“تحتفل القوات الجوية بمرور 91 عامًا على نشأتها والذى يوافق ذكرى يوم 14 من أكتوبر لعام 1973، والذي سطر فيه رجال القوات الجوية واحدة من أهم الملاحم البطولية والمعروفة بمعركة المنصورة، حيث تصدى نسور الجو المصريين لضربات العدو التي كانت تهدف إلى ضرب قواعد جوية ومطارات بمنطقة الدلتا وتجلت براعة الطيار المصري، وإصراره على النصر في معركة استمرت لأكثر من خمسين دقيقة، كأطول معركة جوية في تاريخ الحروب الحديثة.
في السطور التالية نحاور الفريق محمود فؤاد عبد الجواد، قائد القوات الجوية، لإلقاء الضوء على أهم جوانب التحديث والتطوير بالقوات الجوية، ونظم التدريب داخل الكلية الجوية.. إلى نص الحوار.

د. نسرين مصطفى

بداية ما الأسس التي يبنى عليها تطوير القوات الجوية؟!
تطوير القوات الجوية يحتاج إلى تخطيط طويل المدى لأنه يتأثر بالمتغيرات الدولية والإقليمية بالمنطقة وتأثيرها على الأمن القومي المصري والعربي، وطبيعة وحجم التهديدات التي تواجهها الدولة والمستجدات التي تطرأ عليها والمهام المستقبلية للقوات الجوية، ومن الضروري تحقيق مطلبين أساسيين لتحقيق أهدافه هي تحقيق الاتزان النوعي والكمي وتحقيق الفاعلية للقوات الجوية لتنفيذ كل المهام المكلفة بها.
ما أهم جوانب تحديث القوات الجوية من انضمام طرازات حديثة من الطائرات لتحقيق متطلبات حماية الأمن القومى؟
تم تدعيم القوات الجوية بالعديد من الطرازات الحديثة ومن مصادر متعددة المهام كالرافال وميج 29 وهي أحدث طائرات الجيل الرابع لما تملكه من نظم تسليح وإمكانيات فنية وقتالية عالية وعدد كبير من الهليكوبتر المسلح الهجومية من طراز كاموف، بالإضافة إلى عدد من أنظمة الطائرات الموجهة المسلحة وطائرات النقل من طراز كاسا بالإضافة لتدبير كل أنواع الصواريخ والذخائر الخاصة بالطائرات بما يتناسب مع متطلباتنا العملياتية
كيف وصلت نظم التدريب داخل الكلية الجوية وعلى مستوى التشكيلات الجوية؟
تطوير التدريب فى القوات الجوية يتم على عدة مراحل تبدأ بالكلية الجوية والتي تعتبر حجر الأساس لضخ دماء جديدة من الطيارين والجويين داخل صفوف القوات الجوية، كما تستخدم الكلية الجوية أحدث الوسائل والمعامل بهدف تطوير العملية التعليمية وتدريس أحدث المناهج فى العالم، فضلا عن وجود محاكات لأحدث طائرات التدريب فى العالم ومحاكات الاقتراب الآلى لمواكبة التكنولوجيا المتسارعة فى مجال الطيران.
كما يتم إعداد الطالب نفسيا وبدنيا تحت إشراف نخبة من المتخصصين بأحدث الأجهزة والمعدات لتحقيق أعلى معدلات الأداء التي يتطلبها الطيران فى المراحل المختلفة داخل الكلية وبعد التخرج منها للعمل داخل التشكيلات الجوية. أما معهد دراسات الحرب الجوية فهو يضاهي أفضل معاهد الحرب الجوية فى العالم لتأهيل الضباط فى مختلف التخصصات.
تحرص العديد من الدول على إجراء مناورات وتدريبات مشتركة مع قواتنا الجوية.. ما المردود الإيجابي على قواتنا؟
بالفعل تسعى الدول الشقيقة والصديقة إلى تنفيذ تدريبات مشتركة مع القوات الجوية المصرية ومنها التدريب المشترك النجم الساطع مع الجانب الأمريكي والفرنسي والهندي والقطري والتدريب الجوى المشترك آمون مع الجانب الفرنسي، وفى إطار تلك التدريبات يتم الاستفادة من تبادل الخبرات ومهارات القتال المتنوعة مما يزيد من قدراتنا القتالية للخروج بالدروس المستفادة وتعميمها على القوات الجوية، فقواتنا الجوية دائما محل تقدير الدول المشاركة وظهر ذلك فى رغبة العديد من الدول فى المشاركة فى هذه التدريبات لنقل الخبرات المصرية إليها.
تقدم القوات الجوية خدمات للمجتمع المدني باحترافية عالية تنفيذا لتوجيهات القائد الأعلى للقوات المسلحة.. نريد إلقاء الضوء على هذا الدور؟
تقوم القوات الجوية بدور مهم لصالح أجهزة الدولة والقطاع المدنى لما لها من قدرة على رد الفعل السريع فى مواجهة الكوارث الطبيعية، فتكون دائما فى طليعة الأجهزة التي تبادر بالتدخل السريع فى مواجهة الكوارث الطبيعية واستطلاع المناطق المنكوبة والمعزولة لتنفيذ أعمال الإخلاء للجرحى والمصابين والنقل السريع والإمداد بمواد الإغاثة للمتضررين وكذلك مكافحة الحرائق بالهليكوبترات، وهو ما ظهر جليا أثناء تنفيذ توجيهات القيادة السياسية لتقديم العون لدولة ليبيا أثناء مصابها الأليم جراء إعصار دانيال المدمر، فكانت القوات الجوية سباقة بالعديد من الطلعات الجوية لتقديم مواد الإغاثة وتنفيذ عمليات البحث والإنقاذ للأماكن المنكوبة فى ليبيا، بالإضافة إلى دورها فى مجال مكافحة الزراعات المخدرة حيث يوجد تنسيق كامل بين وزارة الداخلية بإدارة مكافحة المخدرات والقوات الجوية وبالتعاون مع قوات حرس الحدود كما تشارك قواتنا الجوية بطائراتها فى عمليات البحث والإنقاذ والإسعاف الطائر والإخلاء الطبى، كما تقوم بتنفيذ طلعات التصوير المساحى لصالح وزارات ومؤسسات الدولة لأعمال التنمية الزراعية والتخطيط العمرانى والنقل والطرق.