من أكثر ما لفت انتباهى فى إعلان وزير التربية والتعليم د. طارق شوقى عن خطته الجديدة لتطوير التعليم فى مؤتمر الشباب بجامعة القاهرة والتى سيتم تطبيقها على مراحل بداية من العام الدراسى المقبل تأكيده بأنها ستعيد الطلاب إلى المدارس التى هجروها مرة أخرى، حيث سيتم تفعيل الغياب الإلكترونى ومتابعة دقيقة للمعلم داخل الفصل ووجود ربط بين المدارس والإدارات التعليمية والوزارة لرصد غياب الطلاب.. وهذا فى حد ذاته كلام جميل ويعد نقلة نوعية لإصلاح حال التعليم ومواجهة لظاهرة الدروس الخصوصية التى تفشت فى الـ 25 سنة الماضية بإعادة الحياة للمدارس.
وإن كنت أفضل أن تكون إعادة التلاميذ للمدارس «بالجذب والترغيب» وليس «بالغصب والترهيب» وذلك عن طريق تفعيل الأنشطة التربوية بالمدارس مثل الأنشطة الرياضية ككرة القدم والسلة واليد والسباحة وغيرها وأنشطة الرسم والموسيقى والغناء والتمثيل والصحافة المدرسية ومجلات الحائط والكشافة والرحلات وغيرها ليمارس الطلبة هواياتهم المفضلة بجانب العملية التعليمية فهذا كفيل أن يجذبهم للحضور للمدرسة بمحض إرادتهم ولكن أن تقتصر المدارس على العملية التعليمية فقط دون الأنشطة.. فهذا يذكرنى بالمقولة الشهيرة للفنان الراحل «علاء ولى الدين» فى أحد أفلامه «هو كله ضرب مفيش شتيمه».. وهذه المقولة تنطبق على الاستراتيجية الجديدة للتعليم التى بالرغم أنها تتضمن رؤية مثالية للارتقاء بمسار العملية التعليمية فى مصر ويتم من خلالها إعادة تصنيف التعليم المصرى على مستوى العالم ليكون فى أحد المراكز المتقدمة إلا أنها تفتقد لخطة للارتقاء بالأنشطة هى الأخرى باعتبارها شيئا مهمًا فى تكوين وبناء شخصية الطالب وتحبيبه فى العلم والتعلم والمدرسة.
كما أرى أن يصاحب استراتيجية التطوير الجديدة خطة أخرى لمواجهة الكثافات وإقامة المدارس الجديدة وتوفير الأراضى لبناء المدارس وتشجيع الاستثمار فى التعليم حتى تأتى الاستراتيجية بثمارها المرجوة ونعيد الحياة للمدارس مرة أخرى.