رابط الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية

الديش بارتى.. فكرة اقتصادية واجتماعية لعزومات رمضان

734

رمضان بالنسبة للجميع هو لم الشمل بعد فترة طويلة من التباعد والانشغال عن العائلة، وهو أن نجتمع على مائدة واحدة وهذا الأمر لا يحدث إلا نادرا في الأيام العادية، لكن مع الظروف الاقتصادية الصعبة نخشى أن نتباعد ونتجنب التجمع لأن كل أسرة لديها ميزانية محدودة لا تستطيع أن تقدم عزومة لأكثر من أسرتها الصغيرة، لذا يجب أن نفكر في كيفية التغلب على تلك المشكلة، في السطور التالية نناقش ذلك مع مجموعة من المتخصصين..

راندة فتحي

فى البداية تقول د. منى شاكر، استشارى نفسى وعلاقات أسرية، إننا نحتاج إلى مبادرة (عودة إلى الماضى) وفيها نحتاج إلى أن نقوم بتبسيط الأمور على حياتنا أكثر مما وصلنا إليه ونبتعد عن تضخيم جو العزائم والمبالغة فيها لأن الهدف من هذه الولائم هى تجميع الأسر والعائلات بكل الحب وأن تقوم كل أسرة بعمل صنف أو اثنين.

فليس شرطا أن نثقل على أنفسنا بالأصناف المكلفة كالدواجن واللحوم فهناك أصناف بسيطة وشهية.

وتؤكد أن الأسرة التى تجيد عمل صنف عليها أن تقوم بعمله وتشارك به فمثلا من تجيد عمل  الحلويات ومن تجيد فن الطواجن  الصواني، ويجب ألا نغفل الهدف الأساسى وهو تجميع الأسر واللمة الحلوة والبساطة والكلمة الطيبة.

وتستطرد دكتورة منى حديثها أنه ليس شرطا أن تحتوى العزومة ما تأتى به من أشهر المحلات ونلهث وراء المسميات الكبرى والشهيرة المكلفة ومسميات العصر التى تنتشر بها وسائل التواصل الاجتماعى والتى أثقلت على كل البيوت بالتكاليف الباهظة.

 وأشارت إلى أنه يجب علينا أن نكف عن الانبهار وكفانا الجرى وراء البراندات والمسميات والترندات فلو فكرنا فيها ببساطة سنجد أن جميع المكونات والاحتياجات اللازمة لصناعة ما ندفع فيه أسعارا مبالغ فيها ممكن أن نعملها بشطارة الست المصرية، ونرجع مرة أخرى إلى حلاوة رمضان زمان وأيام زمان.

وتسترجع منى شاكر ذاكرتها وتقول فى رمضان زمان كان الناس قبل المغرب فى رمضان تدخل بيوت الجيران والأقارب محملين بالصوانى الملفوفة وفيها ما لذ وطاب من صنع المرأة المصرية.

وتضيف أننا يجب أن نعود إلى الماضى وصنائع البيت أيام الجدات والأمهات اللائى ينتظرن اللمة الحلوة التى تخلو من الترندات، وكل سيدة تتباهى بشطارتها وعمايل إيديها وكيف طورت المنتج والأخرى تتباهى بجمال الصنعة هكذا كانت السيدات أيام زمان يعملن بأيديهن ما لذ وطاب.

وتضيف أننا للأسف أصبح لدينا الآن كل الإمكانيات المتاحة لكننا نجرى وراء الشكليات والمظاهر الكاذبة الخداعة والمهلكة ماديا ومعنويا مظاهر ليس بها أى فائدة إلا التقاط صورة والتباهى بها كما أن أغلب السيدات يتابعن وسائل التواصل الاجتماعى وترى الفيديوهات الكثيرة للأطعمة والحلويات والمخللات والمقرمشات وتسجلها وتكتبها ولا تعمل بها وعندما تكون لدينا وليمة (عزومة) تتسارع إلى المحلات وتشترى بأغلى الأسعار، فنحن نضحك على أنفسنا فلما لا نعمل بأيدينا ونجتهد ونجهز أجمل الأصناف من أجل التوفير بدلا من حمل الهم ويحدث صدمة من التكاليف الباهظة فى الولائم وتصبح الأعصاب مشدودة ولا تتحمل أى كلمة.

 وقد تنقلب هذه الوليمة إلى شجار  وقد تؤدى إلى عدم اجتماع الأسر مرة أخرى بسبب التفكير الخاطئ الذى أدى إلى هذه النتائج السلبية، فنحن نحتاج إلى إعادة التفكير مرة أخرى فيما نعمله وأن نغير حساباتنا ونعود إلى الماضى وإلى أصل السيدة العصرية وإلى البيت المصرى الأصيل، البيت الذى تقوم فيه السيدة المصرية بعمل أجمل الأصناف بأقل التكاليف.

 وأشارت د. منى شاكر إلى أننا رأينا أمهاتنا يقومن بقص أوراق الجرائد لعمل مفارش المطابخ وخزانة الملابس وأننا عندما كنا صغارا كنا نلعب حول البيوت ونقوم بتجميع أوراق البسكويت ونحتفظ بأوراق الكتب الملونة من أجل زينة رمضان وكنا أيضا نحتفظ بأوراق السلوفان وجلاد الكراسات الزيادة لكى نعمل منها فانوس رمضان كبيرا يعلق فى منتصف الشارع فنحن الجيل الذى كان فينا الشاطر الذى يستطيع أن يصمم اللمبة الكهربائية التى تعلمناها فى درس العلوم ونقوم بشراء الفيشة والسلك ويصنع اللمبة الكهربائية لتنير الفانوس الذى قمنا بإعداد.

وأكدت أنه علينا أن نرجع إلى حياتنا البسيطة الجميلة فعلى مقدار بساطتها على مقدار راحتنا وأتذكر أننا فى مثل هذه الأيام من الزمن الجميل كانت الناس تعمل الجمعيات وتقبضها فى شهر رمضان لتوسع على أسرتها وعلى أقاربها وعلى جيرانها والمحتاجين، فقد كانت المعيشة صعبة لكن الفكر كان دائما يسعى إلى تحقيق السعادة وكيف نعيش سعداء بأبسط الأمور ونفرح بأقل التكاليف ولم نسع إلى الانبهار والجرى وراء البراندات والمسميات والترندات، ولا إلى أشهر المحلات بل كانت البساطة هى السعادة.

وتطلب الدكتورة منى شاكر منا العودة إلى الماضى فرمضان شهر الخير والكرم والبساطة شهر اللمة الحلوة والكلمة الطيبة ليس به تكاليف ولا تصنع، ودعوة لكل سيدة مصرية أن تتباهى بعمل ايديها وتقول هذه صنعة أيديا وهذه هى السيدة المصرية الأصيلة التى تعمل من «الفسيخ شربات».

وفى ذات السياق تقول خبيرة الإتيكيت الدكتورة شريهان الدسوقي، إنه مما لاشك فيه أن شهر رمضان هو شهر لمة العيلة والتواصل عن قرب وعزومة الإفطار تعمل على توطيد صلة الرحم لكن فى بعض الأشخاص ترى أن رمضان شهر التقرب إلى الله وتريد التفرغ للعبادة فقط أو بسبب الظروف الاقتصادية والخوف من رد العزومة فتقوم برفض العزومة، لكن رفض دعوة الإفطار بها نوع من الإحراج للطرفين لذلك هناك بعض قواعد الإتيكيت لرفض الدعوة بشياكة ورقي.

وتؤكد دكتور شريهان أن للرفض قواعد فعلينا اتباعها فأولا عندما نرفض دعوة الإفطار أو الزيارة لابد أن يكون هناك سبب واضح وصريح وعذر فعلا يقبله الطرف الداعي، وتجد أن الصراحة أفضل الطرق للوصول للهدف.

وتضيف دكتورة الإتيكيت أنه ومن الممكن بطريقة ذكية أن نتظاهر بالإعياء وأننا خائفون من الحضور حتى لا نسبب عدوى للآخرين فذلك تفاديًا للإحراج من رفض العزومة.

وتشير إلى أن الاعتذار يجب أن يكون مهذبًا ويصاحبه وعد قاطع للعازمين بتلبية الدعوة بعد انتهاء رمضان وانتهاء كل طقوس العبادة الخاصة بي.

وتستطرد دكتورة الإتيكيت قائلة إننا نستطيع أن نصنع لمسة راقية ونقوم بإرسال باقة من الورد لصاحب الدعوة ومع الباقة كارت اعتذار يحتوى على كلمتين اعتذار، وهذه اللافتة ستجعل الداعى يشعر بالاهتمام.

وتشير شريهان إلى أنه وبسبب الظروف الاقتصادية ممكن أن تخبر «الداعي» بأنه وبعد انتهاء رمضان ممكن أن نقوم بعمل «ديش بارتي» وكلنا نتشارك فى الطعام بجلب ما يتقنه الآخر فى الطهي.

وتوضح خبيرة الإتيكيت الدكتورة شريهان الدسوقي، أنه وإذ تم الاتفاق على «ديش بارتي» أى الاشتراك فى منيو الطعام بتوكيل كل صديقة بعمل أكلة محترفة فيها.

فهذا أمر «ليس عيب» أبدا أن أتناول من الصنف الذى قمت بطهوه بنفسى لكن إذا كنت مدعوة على الإفطار وصاحبة المنزل طاهية الأكل بالكامل وليس من الإتيكيت ألا أحضر شيئًا معى لكن ممكن أن أحضر عصير فريش من مكان مشهور بأنه جميل ولذيذ الطعم وفى نفس الوقت غير مكلف.