الارتفاعات التى بدأت تشهدها أسعار اللحوم مؤخرًا، وتخطى سعر الكيلو الـ400 جنيه، يدعونا لضرورة التفكير بجدية فى إيجاد حلول – خارج الصندوق – للسيطرة على هذه الارتفاعات قبل أن تتخطى أسعارها 500 و600 جنيه فى الأيام القليلة القادمة.. وهذا ليس ببعيد، بل هو المتوقع إذا لم توجد حلول لمواجهة الأسباب التى وراء هذه الارتفاعات، خاصة أننا مقبلون على عيد الأضحى المبارك، الذى يزداد فيه الطلب على شراء اللحوم.

وحتى نكون موضوعيين فإن لهذه الارتفاعات أسبابا عديدة؛ منها المشكلة السودانية التى أثرت على عملية استيراد العجول والمواشى، وكذلك ارتفاع أسعار الأعلاف بشكل جنونى نتيجة لارتفاع أسعار الدولار فضلا عن ارتفاع أسعار الدواجن والأسماك التى تعد البدائل للحوم.

وأقترح “لكبح جماح” هذه الارتفاعات أن تكون هناك وقفة عاجلة من الدولة بمنع ذبح العجول ومنع بيع اللحوم 3 أيام من كل أسبوع، كما كان متبعًا فى أواخر الستينيات فى عهد الرئيس الراحل عبد الناصر.. بشكل مؤقت ولفترة محدودة حتى يتم ضبط الأمور والسيطرة على أسعار اللحوم وعلاج الأسباب التى وراء هذه الارتفاعات.. على أن يصحب هذا الإجراء، إجراءان آخران أحدهما عاجل بزيادة استيراد اللحوم المجمدة والعجول الحية من الدول الإفريقية الصديقة ومنع دبح البتلو.. والإجراء الثانى على المدى البعيد بإحياء مشروع وزارة الزراعة لتربية وتسمين العجول وتشجيع الفلاحين على تربية المواشى بجانب الزراعة.

والحقيقة أننى أردت أن أتلمس أسباب هذه الارتفاعات على أرض الواقع من القائمين على بيع اللحوم لمعرفة هل هى ارتفاعات واقعية، أو أنه جشع من الجزارين؟.. وقد جاءتنى الإجابة على لسان أحد الجزارين الذى قال لى إنه
لما كان سعر طن العلف بـ3500 جنيه كان سعر كيلو اللحمة من 80 إلى 100.. واليوم  سعر طن العلف من 25 إلى 30 ألف جنيه وفى ازدياد!!

وأوضح بأن الجزار عندما يشترى عجلا وزنه 400 كيلو بحوالى 60 ألف جنيه، فإنه يصفى معه على 180 كيلو لحم صافى، وبذلك يصفى كيلو اللحوم معاه على 335 جنيها.. هذا غير مصاريف النقل والمواصلات والعمالة والمحل.. فـ “يادبوك” يبيع الكيلو بـ 400 جنيه.. وأن المتوقع إذا استمرت ارتفاعات أسعار الأعلاف أن يصل سعر كيلو اللحم إلى 500 و600 جنيه، ويرى أنه لكى نحل هذه المشكلة لابد من السيطرة على أسعار الأعلاف التى هى فى أيدى رجال الأعمال الذين يحددوا أسعارها وفقا لمزاجهم (!!).