رابط الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية

نجوم الفن ووهم العالمية!

957

حلم العالمية فى الفن ليس عيبا، وقد استطاع بالفعل تحقيقه فنانون قلائل مثل النجم الكبيرعمر الشريف والمخرج العالمى الراحل يوسف شاهين، واقترب من العالمية بدرجة أقل فنانون آخرون مثل خالد النبوى وعمرو واكد، ولكن هناك فنانون يتمسحون بالعالمية ويجرون وراء وهمها حتى ولو كان الثمن على حساب سمعتهم وسمعة الفن المصرى.

ومع الأسف، ففى بداية التسعينيات وقع الفنان الكبير يحيى الفخراني، ومعه فنانون مصريون آخرون ومنهم الفنان الراحل جميل راتب والفنانة سماح أنور، ضحية منتج ضحك عليهم وجعلهم يشاركون فى بطولة فيلم يشوه صورتنا أمام العالم بعنوان «خارج الزمن»، وهو ما حدث أيضا مع النجمة يسرا التى وافقت على بطولة فيلم دعائى ألمانى يصور العرب على أنهم بلهاء ومتخلفون.

وتكرر نفس الأمر منذ سنوات مع النجم الكوميدى أشرف عبد الباقى الذى انخدع هو الآخر بوهم الوصول الى العالمية، وشارك فى بطولة فيلم سويدى قصير وردئ المستوى الفنى والفكري، تدور أحداثه حول علاقة جنسية بين شاب مصرى وسويدية عجوز تعرف عليها أمام الأهرامات، وعرض الفيلم ضمن فعاليات مهرجان كان، وأثار ضده مشاعر كل النقاد المصريين والعرب الذين شاهدوا الفيلم.

أما المطرب الشعبى حكيم فقد أصيب منذ سنوات بلعنة السعى وراء العالمية وقدم أكثر من «دويتو» غنائى مع مطربين ومطربات من الغرب، وأنفق عليها مبالغ طائلة لتصويرها بطريقة “الفيديو كليب”، ولكنها لم تحقق له النجاح الذى كان يتمناه ولم تصل به إلى العالمية، بل بالعكس فقد كان تأثيرها عليه سلبيا للغاية، وابتعد عن قمة الغناء الشعبى التى احتلها بجدارة لسنوات لحساب مطربين آخرين.

ويكاد يكون المطرب عمرو دياب هو الوحيد بين نجوم الغناء فى الحقبة الأخيرة، الذين حاولوا تطوير نوعية الموسيقى التى يقدمونها لتتناسب مع الايقاع العالمي، ونجح فى ذلك الى حد كبير، والدليل أن أغانيه تحقق رواجا كبيرا فى أمريكا وأوروبا، ولا ينافسه فى ذلك الآن سوى الملحن والمطرب عمرو مصطفى الذى قدم أكثر من تجربة ناجحة فى أسبانيا، وقبلهما النجم الأسمر محمد منير الذى يستعين منذ سنوات طويلة بفرقة عازفين أجانب يصاحبونه فى الغناء، وحققت الحفلات التى قدمها فى ألمانيا وكثير من دول العالم الغربى إقبالا شديدا.

ولستُ بالتأكيد ضد تحقيق هدف الوصول بفنوننا الى كل بلاد العالم، فهو هدف نبيل ومشروع، ولكن بشرط ألا يحدث ذلك على حساب احترامنا لأنفسنا .. وهناك حقيقة بديهية تقول إن المحلية هى الطريق الطبيعى للوصول الى العالمية، وأديب نوبل الراحل الكبير نجيب محفوظ لم يسافر طوال حياته إلى الخارج ولم يغادر القاهرة ولم يكتب سوى عن أهلها، ومع ذلك نال احترام العالم ونال أكبر جائزة عالمية فى الأدب.. فكفانا إحساسا بالضآلة والدونية ..وكفانا هرولة خلف وهم العالمية!