رابط الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية

تحذير أممى.. الحرب قد تتسع فى السودان

504

حسام أبو العلا

ما بين هدنة وأخرى فى السودان تفصل بينهما ساعات ثم اختراقات عن طريق إطلاق النار، رحبت مصر بتوقيع الأطراف السودانية المشاركة فى محادثات جدة على اتفاق للهدنة، فيما حذرت الأمم المتحدة من اتساع نطاق الحرب فى البلاد التى تعانى من كارثة إنسانية.
وقال المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية السفير أحمد أبو زيد إن أعمال الإغاثة وتضميد جراح الأبدان والنفوس تحتاج إلى بيئة آمنة، معربًا عن أمله أن يتم تمديد الهدنة بعد انقضائها، وصولاً لاتفاق شامل ومستدام.
يأتى هذا فيما قالت السعودية والولايات المتحدة فى بيان إنهما تسعيان للتحقق من ادعاءات بحدوث انتهاكات لوقف إطلاق النار فى السودان، وإن نقاشات بناءة تجرى حول المساعدات الإنسانية وإيصالها.
وذكر الجانبان فى البيان المشترك أن طرفى الصراع فى السودان لم يلتزما بعدم السعى وراء تحقيق مكاسب عسكرية قبل بدء وقف إطلاق النار.
وجاء فى البيان أن ممثلين للجنة المتابعة والتنسيق عملوا على «ضم قيادات الطرفين فى السودان للحديث عن الادعاءات بوجود انتهاكات لوقف إطلاق النار».
وكانت الخارجية الأمريكية قالت إنها تناقش مع مجموعة مراقبة الهدنة فى السودان التى تم تشكيلها فى السعودية انتهاكات اتفاق وقف إطلاق النار بين الجيش السودانى وقوات الدعم السريع.
وأفاد المتحدث باسم الخارجية ماثيو ميلر بأنه يتم التواصل مع طرفى النزاع فى السودان، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة لديها وسائل للضغط على طرفى الصراع فى حال حدوث خروقات، وكان وزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكن قد هدد بفرض عقوبات على الأطراف التى لا تلتزم باتفاق جدة.
واندلعت اشتباكات متفرقة بين الجيش السودانى وميليشيات الدعم السريع فى أم درمان ومناطق فى العاصمة الخرطوم على الرغم من دخول هدنة إنسانية جديدة حيّز التنفيذ.
من جانبها أعلنت الولايات المتحدة تخصيص مساعدات إنسانية بقيمة 254 مليون دولار للسودان ودول الجوار، ودعت سفيرة الولايات المتحدة الدائمة لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس جرينفيلد، طرفى النزاع فى السودان إلى الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار.
وطالبت جرينفيلد الدول الأعضاء فى مجلس الأمن الدولى بالقيام بواجباتهم من أجل إنهاء النزاع، مؤكدة أهمية التوصل إلى حل مستدام للأزمة فى السودان، حيث بدأ سريان اتفاق وقف إطلاق النار.
فى حين دعت الآلية الثلاثية، المجتمع الدولى بأسره والجهات الفاعلة الإنسانية إلى توحيد جهودها بشكل عاجل لدعم الشعب السودانى خلال هذه الأوقات الحرجة.
وكانت الآلية الثلاثية قد رحبت بتوقيع القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع فى مدينة جدة، اتفاقًا لوقف قصير الأجل لإطلاق النار وترتيبات إنسانية.
وقال مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى السودان، فولكر بيرتس أمام مجلس الأمن الدولى إن نحو 900 شخص قُتلوا، بينهم أطفال بسبب الصراع، فضلًا عن تسبب القتال فى تشريد أكثر من مليون شخص، متهمًا طرفى النزاع بانتهاك القانون الإنسانى الدولى.
وأضاف: تعرّض الكثير من السودانيين للحصار فى منازلهم وباتوا يفتقرون إلى إمدادات، والمرافق الأساسية للمياه والكهرباء مدمرة والمستشفيات أُغلقت، وتلقينا بلاغات عن نهب المنازل والبنوك، فضلًا عن حالات اختفاء قسري، وقد حاولنا لعب دور الوساطة بين الجيش وقوات الدعم السريع لكن دون جدوى، كما أن نقل البعثة الأممية إلى بورتسودان لا يعنى التخلى عن الشعب السوداني، وحث طرفى الصراع على ضمان حماية المدنيين، داعيًا إلى وقف القتال والانتقال للحوار.
وحذر المبعوث الأممى من أن هناك مخاطر جدية من اتساع نطاق الحرب فى السودان، إذ إن القتال أدى إلى اندلاع توترات قبلية وإثنية، خاصة فى دارفور، قائلًا إن المدنيين حملوا السلاح فى دارفور بسبب استمرار الصراع، كما أشاد بالمجتمع المدنى السودانى الذى وصفه بأنه «يؤدى دورًا مهمًا واتخذ موقفًا حياديًا».
فى حين حذرت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين من ارتفاع عدد اللاجئين، موضحة أن عدد الذين يلجأون إلى تشاد المجاورة، هربًا من المعارك