قبل نهاية العام 2022 بساعات سمعنا تأكيدات للقيادات المهمة داخل ليبيا بأن وحدة الشعب والأرض خط أحمر وضرورة الخروج من النفق المظلم إلى مستقبل أفضل من خلال تنشيط ملف المصالحة وإجراء الانتخابات خلال العام 2023 واقترح رئيس المجلس الرئاسى محمد المنفى حلاً للأزمة المتعلقة بتعثر استكمال القاعدة الدستورية بعقد لقاء يجمعه مع مجلسى النواب والدولة، وبدعم بعثة الأمم المتحدة لمعالجة النقاط الخلافية العالقة بينهما، وهذا اقتراح جيد وكان مقررا من شهور ولكن تعثر اللقاء لأسباب لوجستية ومنع بعض المليشيات من إتمام هذا اللقاء لاستكمال خريطة الطريق، وخلال لقاء جمع مؤخرًا بين الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبوالغيط ورئيس مجلس الرئاسة الليبى اتفقا على المضى قدماً بالعملية السياسية بما يفضى إلى إجراء الانتخابات الوطنية المنتظرة من قطاع عريض من الشعب، والتى تتيح تجديد شرعية المؤسسات وإحلال الاستقرار الدائم فى البلاد. وتحديد الأولويات الخاصة بالمرحلة الراهنة، والقائمة على المسارات السياسية والدستورية والاقتصادية، وكذلك مشروع المصالحة الذى يتبناه المجلس هو مشروع شامل وطويل الأمد. وإلى جانب ذلك الحفاظ على وحدة البلاد وإنهاء التواجد العسكرى الأجنبى فى ليبيا ودمج الميليشيات باعتبارها المدخل الأهم لاستعادة الاستقرار

وتأتى زيارة المنفى لجامعة الدول العربية فى إطار الجهود المبذولة لتوحيد الصف الليبى وتحقيق الاستقرار فى المرحلة المقبلة تمهيدا لعقد الانتخابات الليبية. فيما ترددت أنباء عن توافق مجلسى النواب والأعلى للدولة بضرورة استئناف اجتماعات لجنة المسار الدستورى خلال أيام، وذلك للتوافق على القاعدة الدستورية اللازمة لإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية، والدفع نحو تفعيل المسار الديمقراطى لأكثر من 2.5 مليون مواطن ليبى بانتخاب من يحكمهم خلال السنوات المقبلة، والشروع فى بناء مؤسسات الدولة الوطنية، وحل المشكلات المعيشية التى يعانى منها المواطنون الليبيون خلال السنوات الأخيرة.

واتفق رئيسا البرلمان الليبى عقيلة صالح والمجلس الأعلى للدولة خالد المشرى على إلغاء قانون إستحداث محكمة دستورية فى مدينة بنغازي، وذلك تمهيداً لاستئناف مفاوضات قانون الانتخابات المتعثّرة منذ أشهر، ثم جاء خطاب المشير خليفة حفتر ليؤكد على وحدة الأرض والشعب وأنهما خط أحمر وضرورة توافق القوى الوطنية والسياسية على خارطة طريق تفضى لإجراء الانتخابات الرئاسية والنيابية، محذرا من سيناريوهات وصفها بـ”السيئة”، مؤكدا أن القيادة العامة شعارها الوحدة الوطنية وليبيا واحدة موحدة.