.. تتشرف مجلة أكتوبر أنها تلقت رسالة خاصة من السيد الدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية بمناسبة احتفالها بصدور العدد رقم (2500) ولذا فإنها تتقدم لسيادته بخالص الشكر والتقدير على هذا التقدير الكبير والاهتمام. ويسعد “أكتوبر” هذا التشريف على صفحاتها ليبقى خالدًا فى تاريخها.. وإلى نص الرسالة،،

يُمثل هذا العام معلماً تاريخياً مهماً فى تاريخ الصحافة المصرية، حيث يتزامن مع احتفال مجلة “أكتوبر” بصدور عددها الـ٢٥٠٠. وبمزيج من الفخر والاعتزاز، يُسعدنى أن أتوجه بتحية تقدير وتهنئة لكافة العاملين فى المجلة بهذه المناسبة على ما بذلوه من جهد خلال العقود الماضية، والتى كانت فيها المجلة، ولا تزال، سجلاً لتاريخ مصر الحديث وخير شاهد على ذاكرة الوطن مُنذ تأسيسها عام ١٩٧٦.

ولقد رسخت مجلة أكتوبر، منذ صدور عددها الأول، مكانتها المُتميزة فى خريطة الصحافة المصرية، وسطرت لنفسها سجلاً حافلاً بالإنجازات، فكسبت قراءها وطورت من أدائها لتواكب مُتغيرات العصر، كما تناوب على رئاسة تحريرها أعمدة الصحافة والأدب فى مصر.

ومما لا شك فيه، أن مجلة “أكتوبر” ستظل علامة مُضيئة فى سماء الصحافة المصرية، فهى تحمل عنوان النصر، وترتبط بذكرى عطرة فى تاريخ مصرنا الحبيبة تذكرنا بملحمة تاريخية بقيت خالدة فى وجدان الشعب المصرى والعربي، وستظل رمزاً للعزة والكرامة والصمود.

ونحن نحتفل بصدور العدد التذكارى لمجلة “أكتوبر”، وبالنظر إلى أعداد المجلة على مدار العقود الماضية، نتذكر وزير الخارجية الأسبق إسماعيل فهمي، الذى كان له دوراً فى اختيار اسمها، ونسترجع دور المجلة المهم فى عملية السلام، فكانت حاضرة بقوة من خلال أحاديث الرئيس السادات وتصريحاته الخاصة لها، كما استطاعت على مدى سنوات أن توثق لنصر أكتوبر، وأن يكون لها دوراً محورياً فى طرح القضايا العربية، ومناقشة كافة المتغيرات التى طرأت على الساحة الإقليمية والدولية.

وعلى الرغم من مرور ما يقرب من خمسة عقود على إطلاق المجلة التى شكلت وجدان القارئ العربى لسنوات عديدة، وظلت منصة مهمة للتعبير عن قضايا أمتنا العربية وفى مقدمتها القضية الفلسطينية، إلا أن قلب المجلة لا يزال نابضاً بالحياة وروح الشباب، ومازالت منبراً لتبادل الأفكار والمعلومات والرؤى، وهى تسير بخطى ثابته نحو مستقبل جديد، وتواكب ما يشهده المجال الصحفى من تطورات، من حيث الشكل والمضمون.

إن التحولات السياسية والاقتصادية التى شهدتها مصر خلال العقد الماضي، والتحديات المتشابكة التى تواجه محيطها الإقليمى وأمنها القومي، تُلقى بعبءٍ كبيرٍ على الوسائل الإعلامية للتعريف بقضايا السياسة الخارجية المصرية وأولوياتها، وتوعية الرأى العام بها بموضوعية ومهنية، وكذا لتسليط الضوء على الجهود المصرية الحثيثة فى احتواء الأزمات، وعلى رأسها الجهد الدبلوماسى المصرى لحلحلة الأزمات فى غزة، والسودان، وليبيا، هذا بالإضافة إلى الجهود المُستمرة التى تبذلها مصر لتعزيز علاقاتها الاقتصادية والتجارية والاستثمارية مع كافة دول العالم لدعم الخطط التنموية الوطنية ورؤية مصر ٢٠٣٠، ورعاية مصالح المصريين بالخارج.

ومع قرب حلول الذكرى الـ ٥١ لحرب أكتوبر المجيدة، نتذكر بكل اعتزاز هذه المناسبة العطرة، ونستلهم روح الماضى المُشرف الذى شهدت عليه مجلة “أكتوبر” لنتطلع إلى مستقبل مُشرق لمصرنا الحبيبة وهى تسطر بحروفٍ من ذهب مُستقبل واعد يشهد عليه التاريخ.

كل الشكر والتقدير لأسرة تحرير مجلة “أكتوبر” على الاحترافية والمهنية، وخالص تمنياتى للمجلة وكافة العاملين بها بمزيد من التوفيق والنجاح ليظل اسم “أكتوبر” علامة مضيئة فى تاريخ الصحافة المصرية.

د. بدر عبد العاطى

وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج

القاهرة في: 17 سبتمبر 2024