رابط الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية

%48 من وفيات المصريين سنويًا بسببها أمراض القلب تهدد أهداف التنمية

573

مى هارون

تقف أمراض القلب عائقا أمام تحقيق أهداف التنمية المستدامة نتيجة التكلفة العالية لعلاج أمراض القلب والأوعية الدموية، والتي تشكل ضغطًا هائلاً على أنظمة الرعاية الصحية، وتؤثر سلبًا على الإنتاجية والاقتصاد بسبب الوفيات المبكرة والإعاقات الناجمة عن أمراض القلب، فهي السبب الأول للوفاة في جميع أنحاء العالم، والسبب الرئيسي لـ ٤٦٪ من إجمالي حالات الوفاة في مصر، وفقا لمنظمة الصحة العالمية، مما دعا وزارة الصحة لإطلاق حملة «قلبك أمانة»، والتي تهدف إلى الاكتشاف المبكر لأمراض القلب ورفع مستوى الوعي حول صحة القلب والأوعية الدموية… أمراض القلب تشير إلى مجموعة متنوعة من الأمراض التى تؤثر على وظيفة القلب، حيث قد تصيب هذه الأمراض عضلة القلب أو صماماته أو الغشاء المحيط به أو الشرايين والأوردة الرئيسية من القلب وإليه، وتبدأ أمراض القلب بنوبات من الألم الحاد نتيجة انسداد أحد الشرايين التى توصل الدم والأكسجين إلى القلب، وبالتالى يقل معدل الأكسجين الذى يصل إليه، أو قد يتوقف كلياً مسبباً الجلطات القلبية والذبحات الصدرية، وغيرها من الأمراض المزمنة، والتى قد تشكل خطراً على حياة المريض، وبحسب منظمة الصحة العالمية فإن أبرز أسباب الإصابة بأمراض القلب، التدخين والنظام الغذائى غير الصحى والسمنة والخمول البدنى وتعاطى الكحول على نحو ضار والارتفاع المفرط فى ضغط الدم وداء السكرى وارتفاع نسبة الشحوم فى الدم.

فى البداية قال الدكتور خالد عبد الغفار وزير الصحة والسكان، إن أمراض القلب والأوعية الدموية تشكل تحديًا كبيرًا للبلدان التى تسعى لتحقيق أهداف التنمية المستدامة فى مجال الرعاية الصحية، لافتا إلى امتداد عبء هذه الأمراض إلى ما هو أبعد من معدلات الوفيات، مما يؤثر على الاقتصاد وأنظمة الرعاية الصحية ونوعية الحياة بشكل عام.

وأضاف عبد الغفار أن الصحة قامت بالتنسيق مع المبادرات الرئاسية لمعرفة معدل الوفاة، مؤكدا أهمية المبادرة الرئاسية «قلبك أمانة» فى إنقاذ حياة المرضى من الذبحة الصدرية وضرورة التعامل معه فى الساعة الأولى من المرض، والتواصل مع المريض عبر الهاتف والتصرف خلال دقائق معدودة.

وأشار الوزير إلى الدراسات التى تظهر معدلات الوفيات الناجمة عن أمراض القلب التاجية والمرتبطة باستهلاك الدهون المتحولة، مؤكدًا فى هذا الصدد التزام وزارة الصحة والهيئة القومية لسلامة الغذاء، باعتماد إرشادات منظمة الصحة العالمية، كما تم إنشاء لجنة وطنية للإشراف على تنفيذها، كما سنت الحكومة تشريعات لتنظيم مستويات الأحماض الدهنية المتحولة فى الأغذية، وحظر الزيوت التى تعد المصادر الرئيسية للدهون المتحولة المنتجة صناعيًا، حيث إن وضع حدود إلزامية على الدهون المتحولة، يساهم فى إنقاذ حياة أكثر من مليون شخص فى الـ 25 عاما المقبلة.

ولفت الوزير إلى التكلفة العالية لعلاج أمراض القلب والأوعية الدموية، والتى تشكل ضغطًا هائلاً على أنظمة الرعاية الصحية، ويؤثر سلبًا على الإنتاجية والاقتصاد بسبب الوفيات المبكرة والإعاقات الناجمة عن أمراض القلب.

وقال الدكتور شادى حكيم استشارى أمراض القلب والأوعية الدموية، إن أمراض القلب تؤثر على جميع وظائف وأجزاء القلب، وتتضمن مجموعة متنوعة من الأمراض، بما فى ذلك أمراض الأوعية الدموية، مثل أمراض القلب التاجية، وأنظمة القلب، وبعض عيوب القلب الناتجة عن شخص (العيوب الخلقية فى القلب) مرض صمام القلب عضلة القلب، مضيفا أن أمراض القلب عند الأطفال انتشرت بسبب العادات والسلوكيات السيئة مثل التدخين السلبى وعادات الأكل السيئة.

وتابع أن حماية الأطفال من أمراض القلب لا تأتى فقط من خلال النصائح التى يتم إعطاؤها لهم دائمًا ولكن أيضًا من خلال أسلوب حياة صحى يتم تثقيفه ونصائحه منذ سن مبكرة بحيث تعتاد الأمهات على نظام غذائى صحى والابتعاد عن الزيوت غير الصحية والوجبات السريعة، وتناول الأسماك مرتين فى الأسبوع لاحتوائها على زيوت أوميجا ٣ المفيدة للقلب.

وقال الدكتور جمال سامى أستاذ القلب بجامعة عين شمس، إن نسبة وفيات المصريين سنويًا نتيجة الإصابة بأمراض القلب والتى تبلغ 4٨% كبيرة جدًا، وتشكل خطورة كبيرة، ولكنه متوقع بسبب العادات الخاطئة التى نمارسها فى حياتنا اليومية، مشيرًا إلى أن أمراض شرايين القلب هى أكثر الأمراض التى تشكل خطورة وتسبب الوفاة.

وأكد أن الأمراض المزمنة أيضًا سبب رئيسى فى الإصابة بأمراض القلب، والوزن الزائد أيضًا، ويجب على المواطنين ممارسة الرياضة بشكل يومى أو ثلاثة أيام فى الأسبوع على الأقل، فالسكريات خطر حقيقى وينتج عنها الإصابة بأمراض القلب، وهذا لا يعرفه الكثير من الناس، مؤكدا أن مرض السكر وعدم الاهتمام به عامل أساسى فى الإصابة بأمراض القلب، ويجب على المواطنين تقليل أكل السكريات بقدر كبير، لأنها تتحول إلى كوليسترول، ووزن زائد وهذا ما يجعلهم فى خطر كبير.

وتابع: من الممكن أن يتعايش مريض القلب مع المرض فى حالة الاكتشاف المبكر، لأنه من الممكن أن يتم علاجه عن طريق العقاقير أو الجراحة، فالجراحة الآن ليس لها عمر، فمن الممكن أن يخضع مريض يبلغ من العمر 80 عاما إلى عملية جراحية وتنجح، دون وجود أى خطورة إن كانت عضلة القلب تعمل بكفاءة عالية.

ومن جهته، يوضح الدكتور محمد فريد الجندى أستاذ القلب بمعهد القلب القومى أن أمراض القلب والأوعية الدموية تحتل المرتبة الأولى من بين أسباب الوفاة وتنتشر بين الأطفال والشباب وكبار السن نتيجة العديد من العوامل، مضيفا أن نسبة الوفيات الناتجة عن أمراض القلب تمثل من 25 إلى48% من بين أسباب الوفيات فى مصر، وتبلغ نسبة الإصابة بارتفاع ضغط الدم حوالى 67 % من المرضى الذين يعانون من مشاكل فى القلب والأوعية الدموية، ثم يليها أمراض الشرايين التاجية بنسبة 23 % من نسبة المصابين بأمراض القلب ويليها الأمراض الناتجة عن الحمى الروماتيزمية والعيوب الخلفية، وأن 20% من المصريين مصابون بأمراض الضغط والقلب، وأن نسبة الإصابة بضغط الدم بلغت 26 % من المصريين، ونسبة الإصابة بأمراض الشريان التاجى بلغت 8.3 %، وتمثل نسبة الإصابة فى السيدات 8.9 % وهى أعلى قليلا عن الرجال التى تبلغ نسبة الإصابة بينهم 8 % .

وأضاف أستاذ أمراض القلب أن نسبة الإصابة بأمراض القلب ترتفع فى الحضر عن الأرياف، وأن من أهم العوامل التى ساعدت على انتشار أمراض القلب فى مصر التدخين بكل أشكاله سواء السجائر أو الشيشة أو السيجار والبايب، وأيضا نمط الحياة السيئة الذى يشمل قلة الحركة، وعدم ممارسة الرياضة وتناول الوجبات المشبعة بالدهون، وإهمال علاج السكر والضغط وارتفاع نسبة الدهون فى الدم والاكتئاب والتوتر النفسي

وكشف الدكتور محمد السباعي، أخصائى أمراض القلب والأوعية الدموية والباطنة، أن معظم النوبات القلبية التى تصيب الشباب تؤدى إلى الموت المفاجئ، ويعانى أصحابها من زيادة فى كهربة القلب أو تسريع معدل ضربات القلب بمعدل أكثر من ١٢٠ نبضة فى الدقيقة وهو يعنى عدم وجود الأكسجين فى الدم أو فى القلب، مضيفا أن العامل الوراثى يلعب دورا مهما فى الوفيات، حيث إن أحد أعضاء الأسرة قد يعانى من مشكلات فى القلب وتم تجاهله قد يعانى البعض من عيوب خلقية من القلب ولم يتم اكتشافه بعد.

ونصح السباعى بضرورة المتابعة المستمرة والمنتظمة مع الطبيب الاستشارى للتحقق من صحة القلب وخاصة أولئك الذين لديهم تاريخ وراثى لعائلة القلب، موضحا أن سرعة نقل المريض إلى المستشفى للقيام بمساعدته الأولى يمكن أن تكون مختلفة فى حياته، مؤكدا أن إصابة الشباب والرياضيين بأمراض القلب ترجع معظمها إلى عيوب خلقية بالقلب غير مكتشفة ومهملة، بالإضافة إلى أسباب أخرى مثل سوء التغذية، والعوامل الوراثية، مع اكتشاف الأعراض، أو عدم ملاحظتها فى وقت مبكر، ومن المؤكد أن الأشخاص الذين يمارسون الرياضات العنيفة، هم أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب، أو الموت المفاجئ، بسبب السكتة القلبية بسبب التمارين الشاقة للقلب.

ومن ناحيته، قال الدكتور عادل الأتربى الرئيس السابق لجمعية القلب المصرية ورئيس شعبة قسطرة القلب، إن أمراض القلب والأوعية الدموية هى المسبب الأول للوفيات فى مصر، وإن الدراسات الطبية تقدر عدد مرضى القلب بنحو 1,5% من السكان، أى أن النسبة فى مصر لا تقل عن 2 مليون مريض، مضيفا أن الخيارات المتاحة لعلاج مرضى القلب فى مصر لا تقل عن أى دولة على مستوى العالم، سواء كانت باستخدام الأدوية أو التدخلات الجراحية باستخدام التقنيات الحديثة.

وأشار إلى وجود أدوية جديدة لمرض السكر تعمل على تحسين كفاءة عضلة القلب، وحماية المريض من الإصابة بهبوط عضلة القلب، مؤكدًا أن الدراسات العالمية أظهرت إمكانية استخدام بعض أدوية السكر الحديثة لعلاج القلب، حتى ما لم يعان المريض من السكر، مؤكدًا أن هذه الأدوية متاحة من شركات مصرية وبأسعار فى متناول المريض.

أوضح الدكتور حسام عبد الغفار المتحدث الرسمى لوزارة الصحة والسكان، أن حملة «قلبك أمانة»  تقدم خدماتها للمواطنين من خلال 401 منشأة رعاية أولية ووحدات صحية ومراكز طبية، بـ 21 محافظة، وتستهدف المواطنين من الفئة العمرية 18 عامًا، وذلك من خلال تطبيق برنامج مسح واكتشاف مبكر للأمراض غير السارية (ضغط ــــ سكر) وعوامل الخطورة للإصابة بها.

ومن جانبها، قالت الدكتورة سعاد عبد المجيد رئيس قطاع الرعاية الصحية والتمريض، إن حملة «قلبك أمانة» تهدف إلى الاكتشاف المبكر لأمراض القلب وعوامل الخطورة والإدارة السليمة للأمراض غير السارية، بالإضافة إلى نشر الوعى الصحى بأهمية اتباع نمط حياة صحى متمثل فى التغذية السليمة وممارسة الأنشطة الرياضية والإقلاع عن التدخين.

وأوضح الدكتور محمد حسن، القائم بتيسير أعمال مدير عام الإدارة العامة للمناطق الطبية المتكاملة، أن الحملة أجرت رسم القلب لـ 35 ألفا و360 مواطنًا، وإجراء تقييم التعرض للمخاطر القلبية لـ 137 ألفا و608 مواطنين، موضحًا أن الخدمات المقدمة من خلال الحملة وتطبيق برنامج الأمراض غير السارية، تشمل إنشاء ملف طبى للمتابعة المستمرة، وقياس ضغط الدم والسكر العشوائى شهريًا، واحتساب مؤشر كتلة الجسم ورسم القلب الكهربائى سنويًا.

وأضاف أنه يتم إجراء تقييم التعرض للإصابة بالمخاطر القلبية للـ 10 سنوات المقبلة، والتعامل مع النتائج وفقًا لأدلة العمل الإكلينيكية الحديثة كل 3 شهور، مشيرًا إلى توجيه المرضى لتلقى خدمة المبادرة الرئاسية للاكتشاف المبكر للأمراض المزمنة والاعتلال الكلوى ( قياس السكر التراكمى  والدهون الثلاثية – وظائف الكلى)، وكذلك الإحالة الدورية للمستشفيات المركزية لتلقى خدمة فحص قاع العين، فضلاً عن صرف العلاج الأولى من منشئات الرعاية الأولية، ويتم التعامل مع جميع الحالات وفقًا لأدلة العمل المحدثة.

وأشار حسن إلى تدريب 1500 من مقدمى الخدمة فى محافظات الجمهورية (أطباء بشريين ــــ تمريض ـــ مثقفين صحيين) على تطبيق أحدث أدلة العمل الإكلينيكية فى الاكتشاف المبكر والمتابعة والتثقيف الصحي، مؤكدًا استمرار التدريبات لرفع كفاءة الأطقم الطبية.




503 Service Unavailable

Service Unavailable

The server is temporarily unable to service your request due to maintenance downtime or capacity problems. Please try again later.

Additionally, a 503 Service Unavailable error was encountered while trying to use an ErrorDocument to handle the request.