المصائب تهون إلا انحسار القوة، حيث يظل شبح الموت يطارد الروح ووساوس الفراق تظل ترهق كل من حوله، فينطوى المريض على نفسه ويقبع منتظرا ولكنه لا يفصح عن آلامه.
تلك المرأة والزوجة والأم، تركها زوجها وحيدة متألمة بعد أن اختاره الموت، وشاءت المقادير المحتومة أن يحاصرها المرض هى وأسرتها البسيطة، ففى حجرتين بالإيجار يحيطهما الفقر والمرض وذل الحاجة، تعيش مع أولادها، والمرض يكسر عزيمتها ويضعف قواها، فهى مريضة بانسداد الشريان التاجى مع انزلاق غضروفي وأمراض السكر والضغط .. تخشى الموت لكى لا تفارق أولادها فهم بحاجه إليها.
ولأن الزمن لا يصفو كل الوقت، والأقدار ترفع الإنسان وتهبط به وكأنه يجلس على أرجوحة كأمواج البحر مثلما تحمل السفينة على راحتيها بحنان إلا إنها قد تدفع بها إلى الأعماق المجهولة فى أحيان أخرى ..
فلقد سكن المرض جسد أبنها البكري، وأصيب بأورام سرطانية بالأمعاء الدقيقة وهو لا يزال فى العشرين من عمره.
جاءت تلك المسكينة تطلب المساعدة بعد أن نزلت على رأسها المصائب كالزلزال بل كحمم بركانية ترتفع لأعلى لتسقط على رأسها. فلقد هدها الحزن بعد أن زادت منغصات الحياة وعجزت عن الإنفاق على تعليم وعلاج أولادها، وليس لها قريب أو من يمد لها يد العون..
فهل بين الخيرين من يساعدها ؟؟