أقدر كثيرًا المشاعر الإنسانية التى دفعت الرئيس عبدالفتاح السيسى للتعبير عن استيائه فى مؤتمر الشباب الذى عقد منذ أيام فى جامعة القاهرة عما بدر من البعض بعمل هاشتاج «إرحل يا سيسى»، فهو فى النهاية بشر يضيق ويتأثر بالتجاوز فى حقه، كما يسعد بالتقدير والثناء، لكن على الرغم من تقديرى لهذه المشاعر الإنسانية التى أبداها الرئيس، لكنى أيضًا لى ملاحظات على نفس الموضوع.
أولها أن الرئيس وجه كلامه للمصريين وقال «حينما أردت أن أُخرج الأمة من العوز عملتوا هاشتاج إرحل يا سيسى»! والحقيقة أن الأمة المصرية لا صلة لها من قريب أو بعيد بهذا الهاشتاج، والأمة المصرية حين تريد أن تُرحِّل رئيسًا فهى تستطيع وقد فعلتها من قبل مع رئيسين هما حسنى مبارك ومحمد مرسى، وعندما أرادت أن تتمسك برئيس رغم هزيمته الكبيرة، فقد فعلت حين تمسكت بجمال عبد الناصر فى ٩ و١٠ يونيو ١٩٦٧، إذن هى ليست فى حاجة إلى هاشتاج أو أى وسيلة أخرى لا يجيدها الغالبية العظمى من الشعب المصرى، لهذا فإن الرئيس قد حمّل الشعب المصرى ما هو برئ منه!
لكننى فى الوقت نفسه أحمل المسئولية لمن يتابعون مواقع التواصل الاجتماعى ويرون بأعينهم الانجازات التى يحققها الرجل فى كل يوم بما يشبه المعجزات، ويرون ما يتعرض له الرئيس من ظلم وهم صامتون يجلسون فى مقاعد المتفرجين، بينما فصيل آخر رتب كتائبه ورص صفوفه لإطلاق الأكاذيب والشائعات بما يوحى أن الكل يعارض، وآثرنا جميعا السلامة بينما أحوال بلدنا ظاهرة للعيان، أحمل هؤلاء المسئولية أمام ضميرهم الوطنى.
فمن يسترجع الزمن ويعود به خمس سنوات ليقارن ما كان فيه مجتمعنا وما أصبح عليه الآن لأدركنا على الفور الكم الهائل الذى تحقق من الإنجازات، والذى يقابله دائما مثل هؤلاء الذين صنعوا هذا الهاشتاج وغيرهم ممن تملكهم الحقد على هذا البلد بسيل من التصغير والتسفيه لكل إنجاز، ولأدركنا كيف أنهم دائما يريدون إطفاء أفراحنا وإفساد كل إنجاز حققه الرئيس لهذا الشعب.
لم يكن الشعب هو من طالب الرئيس بالرحيل، لأن الشعب المصرى الحقيقى هو الذى أصر على تحمل الرئيس للمسئولية وتحمل معه ثقل الأعباء وصبر على قرارات وإجراءات غاية فى الصعوبة، ثم جدد ثقته فى فترة رئاسية ثانية – هذا هو الشعب، أما غير ذلك فهم من وجدوا فى الفوضى غايتهم وفى الخراب رزقهم، لهذا فهم يسعون إلى الهدم لعل زمنهم يعود، وقد وقفنا جميعا بسلبية نشاهدهم وهم يشوهون ويحطمون ولم نقف فى وجوههم لنقول هذا الرجل لا يستحق أن ينال منه الجبناء!
كل هذا لا يعنى أنه ليس هناك من يعارض الرئيس أو يتحفظ على بعض السياسات، على العكس هناك معارضون شرفاء يرون مصلحة الوطن من منظور مختلف، لكنه فى النهاية يبغى مصلحة الوطن، ويلتفون جميعا حول رفعة مصر، ومهما كان اختلافنا حول مصلحة مصر فإننا متفقون أن عبد الفتاح السيسى قد أعاد إلينا مصر.
TAGمقالات
السابقالرئيس يوجه بالتصدي للأفكار المتطرفة من خلال تعزيز المفهوم الصحيح للإسلام
التاليوزير خارجية ايطاليا : زيارتى للقاهرة رسالة واضحة تدل على متانة العلاقات بين البلدين