شئون عربيةهام
«اجتماع العلمين».. دعم مصري جديد للقضية الفلسطينية
By mkamalأغسطس 08, 2023, 11:01 ص
506
سوسن أبو حسين – هبة محمد
استمرارا للمساعى المصرية لإنهاء الانقسام بين الفصائل الفلسطينية لتوحيد الصف الفلسطيني، تم التوافق على «تشكيل لجنة» تشرف على استكمال كافة القضايا التى تم مناقشتها لإنهاء الانقسام، جاء ذلك فى ختام اجتماع الفصائل فى مدينة العلمين لاستكمال الحوار الوطنى الفلسطينى بهدف إنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية.
قال د. أيمن الرقب القيادى فى حركة فتح وأستاذ العلوم السياسية: تبذل مصر جهودا مضنية لتوحيد الصف الفلسطيني، وإنهاء الخلافات بين الفصائل، خاصة أن مصر تعتبر القضية الفلسطينية قضية أمن قومى عربى، ولذلك تسعى من خلال هذه الاجتماعات لإنجاح المصالحة الفلسطينية.
وتوقع «الرقب» فى تصريح خاص لـ «أكتوبر»، تشكيل حكومة تكنوقراط فلسطينية توحد المؤسسات الفلسطينية فى الضفة وغزة وتضع خططا للاستقلال الاقتصادى الفلسطينى عن الاقتصاد الإسرائيلى، وكذلك إعلان إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية.
وأضاف: هناك معيقات كثيرة أمام المصالحة الفلسطينية، أبرزها توحيد السلاح، وتشكيل حكومة وحدة وطنية تعترف بقرارات الشرعية الدولية وتقدم برنامج سياسى لتحريك العملية السياسية، وهذا الجانب ترفضه حماس وفصائل أخرى لأنه من وجهة نظرها يعنى اعتراف الكل الفلسطينى بدولة الاحتلال، لكن يبقى الأمل بتجاوز هذه المعوقات من خلال تشكيل حكومة تكنوقراط بعيدا عن السياسة وترتب بشكل متدرج وحدة الحالة الفلسطينية.
ولفت إلى أن حركة حماس طالبت خلال هذا الاجتماع بترتيب منظمة التحرير وتشكيل لجنة من «الأمناء العامون» لاستمرار المفاوضات بين الفصائل، وكذلك تشكيل لجنة لإطلاق الحريات ورفض الاعتقال السياسى وغيرها من المطالب التى لم تفض لرؤية لإنهاء الانقسام، بالإضافة إلى مقاطعة ثلاث فصائل للاجتماع، وهى حركة الجهاد الإسلامى والجبهة الشعبية القيادة العامة والصاعقة، وذلك لأن الجهاد طالبت بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين فى سجون السلطة الفلسطينية قبل الاجتماع، ولكن السلطة رفضت ذلك لأنها تطالب بتوحيد السلاح ورفض أى وجود مسلح فى الضفة خارج أجهزة السلطة الفلسطينية.
من جانبه، أكد د. أحمد السيد أحمد، الخبير فى العلاقات الدولية، أن الاجتماع خطوة مهمة فى اتجاه حلحلة الجمود بالمشهد الفلسطينى فى ظل الانقسام السياسى والأمنى بين السلطة الفلسطينية فى الضفة الغربية، وبين حماس فى قطاع غزة، الأمر الذى سبب أضرارا بالقضية الفلسطينية فى ظل تصاعد الاعتداءات الإسرائيلية على الفلسطينيين سواء فى نابلس ومخيم جنين وغيرها بالإضافة إلى الاعتداءات على المسجد الأقصى.
وأضاف أن مصر لعبت دورا مهما فى دفع الفلسطينيين نحو التفاوض وإنهاء الخلافات العالقة، معتبرا أن الكرة الآن فى ملعب الفصائل الفلسطينية لإنهاء الانقسام من أجل مواجهة الانتهاكات التى تمارسها الحكومة الإسرائيلية الأكثر تطرفا.
ورحب د. أحمد السيد أحمد بفكرة تشكيل لجنة لإنهاء الانقسام بين الفصائل، لكنه شدد على وجود تحديات كبيرة تعرقل المساعى لعودة الصف الفلسطينى، والتى تتمثل فى استمرار تضارب المواقف والرؤى بين الفصائل الفلسطينية، حيث إن السلطة الفلسطينية وفتح تعمل على تأييد وكسب التعاطف الدولى لوقف الانتهاكات الإسرائيلية فى حين تميل حركة حماس والجهاد إلى المقاومة المسلحة، باعتبارها الخيار الأنجح لمقاومة المحتل، بالإضافة إلى ملفات أخرى عالقة بين الفصائل الفلسطينية تتعلق بكيفية أجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية.
ومن جهته، أكد ثائر نوفل أبو عطيوى، مدير مركز العرب فى فلسطين، عضو الاتحاد العام للإعلاميين العرب، أن اجتماع الفصائل الفلسطينية يأتى بدعوة كريمة ومشكورة من مصر، ضمن توقيت سياسى فلسطينى مهم، نظرًا للكثير من التشابكات والتعقيدات والإشكاليات والخلافات والنزاعات التى تحيط بالشأن الفلسطيني؛ بسبب الانقسام السياسى بين شطرى الوطن فى غزة والضفة، وعدم استطاعة الساسة الفلسطينيين للوصول إلى بداية الطريق التى تؤدى للمصالحة وإنهاء الانقسام. وأضاف أن اجتماع الفصائل فى العلمين، يأتى استكمالًا لجهود مصر الشاقة والمضنية من أجل دفع عجلة المصالحة.
وأعرب عن أمله بمعالجة كافة المشاكل والإشكاليات والقضايا العالقة ذات الشأن الفلسطينى، والبدء فى إجراءات فعلية لإنهاء الانقسام، وترتيب الملفات الداخلية الفلسطينية التى من شأنها أن تعيد الشمل الفلسطينى.
كان الرئيس محمود عباس «أبو مازن» استعرض ما تم من خطوات على الأرض لصالح القضية الفلسطينية من بينها عضوية أكثر من 130 معاهدة ومنظمة دولية من أصل 522، مثل منظمة اليونسكو، والمحكمة الجنائية الدولية، والانتربول الدولى وغيرها، كما أتاح لدولة فلسطين أن تترأس أكبر مجموعة دولية بعد الأمم المتحدة، وهى مجموعة 77+ الصين، وأشار إلى زيارته الأخيرة للصين والحصول على الشراكة فى اتفاقية الحزام والطريق، وموافقة بكين بانضمام فلسطين لمنظمة شانغهاى للتعاون.
وأكد الاستمرار فى العمل من أجل نيل العضوية الكاملة فى الأمم المتحدة، واعتراف بقية دول العالم بالدولة الفلسطينية. وقال إن هدف النضال إنهاء الاحتلال وتجسيد دولة فلسطين المستقلة ذات السيادة الكاملة وعاصمتها القدس على حدود 1967، وتحقيق عودة اللاجئين وفقاً لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.
وأقر برغبته فى إجراء الانتخابات بشرط أن يتمكن أهل القدس من المشاركة فيها. واتهم الاحتلال بتعطيل إجراء الانتخابات، وطالب المجتمع الدولى وعلى رأسه الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى بإلزام إسرائيل بإجراء الانتخابات الديمقراطية فى القدس عاصمة الدولة الفلسطينية .
بدوره قال إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسى لحركة حماس، إن الاتفاقيات التى سبق وأن توصلت إليها اجتماعات إنهاء الانقسام كثيرة، منها اتفاق 2005 و2011 و2017 التى انعقدت بالقاهرة، وبالتالى فإن المطلوب من الفصائل الفلسطينية كيفية التطبيق، كما طرح باقى الفصائل مواقفهم بكل وضوح.