سعادة غامرة لا توصف أشعر بها عندما أقف علي أعتاب خطوط الإنتاج في أي مصنع، خصوصاً لو كان المنتج الصناعي يحمل شعار « صنع في مصر »، هذا الشعار السحري الذي بدأ خلال السنوات القليلة الماضية في اقتحام الأسواق العالمية بعدما نجح في اكتساب ثقة المستورد في كافة بقاع الأرض.
سعادتي بمسيرة وتطور الصناعة المصرية ، اكتملت عندما بدأ عرض الموسم الأول من حلقات برنامج « الكونتينر » المذاع علي قنوات الشركة المتحدة، البرنامج الذي نجح باقتدار في عرض مسيرة التصنيع للمنتج الصناعي المصري الذي ينافس بقوة بالأسواق العالمية، في مقابلات حصرية يقودها النجم المهندس أحمد داود مع رواد الصناعة المصرية في مختلف الصناعات في تجربته الملهمة في تقديم البرامج.
ومع انتهاء الموسم الأول من الحلقات لم أتوقع أن يستكمل البرنامج حلقاته في موسمه الثاني، ليؤكد أن الصناعة المصرية تحمل الكثير من قصص النجاح التي تستلهم صعود أصحابها من نقطة الصفر إلي القمة بالتفاني في العمل والحرص علي رفع اسم مصر عاليا من خلال منتج صناعي تنتظره الأسواق حول العالم عبر جودة المنتج ومنافسته مع مثيله العالمي.
تابعت بكل شغف حلقات الموسم الأول من برنامج « الكونتينر »، ولمست مدي الجهد الذي بذله صناع هذا البرنامج في زيارته لمختلف المصانع المنتشرة في ربوع مصر ومدنها الصناعية متضمناً مراحل تصنيع مختلف المنتجات المعروضة وظهر جليا مدي تقدم الصناعة المصرية مستعينة بأحدث آلات التصنيع التي يديرها مهندسون وعمال يتمتعون بالكفاءة والوطنية لرفع شعار «صنع في مصر».
وفي الموسم الثاني لحلقات « الكونتينر » والذي انطلق مؤخرًا، حرص فريق العمل علي توضيح التسهيلات التي تقدمها الدولة للمصانع المصرية، خصوصًا تلك التيسيرات التي ساهمت بشكل كبير في وصول المنتجات الصناعية للأسواق العالمية.
وعبر الشغف الذي ظهر عليه مقدم البرنامج بمراحل التصنيع المختلفة في المصانع المصرية، بداية من تصوير المراحل الإنتاجية وأفران التصنيع مرورًا بمقابلات حصرية مع مدراء المصانع وأصحابها وانتهاءً باستضافة قدامي العمال والمهندسين المنتشرين بين خطوط الإنتاج، أصبحت حلقات الموسم الثاني من برنامج « الكونتينر » واحدة من أهم البرامج التي يتابعها الكثير علي شاشات التليفزيون ليصبح بحق فخر للخريطة الإعلامية.
جهد كبير يقوم به فريق عمل برنامج « الكونتينر » لتوصيل رسالة إعلامية تؤكد أن الصناعة المصرية التي تعد من أقدم الصناعات في العالم، أصبحت محط أنظار الجميع في أرجاء المعمورة، هذه الرسالة لابد أن تكون حافزًا لمزيد من النجاحات في مختلف الصناعات حتي تبحر آلاف السفن المعبئة بالمنتج المصري لغزو الأسواق العالمية مساهمته منه في دعم الناتج المحلي الإجمالي المصري.
وإذا كانت الصناعة هي عماد الاقتصاد في الاقتصاديات الكبري والمتقدمة، فإن الصادرات الصناعية أصبحت طوق النجاة في الاقتصاديات النامية التي تعاني من أزمات ندرة العملة الصعبة وما ينتج عنها من ارتفاع معدلات التضخم وارتفاع أسعار السلع والمنتجات بالأسواق المحلية، لذا فإن الرسالة الإعلامية التي يحملها برنامج « الكونتينر » تعد من أهم الرسائل التي لابد أن تتخذ طريقها نحو المشاهد والمتابع ليس للشأن الاقتصادي المحلي فقط بل إلي كل من يحمل صفة «المصري».
أتمني أن تستمر مسيرة حلقات برنامج « الكونتينر » في مواسم جديدة ومتعددة تتابع فيها وتتعرف علي رواد الأعمال في القطاع الصناعي من مصانع صغيرة ومتوسطة نجحت أن تكون مثالاً لآلاف الشباب المصري من المهندسين والعمال في كل أرجاء الوطن والأمثلة كثيرة ومتعددة في الصناعات التي يطلق عليها «الصناعات المغذية» ومثيلتها من الصناعات الخفيفة التي استطاعت بأقل الإمكانيات أن تسجل أرقاماً قياسية في صادراتها للأسواق الخارجية.
تحية تقدير واحترام للقائمين علي مثل هذه الرسائل الإعلامية الهادفة والتي تعطي دورساً لكل مجتهد يستطيع أن يكون قدوة لغيرة في خدمة نفسه ووطنه من خلال بذل المزيد من الجهد واتقان العمل باقتدار عبر الدراسة والبحث والتطوير لتقديم منتج صناعي مصري قادر علي المنافسة بالأسواق العالمية.