رابط الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية

صفحة جديدة

317

“صفحة جديدة “.. هى الرؤية المصرية لشكل وطبيعة العلاقة مع تركيا فى الفترة المقبلة، صفحة تطوى سنوات الخلاف، وتعزز وتثرى التعاون الثنائى بين البلدين، صفحة تجعلهما تستفيدان  من موقعهما الجغرافى بما يسهم فى تحقيق السلم وتثبيت الاستقرار، ويوفر بيئة مواتية لتحقيق الازدهار والرفاهية، خاصة فى ظل العديد من التحديات المشتركة مثل الإرهاب والتحديات الاقتصادية والاجتماعية، التى يفرضها الواقع المضطرب بالمنطقة والعالم، ورؤية تضع العلاقات بين البلدين على مسارها الصحيح، بعدما أخذت خلال السنوات الماضية منذ إنهاء الشعب المصرى حكم الإخوان، شكلا ومنحى، حمل فى تفاصيله وطياته الكثير من الأضرار والخسائر للطرفين.

 ومن طى سنوات الخلاف إلى “ذوبان الجليد الدبلوماسى” على حسب وصف “بلومبورج”، لزيارة الرئيس التركى إلى القاهرة، التى تأتى حسبما يراها البعض بعدما تأكد أردوغان من ضعف التيار الإسلامى وتراجعه وعدم قدرته على تحقيق ما يصبو إليه ويخطط له، وأيضا بعد ضغوط وهجوم كبيرين تعرض لهما من المعارضة التركية التى رأت فى تعكير العلاقة بين القاهرة وأنقرة “خسارة كبيرة”، ورأت وضرورة إدارة المنافسة بين البلدين على أساس الفوز المشترك وتقاسم المكاسب فى كل الملفات.

 لذلك فإن الفترة المقبلة تنظر خلالها أنقرة إلى تغيير شكل التعاون مع القاهرة، وإعادة هيكلة العلاقات المصرية التركية، والتأسيس لمنظومة جديدة للعلاقات الإقليمية، خاصة فى ظل الحرب الدائرة فى قطاع غزة، والتى نجحت الزيارة فى إظهار موقف مصرى- تركى موحد تجاه
ما يحدث داخل القطاع، كما تنظر تركيا أيضا إلى تعزيز التعاون الاقتصادى، خاصة أن مصر تعد أكبر شريك تجارى لتركيا فى القارة الإفريقية، حيث وصلت الصادرات المصرية إلى تركيا خلال عام 2023 إلى 2 مليار و943 مليون دولار، وسجل حجم التبادل التجارى بين البلدين عام 2022 نحو 7،1 مليار دولار، ومتوقعا أن يشهد حجم التبادل التجارى بين البلدين طفرة كبيرة خلال السنوات المقبلة، ليصل إلى 15 مليار دولار،
كما أنها تنظر أيضا إلى التنسيق بشأن ملفات إقليمية أخرى مهمة مثل ليبيا وسوريا على سبيل المثال.

 أما فيما يتعلق بمنطقة شرق المتوسط -“الغنية بالطاقة”- فإن هذا الملف يأتى فى مرتبة متقدمة ضمن قائمة الاهتمامات التركية.

 وأعتقد أن ملف شرق المتوسط يحظى باهتمام كبير لدى تركيا، التى تريد أن تنهى عزلتها فى هذه المنطقة الفنية حتى لو اضطرت للتخلى عما يسمى بـ “عقيدة الوطن الأزرق”، ويعكس هذا الاهتمام ويشير إليه ما جاء فى حديث أردوغان وهو على متن الطائرة خلال رحلة عودته إلى تركيا، عندما قال “نحن لا نتقاسم مع مصر التاريخ فقط، بل أيضا تربطنا الجغرافيا والبحر المتوسط، وأهمية البحر المتوسط تزداد فى المعادلة العالمية يوما بعد يوم”، وأظن أن تركيا تطمح أن تكون القاهرة وسيطا فى تقريب وجهات النظر مع اليونان لذلك، فإنها قد تستحسن وجهة النظر المصرية فى هذا الملف والتى عبر عنها الرئيس السيسي عندما قال مرحبًا بالتهدئة الحالية فى منطقة شرق المتوسط: “نتطلع للبناء عليها.. وصولاً إلى تسوية الخلافات القائمة، بين الدول المتشاطئة بالمنطقة.. ليتسنى لنا جميعاً التعاون.. لتحقيق الاستفادة القصوى..
من الموارد الطبيعية المتاحة بها.

 حفظ الله الجيش .. حفظ الله الوطن