أعاد العريس عروسه إلى بيتها فى صباح ليلة الزفاف، وأخبر والدها أن ابنته ليست عذراء، وقال أمام أهلها إنه لم يشاهد علامات فض غشاء البكارة، ومن هول الصدمة سقط الأب ميتا على الفور نتيجة جلطة أصابته، ولم يتمالك شقيقها هذا المشهد، فأمسك بآلة حادة وضرب رأس شقيقته لتفارق الحياة، ثم تحدث مفاجأة من النوع الثقيل وسط تلك المأساة الدامية، وتصر الأم على تشريح جثة ابنتها قبل الدفن وعرضها على الطب الشرعى، وجاءت نتائج التشريح تثبت عذرية العروس وأن غشاء بكارتها من النوع المطاطي، وأحالت سلطات بغداد شقيق العروس إلى المحكمة بتهمة القتل، والسؤال لماذا لم توجه الشرطة العراقية إلى العريس أى مسألة قانونية عن ادعائه الكاذب؟
وتشير الواقعة إلى مدى شدة الجهل الجاثم على عقول الكثير من أبناء الوطن العربي، وكان أجدر بهؤلاء المغيبين عرضها على طبيب ليخبرهم ويؤكد لهم الحقيقة الطبية أن الغشاء المطاطى يمكن بقاؤه وفضه إلى ما قبل الولادة، ولكن صدق فيهم قول الشاعر:
وبعض الداء ملتمس شفاه
وداء الحمق ليس له شفاء
وهذه الواقعة واحدة من غرائب وطرائف حدثت خلال الأيام السابقة فى أنحاء متفرقة على كوكب الأرض، وهى ليست بغرائب تدعو إلى الضحك والتسلية، بقدر ما تعبر عن مواقف مأساوية تصل إلى حد السخرية، وتشير إلى ظاهرة عن تردى السلوك وانحدار القيم والأخلاق، وتوضح غياب العقل والحكمة حتى لدى العديد ممن يدَّعون أنهم من المثقفين، وتضاف تلك المواقف الملهاة واللامعقولة إلى أخواتها من مشاهد القتل والتشريد والتهجير وسرقات لمقدرات الشعوب.
وأمامنا طرفة أخرى من المضحكات الباكية، وقعت فى صلاة الجمعة من الأسبوع قبل الماضي، حيث سقط شخصا مغشيا عليه أثناء أدائه لصلاة الجمعة بمسجد فى أحد ضواحى مدينة مراكش المغربية، وتم نقله إلى المستشفى المركزي، وبعد الفحص الطبى ثبتت وفاته وأصدرت المستشفى شهادة الوفاة وتصريح الدفن، وبينما يقوم إمام المسجد بغسله استيقظ الميت ليصاب الإمام بسكتة قلبية من شدة أثر الصدمة وتزهق روحه، ثم ينهض المتوفى السابق ويغسل الإمام ويمشى فى جنازته.
وهذه الواقعة تتكرر كثيرًا نتيجة التشخيص الطبى الخاطئ، رغم توافر أجهزة طبية ذات تقنية غاية فى الدقة والذكاء، فإما أن الواقع يدل على أن مستشفيات المناطق الريفية والعشوائية بالدول النامية تفتقر لكثير من هذه التقنيات الطبية، أو يشير إلى أن الأطباء فى هذه الوحدات الصحية المتواضعة تنقصهم الخبرة الكافية، أو نتيجة للإهمال والتقصير الطبى أثناء توقيع الكشف، ويتشابه هذا مع ما تردد عن الفنان صلاح قابيل، أنه فقد الوعى لإصابته بغيبوبة، وعلى أثرها صدرت له شهادة وفاة وتصريح دفن، وثار بعد الدفن كلام أنه لا يزال على قيد الحياة، فأمرت النيابة العامة بعرض الجثة على الطب الشرعى لفحصها، وتبين أنه توفى داخل القبر عقب إصابته بأزمة قلبية نتيجة الخوف والفزع من القبر، ولا يزال البحث مستمرًا عن إجابة كيف يحدث التشخيص الطبى الخطأ للوفاة؟ والذى يضاف إلى الأخطاء الطبية الأخرى القاتلة، وآخرها حكاية بتر يد طفل كفر الشيخ الرضيع ياسين أحمد.
وفى جانب آخر تظاهر يهود متدينيين فى القدس منذ أيام قليلة احتجاجًا على مسيرة للشواذ تجوب أحد شوارع القدس، وسحلت الشرطة الإسرائيلية عدد من المعارضين المتشددين ضد المسيرة، وقد تعهدت بحمايتها وعدم السماح باعتراضها، وكان سبب خروج المئات من المثليين أو الشواذ ومناصريهم إلى شوارع القدس، رفضهم لاستثناء شواذ الرجال من تأجير أرحامهم فى قانون تم التصديق عليه مؤخرًا، وذلك بعد أن وعد نتنياهو بالموافقة على تأجير أرحام الرجال الشواذ ثم تراجع استجابة لضغوط المتشددين.
إذاً.. فماذا ننتظر من ناس تختلط لديهم المعايير ويعتدون على من بينهم لمجرد نبذهم جرائم أخلاقية؟ فلا غرابة فى أن يستحلوا أرضا غير أرضهم ومقدسا ينسبونه إليهم تدليسا وبهتانا وعنوة، ويقتلون ويشردون أصحاب الحق وينتهكون حرماتهم، فمبدأهم أن كل من يعترض أوهامهم ومعتقاداتهم الشاذة حتى ولو من بنى جلدتهم، وهم يتساوون مع فكر حاضنتهم الكبرى فى تدنى الأخلاق والهيمنة والاستحواذ على خيرات الشعوب.
والطرفة الغريبة الثالثة حكاية الأب «الفرفوش» كما أطلقوا عليه رواد التواصل الاجتماعي، حيث فاجئ ابنه البالغ من العمر ستة أعوام والمدعوين فى حفل عيد ميلاد ابنه، بدعوة الراقصة جوهرة الروسية لإحياء الحفل بوصلاتها الراقصة، وأقم حفل عيد الميلاد على شواطئ الساحل الشمالي، وبعد تداول الخبر على المواقع الإخبارية وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، انهالت التعليقات الساخرة من الشباب وليس الكبار، وقال أحدهم أنا وأصحابى نحتفل بعيد ميلادى بعلبة زبادى ونضع فيها شمعة، وآخر علق أنه بعد إلحاح منه على والده وهو صغير ليشترى له «أتاري» أعطاه جنيهان ليذهب إلى «سيبر»، بالله عليك وعلى أمثالك ألم تعلموا أنكم فى مجتمع شرقى يتمسك غالبيته بالأخلاق العامة والفطرة الطيبة؟ وليس لدينا اعتراض على إقامتك لحفل كبير لعيد ميلاد ابنك الغالي، ولكن أن يصل الأمر إلى حد الإسفاف أمام أسرتك ومجتمعك الصغير فلا يقبله عقل، ومع أن لك كل الحرية المطلقة فى مالك، فكان أفضل لك أن تتبرع بثمن أجرة الراقصة جوهرة فقط لأكثر من فقير أو غارم أو عروس تأجل زفافها لضيق ذات اليد.
وآخر لقطة شاذة فى العرض أنه خلال الفترة الماضية تم افتتاح معبدين للشيطان وبشكل رسمى فى كولومبيا وفى فرنسا، ومن قبلهما منذ سنوات يوجد المعبد الأم فى الولايات المتحدة الأمريكية، وكل هذا تحت رعاية ومباركة حكومات تلك الدول، ويقول مؤسس المعبد الكولومبى أننا نفتح المجال أمام الناس ليكتشفوا أنفسهم بحرية كاملة، وليمارسوا طقوسهم بدون قيود، ويقصد بالطبع هنا طقوس السحر والجنس وخلافه.. وأخيرًا لا تعليق.