رابط الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية

د. غادة عامر: التطور السريع فى تكنولوجيا التسليح غيّر فى التوازنات الاستراتيجية حول العالم

657

يشهد عالمنا اليوم تحولات جذرية بفعل التقدم التكنولوجى الهائل، ولا سيما فى مجال التسليح حيث تتسابق الدول لتطوير أسلحتها لتكون أكثر دقة وفتكًا، مما يغير قواعد اللعبة فى الصراعات الإقليمية والعالمية،  وخلال السنوات الأخيرة تسارعت وتيرة التغيير بشكل مذهل، حيث تحولت التقنيات الحديثة إلى واقع ملموس مما يفرض تحديات على الأمن والاستقرار فى المنطقة والعالم.

ويشكل هذا التطور فى مجال التسليح تهديدًا متزايدًا للأمن والاستقرار فى العالم، فالأسلحة المتطورة بدءًا من الطائرات المسيرة ووصولًا إلى الأسلحة الذكية، تزيد من حدة التنافس والتسلح بين الدول، وتشجع على اتخاذ مواقف متشددة، كما أسهمت فى إحداث ثورة حقيقية فى كيفية إعداد وإدارة الحروب والصراعات العسكرية، عن هذا التطور ومستقبل تكنولوجيا التسليح كان لـ «أكتوبر» هذا اللقاء مع أ. د. غادة عامر، عميد كلية الهندسة جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا وزميل ومحاضر الأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية.

د. نسرين مصطفى

تصوير: عامر عبدربه

 بداية ما أحدث التطورات التكنولوجية التى تؤثر على الحروب الحديثة؟!

غالبًا ما كانت الحروب حافزًا للدول للتطور التكنولوجى السريع، وضرورة الابتكار من أجل البقاء والتفوق، وتستمر الصراعات المنتشرة اليوم عبر مناطق مختلفة فى إفريقيا وآسيا وأوروبا وأمريكا اللاتينية، فى التأثير على التقدم التكنولوجي، خاصة فى المجالات العسكرية والدفاعية، فمثلا عمل دمج الروبوتات والذكاء الاصطناعى فى العمليات العسكرية واستخدام الطائرات بدون طيار والأنظمة الروبوتية للتخلص من القنابل وأيضًا أدوات صنع القرار التى يقودها الذكاء الاصطناعى على إعادة تشكيل الاستراتيجيات العسكرية وزيادة دقة وسرعة الاستجابات العسكرية مع استهداف تقليل الخسائر البشرية.

كما أدى الاعتماد على الأقمار الصناعية للاتصالات والملاحة والاستطلاع إلى تحويل الفضاء إلى ساحة معركة استراتيجية، كذلك الأسلحة المضادة للأقمار الصناعية، وتقنيات التشويش عليها تشكل أهمية محورية فى الحرب الحديثة، حيث تؤثر فى النتائج على الأرض وتسلط الضوء على أهمية الهيمنة الفضائية، كذلك تكنولوجيا النانو والحرب البيولوجية التى ساعدت على إنشاء مواد يمكنها تحسين الدروع والأسلحة والعلاجات الطبية، وعلى نحو مماثل، أثار التقدم فى التكنولوجيا الحيوية مخاوف بشأن الحرب البيولوجية وأيضا أجهزة الاستشعار وأنظمة الاستهداف المحسنة التى تعمل على تحسين دقة وقوة الأسلحة الصغيرة والمدفعية.

وهناك تطور كبير فى أنظمة الصواريخ يمكنها من شن هجمات طويلة المدى أكثر دقة مما يغير التوازنات الاستراتيجية، كذلك تتضمن السفن البحرية الحديثة والغواصات والطائرات العسكرية تقنيات متطورة لتعزيز القدرات الهجومية والدفاعية.

 كيف تغيرت طبيعة الصراعات المسلحة بفضل هذه التكنولوجيا؟!

كانت الحرب عنصرًا حاضرًا على الدوام عبر التاريخ البشري، وكان للتكنولوجيا دائما دور فى تطور هذه الحروب وتحقيق النصر لمن يمتلكها، فمن المعارك القديمة التى خاضت بالسيوف والدروع إلى الصراعات الحديثة التى دفعت بها التكنولوجيا المتقدمة، خضع وجه الحرب لتحولات كبيرة أدى إلى ولادة عصر جديد من القتال، مما غيّر جوهر الحرب نفسها، فمثلا أعادت الطائرات بدون طيار تعريف الهيمنة الجوية، حيث أصبحت واحدة من أكثر التقنيات التى تغير قواعد اللعبة فى الحرب الحديثة من جمع المعلومات الاستخباراتية والمراقبة إلى الضربات الدقيقة، فهى توفر للقوات العسكرية أداة متعددة الاستخدامات وفتاكة، ومع ذلك تأتى مع نشرها اعتبارات أخلاقية وقانونية معقدة تحيط بالأضرار الجانبية والإصابات المدنية.

كذلك خلقت الحرب السيبرانية تهديدات غير مرئية على البنى التحتية الحيوية والأنظمة الحكومية والشبكات الخاصة لتعطيل الاتصالات وإحداث الفوضى، فقد أصبح المتسللون والمجموعات التى ترعاها الدول ومجرمو الإنترنت لاعبين رئيسيين فى ساحة المعركة، مما يشكل تحديًا للمفاهيم التقليدية للدفاع والأمن، أما عن الذكاء الاصطناعى فقد أصبح لا غنى عنه فى ساحة المعركة حيث تحلل خوارزميات التعلم الآلى كميات هائلة من البيانات، مما يعزز عمليات صنع القرار وتمكين الأنظمة المستقلة من التحليل التنبئى إلى أسراب الطائرات بدون طيار، ويعيد الذكاء الاصطناعى تعريف الاستراتيجيات والتكتيكات العسكرية ومع ذلك، فإن الاعتماد المتزايد على الذكاء الاصطناعى فى الحرب يثير أيضًا مخاوف بشأن الخسارة المحتملة للسيطرة البشرية والعواقب الأخلاقية المترتبة على تفويض قرارات الحياة والموت إلى الآلات، ومن التقنيات التى عملت تحويلاً فى التدريب العسكرى تقنية الواقع الافتراضي، حيث توفر للجنود محاكاة واقعية لسيناريوهات القتال ومن خلال الواقع الافتراضي، يمكن للقوات ممارسة المهام، وصقل مهاراتها، والاستعداد للتحديات غير المتوقعة للحرب وهذا لا يحسن من فعاليتهم فى القتال فحسب، بل يقلل أيضًا من خطر الإصابات الجسدية أثناء التدريبات.

تحديات الجيوش

 وما التحديات الجديدة التى تواجهها الجيوش؟!

تواجه الجيوش العديد من التحديات نتيجة التطور التكنولوجي، فمثلا التهديدات السيبرانية التى تأتى نتيجة الاعتماد على التكنولوجيا فيزيد من خطر الهجمات السيبرانية على البنى التحتية العسكرية، كذلك فإن عملية صيانة التقنيات الحديثة يتطلب خبرات عالية واستثمارات ضخمة، وهذا يشكل ضغطا وتحديا على الجيوش التى لا تنتج دولها كل أو جزء من هذه التقنيات، ومن التحديات الخطيرة التى نتجت عن التطور التكنولوجى تدريب الجميع على تلك التكنولوجيات، حيث إنه يجب على كل أفراد الجيش من الجندى إلى أعلى رتبة التدريب والتكيف مع هذه التقنيات التى تتطور كل لحظة، وإلا من الممكن أن تتحول هذه التقنية بسبب الاستخدام الخاطئ إلى سلاح ضد الجيش الذى يمتلكه.

 وما أبرز الأسلحة والأنظمة التقنية التى استخدمتها روسيا وإسرائيل فى الحرب؟!

لقد استخدمت روسيا وإسرائيل مجموعة متنوعة من الأسلحة والأنظمة التقنية المتطورة فى النزاعات العسكرية، والتى أثرت بشكل كبير على سير المعارك، فمثلا استخدمت روسيا صواريخ كروز من نوع «كاليبر» فى ضرب الأهداف الأرضية بدقة عالية، مما يسمح بتوجيه ضغوط كبيرة على الخصوم من مسافات بعيدة، وفى أنظمة الدفاع الجوى استخدمت منظومة S-400 والتى تعتبر واحدة من أفضل أنظمة الدفاع الجوى فى العالم، وتساعد فى حماية الأجواء من الطائرات المعادية والصواريخ، كذلك استخدمت الطائرات بدون طيار مثل نوع Orlan-10 التى تُستخدم لجمع المعلومات الاستخباراتية والمراقبة، مما يعزز القدرة على اتخاذ القرارات السريعة، ولأن روسيا تُعتبر واحدة من القوى البارزة فى مجال الحرب الإلكترونية، وتتمتع بقدرات متقدمة فى هذا المجال فقد استخدمت التجسس الإلكترونى عن طريق استخدام تقنيات متطورة لجمع المعلومات الاستخباراتية من خلال اختراق الشبكات والأنظمة، كذلك استخدمت التكنولوجيا المتطورة لتشويش الاتصالات والرادارات، حتى تعطل قدرات العدو على التنسيق والرد.

أما إسرائيل فقد استخدمت نظام القبة الحديدية، وهو عبارة عن نظام دفاع جوى مصمم لاعتراض الصواريخ قصيرة المدى والقذائف، وقد أثبت فعاليته فى حماية المدن، واستخدمت الطائرات الحربية المتقدمة مثل F-35 وهى طائرة شبحية مزودة بتقنيات متقدمة، مما يمنحها ميزة فى التفوق الجوي، وكان استخدام الطائرات بدون طيار شيئًا أساسيا فى عمليات الاستطلاع والضربات الجوية، فقد استخدمت طائرات بدون طيار مثل Hermes 450 وSkyStriker، كذلك استخدمت  الأسلحة السيبرانية، حيث تمتلك إسرائيل قدرات متقدمة فى الحرب السيبرانية، مما يمكنها من تنفيذ هجمات على البنية التحتية الرقمية للخصوم، كذلك استخدمت إسرائيل  الذكاء الاصطناعى فى حربها على غزة بطرق متعددة.

 وما الدروس المستفادة من استخدام التكنولوجيا الحديثة فى الحروب؟!

تُظهر التجارب أن التكنولوجيا ليست مجرد أداة فى الحرب، بل هى عنصر أساسى يحدد نتائج النزاعات، وتعكس الدروس المستفادة من هذه التجارب الحاجة إلى التطوير المستمر والتكيف مع التغيرات فى ساحة المعركة، وأنه يجب على الجيوش الاستثمار فى البحث والتطوير لضمان التفوق التكنولوجى فى ساحة المعركة، وأنه يجب على القادة العسكريين أن يكونوا مستعدين للتكيف مع التغيرات السريعة فى التكنولوجيا وكيفية توظيفها واستخدامها فى استراتيجياتهم، ولابد أن يكون هناك تحسين للتنسيق بين الوحدات المختلفة حتى يمكن أن يزيد من الفعالية العامة للعمليات العسكرية، كذلك لابد من الاستعداد على جميع مستويات الدولة سواء المدنية أو العسكرية لمواجهة التهديدات السيبرانية التى قد تعطل الأنظمة العسكرية.

الذكاء الاصطناعي

 فى رأيك.. كيف ستغير أنظمة الأسلحة المستقلة المدعومة بالذكاء الاصطناعى قواعد اللعبة فى الحروب المستقبلية؟!

ستغير أنظمة الأسلحة المستقلة المدعومة بالذكاء الاصطناعى قواعد اللعبة فى الحروب المستقبلية بطرق متعددة، فمثلا يمكن لأنظمة الذكاء الاصطناعى اتخاذ قرارات فى وقت قياسي، مما يتيح استجابة سريعة للتهديدات، ولديها القدرة على تحليل كميات ضخمة من البيانات فهى تعزز من فعالية العمليات العسكرية، وهذا كله يزيد من السرعة والفاعلية فى جمع وتحليل وأخذ قرارات فى جميع مراحل الصراع أو الحرب، ويمكن نشر هذه الأنظمة فى مناطق النزاع المعقدة دون تعريض الأرواح البشرية للخطر.

كذلك يمكن للذكاء الاصطناعى تحسين دقة الهجمات من خلال تحديد الأهداف بدقة أكبر، مما يقلل من الأضرار الجانبية، كذلك يمكن للأنظمة المستقلة التكيف مع الظروف المتغيرة فى ساحة المعركة، مثل التضاريس والمناخ، ويمكنها تعديل استراتيجياتها بناءً على المعلومات الجديدة، كما يمكن أن تغير الأنظمة المستقلة قواعد اللعبة لأنها تتطلب إعادة تقييم القوانين الدولية المتعلقة بالحروب وحقوق الإنسان، حيث تثير الأنظمة المستقلة تساؤلات حول المسئولية عن الأفعال، خاصة فى حالة وقوع أخطاء، كذلك يمكن أن تعزز الدول التى تمتلك هذه الأنظمة من قوتها العسكرية، مما قد يغير ميزان القوى العالمي. وبالتأكيد قد يؤدى انتشار هذه التكنولوجيا إلى سباق تسلح جديد بين الدول.

مخاطر اخلاقية

 وما المخاطر الأخلاقية والقانونية المرتبطة باستخدام هذه الأنظمة؟!

إن استخدام الأنظمة الذكية، مثل الذكاء الاصطناعي، يحمل مجموعة من المخاطر الأخلاقية والقانونية الخطيرة، فيمكن أن تعكس الأنظمة الذكية تحيزات موجودة فى البيانات التى تم تدريبها عليها، مما يؤدى إلى نتائج غير عادلة، أو تمييز ضد مجموعات، أو أعراق، أو دول معينة، كما أنه قد يهدد خصوصية الأفراد لأنه يجمع البيانات الشخصية التى يمكن استخدامها دون علمهم، كذلك قد يكون من الصعب تحديد من يتحمل المسئولية عند حدوث خطأ أو ضرر نتيجة استخدام الأنظمة الذكية، سواء كان ذلك من المطورين أو المستخدمين، فجميع الأنظمة الذكية قد تكون عرضة للاختراق، مما يمكن أن يؤدى إلى تسريب بيانات حساسة أو استخدام النظام لأغراض ضارة، والأهم من ذلك هو التأثير الذى سوف يحدث فى سوق العمل حيث يمكن أن تؤدى الأتمتة إلى فقدان وظائف، مما يثير قضايا أخلاقية حول تأثيرها على العمال والمجتمعات، ومن المخاطر التى لم يتم تجاوزها إلى الآن هو أن العديد من الأنظمة الذكية تعمل كـ «صناديق سوداء»، مما يجعل من الصعب فهم كيفية اتخاذ القرارات، كما أن استخدام الذكاء الاصطناعى فى التطبيقات العسكرية يثير مخاوف أخلاقية حول القرارات المتعلقة بالحياة والموت.

 وكيف يمكن التخفيف من هذه المخاطر؟!

يمكن تخفيف المخاطر الأخلاقية والقانونية المرتبطة باستخدام الأنظمة الذكية، بالقيام بعدة خطوات مثل وضع سياسات واضحة تتعلق بالخصوصية واستخدام البيانات، مع التأكيد على الشفافية والمساءلة، توفير البيانات الصحيحة ومتنوعة لتقليل التحيزات فى النماذج الذكية وضمان العدالة، والعمل على القيام بإجراء مراجعات أخلاقية دورية للأنظمة الذكية قبل نشرها، لضمان توافقها مع المعايير الأخلاقية وهذا يكون فى الدول المنتجة لهذه التقنية، وكذلك تطوير تشريعات واضحة تنظم استخدام الذكاء الاصطناعى وتحمى حقوق الأفراد، بما فى ذلك قوانين حماية البيانات، ووضع إجراء تقييمات دورية للأنظمة الذكية لتحديد أى مخاطر جديدة وتعديل السياسات بناءً على النتائج، العمل على توفير تدريب للمستخدمين والمطورين حول المخاطر المرتبطة بالأنظمة الذكية وكيفية التعامل معها، وذلك لإشراك المجتمع فى مناقشة القضايا الأخلاقية والقانونية المتعلقة بالذكاء الاصطناعي، مما يعزز الوعى والمساءلة، ويمكن العمل مع منظمات دولية لوضع معايير عالمية لاستخدام الأنظمة الذكية بشكل مسئول.

 هل نحن بحاجة إلى اتفاقيات دولية لتنظيم تطوير واستخدام هذه الأنظمة؟!

نعم، هناك حاجة ملحة إلى اتفاقيات دولية جديدة لتنظيم تطوير واستخدام الأنظمة الذكية كى تساعد فى وضع إطار قانونى وأخلاقى موحد للتعامل مع التحديات التى تثيرها هذه التكنولوجيا، وذلك لتوحيد المعايير  الأخلاقية والقانونية بين الدول، مما يسهل التعاون الدولى فى الاستخدامات الإيجابية ولمجابهة التحديات، كما أن وجود مثل هذه الاتفاقيات يمكن أن يساهم فى حماية حقوق الأفراد من الانتهاكات المحتملة الناتجة عن استخدام الأنظمة الذكية، التى قد تتجاوز الحدود الوطنية مثل التهديدات السيبرانية وانتهاك الخصوصية والتحيز فهذا يستدعى استجابة دولية كذلك يمكن أن توفر الاتفاقيات إطارًا يضمن أن الابتكارات فى الذكاء الاصطناعى تتم بشكل مسئول وأخلاقي.

 ما آلية تفعيل ذلك؟!

لتفعيل عمل الاتفاقيات الدولية يمكن تنظيم مؤتمرات دولية تضم الحكومات، والقطاع الخاص، والمجتمع المدنى لمناقشة القضايا المتعلقة بالذكاء الاصطناعي، كذلك يمكن إنشاء لجان دولية متخصصة تعمل على صياغة الاتفاقيات وتقديم التوصيات، والعمل على تطوير مسودات قانونية يمكن أن تتبناها الدول وتعمل على تنفيذها والتعاون مع الشركات التكنولوجية لضمان التزامها بالمعايير الأخلاقية والقانونية مع الأخذ فى الاعتبار أن هذا صعب خاصة مع الدول المنتجة لهذه التكنولوجيا، كذلك لابد من إشراك المنظمات غير الحكومية والمجتمعات المحلية فى تطوير وتنفيذ الاتفاقيات، ولضمان التنفيذ يمكن إنشاء آليات لمراقبة تنفيذ الاتفاقيات وتقييم فعاليتها بشكل دوري، لكن كل هذا لن يكون فعال دون رفع مستوى الوعى حول أهمية تنظيم الذكاء الاصطناعى وتأثيره على المجتمع.

تحديات معقدة

 ما دور الذكاء الاصطناعى والتكنولوجيا الرقمية فى التخطيط وتنفيذ العمليات العسكرية الإسرائيلية فى غزة؟!

هناك عدة اتهامات موجهة ضد إسرائيل فيما يتعلق باستخدام الأسلحة ذاتية القيادة، حيث اتهمت منظمات حقوقية إسرائيل باستخدام الطائرات المسيرة والأسلحة ذاتية التشغيل بشكل أدى إلى أضرار جانبية كبيرة، بما فى ذلك إصابة المدنيين وتدمير البنية التحتية، وتتضمن الاتهامات الموجهة ضد إسرائيل أيضا مخاوف بشأن الأضرار الجانبية، والاستخدام المفرط للقوة، والافتقار للشفافية، والأخلاقيات العسكرية، مما يعكس التحديات المعقدة المرتبطة بتكنولوجيا الحرب الحديثة، وتعتمد إسرائيل على طائرات مسيرة مزودة بأنظمة ذكاء اصطناعى لتنفيذ مهام الاستطلاع والضربات الدقيقة، مما يقلل من المخاطر على القوات البشرية، مثل الطائرة المسيرة «ماعوز» وهى طائرة انتحارية مسيّرة تحمل رأسا متفجرا يصل وزنه إلى 400 جرام، وتتمتع بمميزات مختلفة تساعد فى عمليات الاغتيال والكشف عن مواقع المختبئين، وتستطيع التحليق فى مختلف الظروف المناخية، بشكل عام يساهم الذكاء الاصطناعى والتكنولوجيا الرقمية فى تعزيز القدرات العسكرية الإسرائيلية من خلال تحسين تحليل البيانات، التخطيط العملياتي، تنفيذ المهام، والتواصل، مما يجعل العمليات العسكرية أكثر فعالية ودقة.

 ما الإجراءات التى يجب اتخاذها لمنع انتشار الأسلحة البيولوجية؟!

لمنع انتشار الأسلحة البيولوجية الناتجة عن التكنولوجيا الحيوية والتعديل الجيني، يمكن اتخاذ مجموعة من الإجراءات على المستويات الوطنية والدولية، مثل وضع قوانين دولية تحظر تطوير أو استخدام الأسلحة البيولوجية، مع فرض عقوبات صارمة على المخالفين، وهذا صعب تطبيقه لأن الدول العظمى هى من تتحكم فى هذا النوع من الأسلحة، كما يمكن إنشاء لوائح تحكم الأبحاث فى مجال التكنولوجيا الحيوية لضمان عدم استخدامها لأغراض عسكرية، وتعزيز المعاهدات مثل اتفاقية الأسلحة البيولوجية (BWC) لتقوية الالتزامات الدولية بعدم تطوير أو استخدام الأسلحة البيولوجية. والاهم تطوير آليات لمراقبة الأبحاث والتجارب فى مجال التكنولوجيا الحيوية لضمان عدم استخدامها لأغراض عسكرية، وتشكيل فرق دولية للقيام بعمليات تفتيش دورية على المنشآت البحثية، ودعم الأبحاث التى تهدف إلى تطوير تقنيات آمنة ومفيدة للبشرية، مع التركيز على الاستخدامات السلمية، مع توفير التدريب للباحثين حول الأخلاقيات والمعايير المتعلقة باستخدام التكنولوجيا الحيوية.

 ما مخاطر الأسلحة الكيميائية أو البيولوجية على الصحة العامة والبيئة؟!

 تتسبب الأسلحة البيولوجية فى  تفشى أمراض معدية، مما يؤدى إلى إصابات جماعية وزيادة الوفيات، كذلك فإن الأسلحة الكيميائية يمكن أن تؤدى إلى حالات تسمم حادة تؤثر على الجهاز التنفسى والعصبى والجلدي، وقد تؤدى إلى مشاكل صحية مزمنة مثل السرطان والأمراض التنفسية واضطرابات المناعة، ولو تسربت المواد الكيميائية إلى التربة والمياه، سوف تؤثر على النظم البيئية وتؤدى إلى تلوث الموارد المائية. إن استخدام الأسلحة البيولوجية أو الكيميائية يمكن أن يتسبب فى تدمير المواطن الطبيعية وتدهور التنوع البيولوجي، حيث إن المواد الكيميائية قد تستمر فى التفاعل مع البيئة لفترات طويلة، مما يؤدى إلى آثار سلبية مستمرة على الحياة البرية والنظم البيئية.

التكنولوجيا الحيوية

 هل يمكن استخدام التكنولوجيا الحيوية لعلاج الجنود المصابين بتطوير علاجات جديدة؟!

نعم، يمكن استخدام التكنولوجيا الحيوية بشكل فعال لعلاج الجنود المصابين وتطوير علاجات جديدة، يمكن أن تسهم بشكل كبير فى تحسين الرعاية الصحية للجنود المصابين، من خلال تطوير علاجات جديدة وفعالة تعزز من قدرتهم على التعافى والعودة إلى الخدمة، فيمكن استخدام تقنيات مثل CRISPR لتصحيح الطفرات الجينية التى قد تؤدى إلى أمراض أو حالات صحية معينة، ويمكن تطوير علاجات تعتمد على الأجسام المضادة لعلاج الإصابات أو الأمراض الناتجة عن التعرض للسموم أو العوامل البيئية، كذلك يمكن استخدام الخلايا الجذعية لعلاج الإصابات الخطيرة، مثل إصابات الحبل الشوكى أو الأنسجة التالفة، وأيضا يمكن استخدام التكنولوجيا الحيوية لتطوير لقاحات فعالة ضد الأمراض المعدية التى قد يتعرض لها الجنود فى مناطق النزاع.

تحدٍ متزايد

 ما المقصود بالحرب السيبرانية؟!

 إن الحرب السيبرانية أو الهجمات السيبرانية تشير إلى مجموعة من الأنشطة الهجومية التى تُنفذ عبر الفضاء الإلكترونى بهدف تدمير، أو تعطيل، أو سرقة المعلومات، أو التأثير على الأنظمة الحاسوبية، فالصراع الإلكترونى هو شكل من أشكال الصراع الذى يتم من خلاله استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، حيث تستخدم الدول أو الجماعات الهجمات الإلكترونية ضد خصومهم بهدف تدمير البنية التحتية، وسرقة المعلومات الحساسة، أو التأثير على العمليات السياسية والاقتصادية.

 كيف يمكن للدول حماية بنيتها المعلوماتية من الهجمات السيبرانية؟!

يمكن للدول اتخاذ عدة خطوات لحماية بنيتها التحتية الحيوية من الهجمات السيبرانية، وذلك عن طريق تطوير استراتيجيات الأمن السيبراني، ووضع سياسات وطنية  تحدد الأدوار والمسئوليات، كذلك تطوير خطط استجابة فعالة للتعامل مع الهجمات السيبرانية، والعمل الدائم على ضمان تحديث الأنظمة والبرمجيات بانتظام لسد الثغرات الأمنية، والعمل على حماية البيانات الحساسة باستخدام تقنيات التشفير المتقدمة، وإجراء اختبارات اختراق دورية لتحديد الثغرات وتحسين الأمان، كما يمكن للدول التعاون فيما بينها لتبادل المعلومات حول التهديدات السيبرانية، ويمكن القيام بذلك عن طريق الانضمام إلى مبادرات دولية لتعزيز الأمن السيبراني، العمل على تأمين المواقع المادية التى تحتوى على أنظمة حيوية، عن طريق إجراء تقييمات دورية للمخاطر لتحديد نقاط الضعف، ولابد من زيادة الاستثمار فى التكنولوجيا خاصة تكنولوجيا الذكاء الاصطناعى حيث يمكن استخدامه فى تحليل كميات كبيرة من البيانات للتنبؤ بالتهديدات السيبرانية، والأهم دائما توعية العنصر البشرى حيث إنه الحلقة الأضعف وذلك عن طريق توفير تدريب دورى للموظفين حول أفضل ممارسات الأمن السيبراني، ونشر الوعى بين المواطنين حول التهديدات السيبرانية وكيفية التصدى لها.

 ما الدروس المستفادة مما نراه بالنسبة لتطوير الأسلحة والتكنولوجيا العسكرية فى المستقبل؟!

إن العلاقة المتطورة باستمرار بين الحرب والتكنولوجيا تشكل مستقبل الصراعات المسلحة فى حين توفر التطورات التكنولوجية فرصاً غير مسبوقة للدقة والكفاءة وحماية الجنود، فإنها تجلب أيضا معضلات أخلاقية ومخاطر محتملة للسكان المدنيين، وبينما نحتضن إمكانات التكنولوجيا فى الحرب، فمن الأهمية بمكان أن نأخذ فى الاعتبار آثار هذه الابتكارات على السلام والأمن العالميين، وسوف يكون إيجاد التوازن بين التفوق التكنولوجى والمسئولية الأخلاقية أمراً بالغ الأهمية بينما نبحر فى الأراضى غير المستكشفة لساحة المعركة الحديثة، ومن خلال هذا الاستكشاف للحرب والتكنولوجيا، نأمل فى تعزيز فهم أعمق للطبيعة المتطورة للصراع فى القرن الحادى والعشرين، ومع استمرار التكنولوجيا فى دفع حدود ما هو ممكن فى الحرب، فمن الضرورى الانخراط فى مناقشات مستنيرة يمكن أن تشكل اتجاه الابتكار العسكرى وتأثيره على العالم. وفقط من خلال مراعاة الأبعاد الأخلاقية والقانونية والإنسانية يمكننا ضمان أن تعمل التكنولوجيا كقوة من أجل الخير بدلاً من أن تكون نذيراً للتدمير فى مسرح الحرب.