صالون الرأي
المنسيون
By amrيوليو 15, 2024, 15:01 م
305
عاطف عبد الغنى
قرأت مناشدة على أحد مواقع التواصل، شعرت معها بوخز فى ضميرى، واتهمت نفسى بالتقصير، وقد كنا دائما فى الصحافة نهتم ونكتب عن فئة معذبة من البشر، لكننا فى الآونة الأخيرة لم نعد نذكرها، وصار أصحابها فى عداد المنسيين، على الرغم من أنهم مرضى، هم منسيون حتى من الأهل خشية العدوى من مرض مرعب لمجرد ذكر اسمه: “الجذام”، ولمن لا يعرفه فهو مرض يحدث تشوهات فى الوجه والعينين وتأكل للأطراف، ويضطر المريض كلما انتشر المرض فى جسمه ببتر الجزء المتأكل، سواء كان اصبع أو أذن أو أنف، وللأسف لخطورة المرض وشكل المرضى المخيف يجعل نفسيتهم مهلهلة، يخيم عليهم، وعلي قلوبهم وحياتهم الحزن ليصبح الألم، ليس فقط بأجسادهم، ولكن بقلوبهم وكل حياتهم لشعورهم أنهم منبوذون من المجتمع، وأضعف الإيمان أن نوصل الصرخة التالية لأحد زوار مستشفى “الجذام”، والمنشورة على أحد مواقع التواصل، وندعمها لتصل إلى المسئولين عن قطاع الصحة وأهل الخير، نذكّرهم بهؤلاء المرضى “الغلابة”.
صرخة من مستشفى الجذام بأبو زعبل: “نحتاج مساعدتكم!”..
أصدقائي الأعزاء، أكتب إليكم اليوم من قلب يعتصره الألم، من مستشفى الجذام بأبو زعبل، حيث يعيش مئات المرضى فى ظروف مأساوية لا تُطاق، إنّ هؤلاء المرضى، الذين يعانون من مرض الجذام المُقيت، يعيشون فى عزلة تامة عن المجتمع، منبوذين ومهملين، دون أي رعاية أو اهتمام.. أوضاعهم كارثية: لا يتوفر لهم طعام كافٍ: يعيشون على فتات ما يُقدم لهم، وأحيانًا يضطرون إلى شراء طعامهم من أموالهم القليلة.. أجسادهم نحيلة وضعيفة؛ بسبب سوء التغذية، تبدو أجسادهم كأنها جثث تتحرك بروح فقط.. تنتشر بينهم الأمراض المُزمنة، ولا يتلقون أي علاج مناسب.. يشعرون باليأس من الحياة، ويعتقدون أن لا أحد يهتم بهم”. ويناشد صاحب الرسالة الطيبين من الناس، مد يد العون لهؤلاء المرضى المساكين “ستُسهمون فى إطعامهم وإسعادهم.. وإن استطعتم زيارتهم، فهذا سيكون بمثابة دعم معنوي هائل لهم”.
وإليكم بعض الطرق التي يمكن المساعدة من خلالها: التبرع بالطعام: رز، مكرونة، معلبات، لحوم، دجاج، بيض، ألبان.. التبرع بالملابس.. التبرع بالأدوية: خاصةً أدوية الأمراض المُزمنة، التطوع: قضاء بعض الوقت مع المرضى، ومحادثتهم، ومشاركة مشاعرهم.. معًا، يمكننا أن نُحدث فرقًا فى حياة هؤلاء المرضى، ونُضيء شمعة أمل فى قلوبهم”.
لا تترددوا فى التواصل، عنوان المستشفى: أبو زعبل، بجوار شركة كهرباء الخانكة 5 كيلو من القاهرة.
وفى النهاية ليس لدى ما أقوله غير إنه حتى لو كان فى المناشدة شىء من المبالغة، فهؤلاء المرضى يستحقون من المجتمع والمسئولين الاهتمام الجاد ودون تأجيل.