تنطلق اليوم – السبت – الدورة السادسة للمؤتمر الوطني للشباب، في جامعة القاهرة، يلتقي خلالها الرئيس عبدالفتاح السيسي على مدى يومين بأكثر من 3000 شاب وفتاة في جلسات حوار وورش عمل يستمع فيها إلى رؤى وأفكار الشباب، وبحضور رئيس الحكومة والوزراء وعدد من أساتذة الجامعات، يعرض فيه الشباب نموذج محاكاة للدولة المصرية، وكيف تواجه التحديات، ويتبادل الرئيس معهم الحوار ويعرض لهم ما قامت به الدولة خلال السنوات الأربع الماضية وما تستهدفه خلال الفترة القادمة من طموحات.
ويستمع إلى أسئلة شباب الجامعات المصرية، التي تلقتها صفحة «اسأل الرئيس» على مدى عدة أيام قبل المؤتمر ، ويجيب عنها، في حوار يتميز بالشفافية والمصداقية.
يأتي حرص الرئيس على الحوار الدائم مع الشباب، ووضع الرؤى والأفكار التي يطرحونها موضع التنفيذ، دليلًا على ثقة الرئيس في قدرات الشباب المصري.
عقب ثورة 25 يناير 2011 حاولت بعض القوى استغلال الطاقة الثورية للشباب، من أجل إحداث حالة من الفوضى داخل الدولة ومؤسساتها، وبذريعة الحالة الثورية التى يعيشها الشعب فى ذلك الوقت، تحولت كل جمعة إلى ثورة، وتزايدت الاعتصامات والإضرابات والتظاهرات واستخدمت كأحد أسلحة تلك القوى للضغط على الدولة. للسير بها فى اتجاه محدد وهو هدم الدولة المصرية، وأدرك المجلس العسكرى (المجلس الأعلى للقوات المسلحة) برئاسة المشير محمد حسين طنطاوى – فى ذلك الوقت – حجم المخطط الذى يحاك لمصر، والقوى الخارجية التى استغلت الحالة الثورية المصرية، وبدأ فتح حوار مع الشباب والقوى والائتلافات الثورية، حينها كان الرئيس عبد الفتاح السيسى مديرًا للمخابرات الحربية، وكان أول لقاء له مع شباب الثورة وعدد من الائتلافات فى 14فبراير 2011، حيث التقى اثنين من أعضاء المجلس العسكرى هم اللواء محمود حجازى واللواء عبد الفتاح السيسى مدير إدارة المخابرات الحربية فى ذلك الوقت ثمانية من شباب الثورة، فى اليوم التالى لصدور البيان الخامس للمجلس الأعلى للقوات المسلحة، ورحب الشباب فى بداية الجلسة بما جاء بالبيان، بل إن بعضهم أكد على أن اللقاء مع اللواء حجازى والسيسى كان إيجابيًا، وكانت إحدى ملاحظات الشباب أن قيادات القوات المسلحة كانت تكتب وتدون الأفكار والمقترحات التى طرحها الشباب.
عقب هذا اللقاء حرص اللواء عبد الفتاح السيسى مدير إدارة المخابرات الحربية فى ذلك الوقت على عقد عدد من اللقاءات المتكررة بالشباب بحضور عدد من قادة المجلس الأعلى للقوات المسلحة، واستمع إلى رؤى وأفكار الشباب، حتى تم عقد لقاء موسع فى مسرح الجلاء فى الأول من يونيو 2011 حضره شباب يمثلون 153 ائتلافا وحضره من المجلس الأعلى للقوات المسلحة اللواء محمود حجازى واللواء دكتور محمد العصار واللواء ممدوح شاهين واللواء إسماعيل عتمان، ودار حوار مع الشباب، قبله تم توزيع استبيان على الحضور، تضمن 23 سؤالًا تحت عنوان «مصر أولا» تضمن تقييم أداء المجلس العسكرى،من وجهة نظر الشباب، والأفكار التى يمكن تنفيذها خلال تلك المرحلة، وما يراه الحضور نقاطا سلبية فى تعامل المجلس مع الأحداث، وتقييم أداء حكومة د. عصام شرف، رئيس مجلس الوزراء فى ذلك الوقت، فضلًا عن أسئلة أخرى حول أهم البرامج التى يفضلها الحضور، واقتراحاتهم حول إعادة الأمن إلى الشارع، وتقييم قانون مباشرة الحقوق السياسية.
خلصت اللقاءات إلى تأكيد الإيمان الراسخ لدى مدير إدارة المخابرات الحربية، بأن شباب هذا الوطن هم مستقبله ويجب الاستماع والإنصات الجيد لكل ما يقدمونه من أفكار، وأن يكون لهم دور فى تحمل مسئولية الحفاظ على الوطن.
ظل إيمان الرئيس لا يتزعزع بقدرات الشباب المصرى على المشاركة فى بناء الدولة والحفاظ عليها، بعد أن تصدر الشباب المشهد مرة ثانية فى مواجهة المخطط الجديد الذى أعد لإسقاط وتقسيم الدولة المصرية بمعاونة جماعة الإخوان الإرهابية وقوى الشر.
وظهرت حركة تمرد التى قادها مجموعة من الشباب وساندها الشعب، وتصدر الشباب من جديد وحملوا لواء ثورة الثلاثين من يونيو، وكان حرص الرئيس فى بيان 3 يوليو 2013 على وجود اثنين من الشباب ممثلين للشباب المصرى ضمن المشاركين، بالإضافة إلى ممثلين لكافة القوى السياسية والرموز الدينية وعدد من قادة المجلس الأعلى للقوات المسلحة.
وعقب فوز الرئيس عبد الفتاح السيسى فى الانتخابات الرئاسية وتوليه مسئولية قيادة سفينة الوطن فى يونيو 2014 حرص على إعداد الشباب لكى يحملوا مشعل المسئولية فأطلق «عام الشباب» فى الأول من يناير عام 2016 خلال الاحتفال بيوم الشباب، والذى شهدته دار الأوبرا.
وأصدر الرئيس خلال الاحتفال ثمانيى قرارات مهمة رسخت لتمكين الشباب، وأهمية الاستفادة من الطاقة البشرية التى تمتلكها الدولة المصرية (الشباب) فهى دائمًا توصف بأنها دولة شابة.
وحمل الاحتفال عنوان «بقوة شبابها.. تحيا مصر» وبدأ إطلاق البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب للقيادة، وتم إنشاء الأكاديمية الوطنية لتدريب وتأهيل الشباب بالتعاون مع «الإينا» الفرنسية، ومشروع بنك المعرفة المصرى والذى يساعد على نشر الوعى الفكرى والثقافى لدى الشباب، وإعلان مبادرة البنك المركزى بضخ 200 مليار جنيه لنحو 350 ألف شركة ومنشأة توفر نحو 4 ملايين فرصة عمل للشباب، كما وجه المجالس التخصصية بالتعاون مع جميع أجهزة الدولة بإطلاق منتدى للحوار مع الشباب ليكون نواة فاعلة وقناة اتصال حقيقية بين الدولة والشباب على أن يبلور ناتج هذا الحوار صيغة مشتركة تتم مناقشتها فى مؤتمر وطنى للشباب يعقد فى مدينة شرم الشيخ، وعدد من المدن والمحافظات.
فى يوم الشباب بدار الأوبرا الأول من يناير 2016 قال الرئيس: «والله أتمنى أن يكون شباب مصر أكثر وعيا وتقدما ومهارة من شباب العالم لأنهم هم من سيتحملون مسئولية الوطن..فنحن الآن 90 مليون نسمة لابد أن يزيدوا ويعيشوا فى أمان وسلام وهذا لن يحدث إلا بوجود شباب واع».
«أتحدث إليكم حديثاً متجردًا نابعًا من قلب أب يتحدث إلى أبنائه.. الأب الحريص عليهم والساعى لمستقبل أفضل لهم.. أتحدث إليكم حديث الشركاء فى المسئولية الوطنية.. حديث الأسرة الواحدة التى يجمعها بيتنا الكبير مصر».
«إن شبابنا الأبطال من أبناء القوات المسلحة والشرطة المدنية.. بطول وعرض الدولة.. وعلى حدودها يضربون أروع الأمثلة فى التضحية والفداء.. لحماية الوطن ومقدساته من أهل الشر الذين أرادوا أن يزرعوا الفوضى والعنف فى أرضنا الطيبة.. وكذلك كان شبابنا المتحمس.. يشق قناتنا الجديدة نحو المستقبل وينشئون منظومة الطرق القومية.. ويستزرعون الصحراء بعزيمة لا تلين وإصرار على مواجهة التحديات سيتوقف التاريخ أمامه بالفخر والاعتزاز.. وعلى مسار آخر.. كان أبنائى وبناتى من شبابنا فى الجامعات والمدارس يستكملون رسم لوحة الوطن المبهجة.. يتلقون علومهم ويتفوقون فيها.. وآخرون فى المصانع والمزارع يصنعون لأمتنا المستقبل ويزرعون لنا سنابل الأمل».
عقد المؤتمر الأول للشباب فى 25 أكتوبر 2016 بمدينة شرم الشيخ، وتم تنفيذ توصيات المؤتمر الذى كان من بينها انعقاد المؤتمر الوطنى للشباب فى أكثر من محافظة وبالفعل تم عقد المؤتمر بالإسكندرية وأسوان والآن بالقاهرة ويتواصل حوار الرئيس مع الشباب، ويفتح الطريق أمامهم لكى يحملوا أمانة الحفاظ على الوطن.
أوراق الذهب
خليفة المنسي
ابن الأسطورة «خليفة المنسى»، «المقاتل الشرس»، «الفايتر»، أسماء وألقاب عدة لقب بها خلال حياته العسكرية التى لم تتجاوز الثمانى سنوات والتى حفلت بالعديد من البطولات.. استشهد عقب استشهاد أستاذه ومعلمه كما كان يحب أن يقول عنه (الشهيد أحمد المنسى) كان البطل منذ نعومة أظفاره عاشقا للحياة العسكرية.
إنه الشهيد البطل «وائل كمال» تميز بقوته البدنية والنبُوغ الدراسى اللافت الذى عُرف به منذ صغره، بعد المرحلة الابتدائية انتظم فى التدريب داخل صالات الألعاب الرياضية، كان مهتما بلياقته البدنية، وداوم على الجيم منذ صغره.
حصل وائل على مجموع كبير بالثانوية، وألحَقه التنسيق بكلية الهندسة، وفى نفس الوقت سعى لتحقيق حلمه فسحب أوراق التقدم لكليتى الحربية والشرطة مَلأ أوراق الحربية وراح قدم بنفسه ونجح لينضم الى مصنع الرجال.
كان يحصل دائمًا على أعلى الدرجات فى اختبارات اللياقة البدنية بالكلية الحربية وبعد تخرجه كانت كل حياته لوطنه.
انضم إلى سلاح الصاعقة، خلال سفره إلى الكونغو ضمن قوات حفظ السلام توفى والده ولم يحضر جنازته نظرًا لظروف عمله، وبعد عام وفور عودته استقبله فى المطار قائده ومعلمه الذى سبقه للشهادة العقيد أحمد منسى، واصطحبه لزيارة قبر والده.
لدى وائل أخت وأخ أكبر منه هما «هبة» و«هيثم»، تقول والدته إنه كان يُولى اهتمامه الأول لأسرته «كان حنين جداً رغم أنه أصغر واحد فى إخواته»، وتشير إلى أنها كانت مثل أى أم تريد أن تفرح بزواجه وكانت تتحدث معه كثيرًا عن خطوة الارتباط، بينما كان الأمر لا يشغله بسبب تركيزه الشديد فى عمله كضابط بالصاعقة «كان بيقولى حاضر بوقتها يا ماما، بس ألاقى واحدة تستحمل طبيعة شغلى».. لم يُخبر الشهيد «وائل» والدته بخدمته فى سيناء خوفًا عليها.
عقب استهداف مطار العريش خلال زيارة وزيرى الدفاع والداخلية، مساء يوم 19 ديسمبر 2017، خرج الرائد وائل كمال فى دورية تمشيط «ليلي» فى محيط المطار لضبط منفذى الهجوم، وأصيب مجند ممن كانوا معه، فاصطحبه وائل إلى مستشفى العريش لعلاجه، وظل معه أكثر من 3 ساعات حتى اطمأن عليه.
فى حوالى العاشرة مساءً، غادر النقيب وقتها المستشفى عائدًا إلى كتيبته، وحسبما يروى صديقه، وجد زملاءه بالكتيبة يستعدون للخروج فى دورية تمشيط أخرى «دخل جهز حاجته وقالهم يلا بينا وخرج معاهم»، بينما كان من المفترض وفقًا للمعتاد أن يحصل على قسط من الراحة على أن يخرج فى دورية تمشيط مساء اليوم التالى.. وفى الساعات الأولى من صباح 20 ديسمبر2017، تحركت 3 دوريات من الكتيبة لتمشيط محيط مطار العريش، بعد عدة أمتار تفرقت سيارات الدوريات الثلاث فى اتجاهات مختلفة، بينما تتواصل مع بعضها عبر جهاز اللاسلكى.
فى الفترات الأخيرة قبل استشهاده، كان النقيب وائل يطلق شاربه، يقول أحد أصدقائه المقربين: عداوة كبيرة تأجَجت ما بين الإرهابيين بسيناء والشهيد وائل، واشتهر خلال تلك الفترة لديهم بسبب شاربه كان التكفيريون راصدينه ومسميينه الضابط أبو شنب. ويضيف أن وائل لجأ إلى حيلة للسُخرية من الإرهابيين «خلى عساكر الكتيبة اللى بيطلع بيهم دوريات تربى شنباتهم فترة، فقدام التكفيريين بقى فيه كتير بشنبات، والعلامة اللى رصدوه بيها ضاعت».. كان دائمًا الأول عليهم فى الرماية «كان شجاعا وطلقته بتصيب، بيعرف يصطاد التكفيريين».