صالون الرأي
نظام الغذاء العالمى الجديد
By amrيناير 25, 2024, 13:47 م
375
عاطف عبد الغنى
كيف يمكن أن يصبح الطعام الذى نتناوله، والذي من المفترض أن يغذي الحياة ويحافظ عليها، سامًا إلى هذا الحد؟!
الكاتب البريطانى كولين تودهانتر، يلقى بالسؤال الصادم فى وجه العالم، ويتبعه بإجابة تحمل المزيد من الصدمات حين يكشف عما يسميه: “نظام الغذاء العالمى الجديد”، أو إمبراطورية “الغذاء المسموم” للأغذية المصنّعة، هذه الإمبراطورية التى تتكون من علامات تجارية شهيرة، وشركات عابرة للقارات، تربح مليارات الدولارات على حساب صحة البشر فى أنحاء المسكونة.
الموضوع بالغ الخطورة، وليس له علاقة بدول غنية، وأخرى فقيرة، وانظر حولك لتكتشف أن أفراد المجتمع من كل الأعمار والشرائح الاجتماعية، تأكل هذا النوع من الطعام الذى يتناوله تود هانتر فى كتابه المعنون بـ: “طعام مسموم وثروات مسممة.. نظام الغذاء العالمى الجديد”.
ومن منا لا يتناول فى طعامه اليومى المشروبات السكرية (الغازية والعصائر المعلبة)، والوجبات الخفيفة المعبأة، مثل رقائق البطاطس والبسكويت والحلويات، والوجبات السريعة، مثل الهامبورجر، والبرجر، والبيتزا، الوجبات الجاهزة للأكل، مثل المكرونة المجمدة والبيتزا المجمدة، والحساء، والوجبات الخفيفة ووجبات الإفطار مثل النقانق، والبسكويت، والأطعمة المعدلة أو المعالجة بالمواد الكيميائية، مثل الحبوب المصنعة.
هذا النوع من الطعام الذى فرضته علينا ظروف الحياة اليومية، وشهية الأجيال الجديدة، التى أدمنت الوجبات السريعة، المصنّعة، المشبعة بمغريات الطعم، والشكل، والرائحة، والتى أصبحت عنوانا على العصر الذى نعيش فيه.
نحن نتناول هذا النوع من الطعام، دون أن نسأل عن طريقة تصنيعه، ولا نعرف أن هذه المنتجات الغذائية تم تغييرها بشكل كبير عن طبيعتها، وذلك من خلال إضافة مكونات مثل: المواد الكيميائية الموجودة فى المواد الحافظة والملونات والمحسنات أو النكهات الاصطناعية، لتحسين مذاقها، أو لتعزيز مدة صلاحيتها، وتحتوي هذه المنتجات – غالبا – على مكونات منخفضة الجودة، مثل السكريات المكررة، والدهون غير الصحية، والمواد الحافظة الاصطناعية، وتكون فى مكوناتها النهائية قليلة الألياف والمغذيات الأخرى.
ومخاطر الأطعمة “فائقة المعالجة” على صحة البشر عديدة وشديدة الوطأة، وقد كشفت الدراسات الطبية عن العلاقة بين استهلاك هذا النوع من الطعام وزيادة خطر الإصابة بمجموعة متنوعة من الأمراض، مثل: السمنة المفرطة، مرض السكري من النوع الثانى، وأمراض القلب، والسكتة الدماغية، وبعض أنواع السرطان، وأخفها اضطرابات الجهاز الهضمي.
وتوصي العديد من المنظمات الصحية، حول العالم بتقليل تناول الأطعمة “فائقة المعالجة” لصالح الأطعمة الطبيعية أو الكاملة، مثل الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة والبروتينات الخالية من الدهون.. وللكلام بقية