كثير من الممارسات الخاطئة تشهدها كرة القدم المصرية سواء من الناحية الإدارية التنظيمية أو حتى التدريبية الفنية من شأنها التأثير على مستوى ومستقبل الأندية والمنتخبات الوطنية، ولكن يظل أخطر تلك الممارسات هو ما يتعلق بالناحية الصحية البدنية التى قد تؤدى إلى أمراض خطيرة تسبب الوفاة، وأبرزها تناول « سنوس».
«سنوس» أو ما يعرف بـ« التبغ الرطب» مصنوع من سيليلوز طبيعى بجانب خليط من التبغ المفروم والماء والملح والنكهات، معبأ فى أكياس صغيرة توضع بين اللثة والشفة العليا ، ليصل النيكوتين بسرعة إلى الدماغ عبر الغشاء المخاطى للفم، ويتم استخدامه كبديل عن السجائر لتقليل أعراض التدخين.
محمد هلال
تناول «سنوس» بات ظاهرة منتشرة بين لاعبى أندية الدورى الممتاز، وهى فى ازدياد مستمر، خاصة فى ظل عدم وجود أى منع أو تجريم من قبل اتحاد كرة القدم وبجانب عدم تضمينها ضمن قائمة المواد المحظورة من قبل اللجنة الدولية لمكافحة المنشطات.
أحد لاعبى أندية الأقاليم بوسط جدول ترتيب الدورى الممتاز، أكد لـ«أكتوبر»، أن سنوس بات منتشراً بشكل كبير، وأن أول تعرف وتجربة له فى تناوله كانت بمساعدة أحد اللاعبين الأجانب المحترفين، حيث أحضره معه إلى مصر.
وأضاف أنه بجانب المحترفين الأجانب، فإن لاعبى الأهلى والزمالك وكذلك الأندية المشاركة فى البطولات الخارجية (العربية والإفريقية) باتوا مصدرا رئيسيا لسنوس فى مصر، بالإضافة إلى اللاعبين، الذين لديهم القدرة على السفر للخارج باستمرار.
وتابع أنه فى الماضى كان اللاعب يواجه صعوبة فى الحصول على سنوس، ولكن الوضع الآن تغيير بعدما اعتمد بعض اللاعبين على بيع سنوس لزملائهم فى فريقهم أو الفرق الأخرى، كتجارة خاصة ومصدر للدخل، خاصة أنه مادة غير مجرمة أو ممنوعة.
دكتور محمد نظمي، استشارى أمراض القلب، يعلق قائلاً: « سنوس غير مدرج فى جدول المواد المحظور تناولها من قبل لاعبو كرة القدم، لذلك لا عقوبة على أى لاعب يتناوله نهائياً، فالسجائر نفسها ليست من المواد المحظورة على الرياضيين، وإذا تم عمل تحليل منشطات لأى لاعب لا يتم معرفة إذا كانت مادة النيكوتين الموجودة بجسده هل من السجائر أم من السنوس؟!».
وأضاف « أتعجب ممن يقول أن سنوس ليس له تأثير على ممارسة الرياضة!، كيف وهو له آثار فورية على الجسم بارتفاع ضغط الدم وزيادة معدل ضربات القلب مما يسبب أمراض القلب والأوعية الدموية والكلى، وقد نرى حالات وفاة بين اللاعبين فى التدريبات والمباريات بسبب ذلك».
وتابع: « كيس سنوس واحد يحتوى على نيكوتين يقارب ثلاث سجائر دفعة واحدة، وكثرة النيكوتين فى الدم يجعل اللاعب يعانى من الأرق وقلة الراحة مما يجعل عرضه أيضاً لإصابات عضلية متكررة».
واختتم دكتور محمد نظمي: «الأمر يحتاج تدخلا من اتحاد الكرة ولجنة مكافحة المنشطات سواء المصرية أو الدولية، عن طريق إدراج السنوس ضمن قائمة المحظورات، أو بالتحديد إدراج مادة النيكوتين بشكل عام».
قائمة المواد المحظور تناولها على لاعبى كرة القدم والرياضيين بشكل عام، يتم تحديدها عن طريق المنظمة الدولية لمكافحة المنشطات « وادا»، التى تجتمع كل 6 أشهر؛ لتحديد القائمة سواء بالإبقاء عليها كما هى أو إضافة مواد جديدة.
ومؤخراً ظهرت أبحاث حديثة أكدت أن سنوس يمنح متناوله من الرياضيين ميزة إضافية على منافسيهم، حيث يساعدهم على زيادة معدل ضربات القلب وضغط الدم مما يؤثر فى زيادة اليقظة وتحسن الأداء، دون النظر إلى تأثيره السلبى على الصحة، لذلك هو حالياً ضمن قائمة المراقبة الخاصة من «وادا» وقد يصدر قرار بحظره فى المستقبل القريب.
يشار إلى أن المملكة المتحدة البريطانية، قررت حذر بيع سنوس منذ عام 1992 حفاظاً على الصحة العامة وعلى الرياضيين بالتحديد، إلا أن الكثيرين من لاعبى الدورى الإنجليزى الممتاز «بريميرليج» يحصلون عليه من الخارج، ومن أبرز مستخدميه جيمى فاردي، قائد نادى ليستر سيتي.