رابط الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية

الرئيس السيسي والملك سلمان بحثا آخر مستجدات الأوضاع فى المنطقة

1555

التقى الثلاثاء الماضى الرئيس عبد الفتاح السيسى بأخيه الملك سلمان بن عبد العزيز خادم الحرمين الشريفين بمدينة نيوم بشمال المملكة العربية السعودية تلبية لدعوة جلالته، وذلك بحضور ولى العهد السعودى الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز نائب رئيس الوزراء ووزير الدفاع، والوزير عباس كامل رئيس المخابرات العامة، واكد السفير بسام راضى المتحدث باسم رئاسة الجمهورية أنه تم خلال اللقاء التشاور وتبادل وجهات النظر حول آخر مستجدات الأوضاع فى المنطقة والقضايا ذات الاهتمام المشترك وكذلك مجمل العلاقات الثنائية الأخوية بين البلدين.
وقد وصفت الزيارة من الخبراء بأنها تأتى على نحو غير مسبوق واستثنائى، إذ إنها أول زيارة يستقبل فيها خادم الحرمين الشريفين أيا من ضيوفه من رؤساء الدول على أرض المدينة الحلم «نيوم».
إن تلك الزيارة تدل على وقوف قائدى البلدين معا على أرض الأحلام والواقع فى نيوم، مجسدا عمق العلاقة بين البلدين ومضيهما قدما فى المشروع الفريد من نوعه، إذ تشارك مصر فى مشروع نيوم الطموح عبر تأسيس مناطق استثمارية ستضم أراض من مصر والأردن.
التوافق السعودى المصرى فى الأيام الأخيرة حمل دلالات عدة تؤكد عمق العلاقة بين البلدين، وشراكتهما فى التنمية والنهضة عبر مشاريع مختلفة تحاكى المستقبل، تستهدف الارتقاء بالشعبين السعودى والمصرى على حد سواء فى مختلف الأصعدة.
وقد استقبل خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، فى نيوم، الرئيس عبدالفتاح السيسى، بحضور ولى العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، وجرى خلال الاستقبال تبادل الأحاديث حول العلاقات الأخوية التى تربط بين البلدين والشعبين الشقيقين.
وأقام خادم الحرمين مأدبة غداء لأول ضيوفه فى نيوم بهذه المناسبة.
مدينة الحلم فى سطور
وفقًا للمعلومات التى نشرت عن «مدينة الحلم- نيوم» عبر الموقع الإلكترونى لمدينة نيوم، فإن هذه المدينة تقع فى شمال غرب المملكة، على مساحة 26.5 ألف كيلو متر مربع، وتطل من الشمال والغرب على البحر الأحمر وخليج العقبة بطول 468 كيلومترًا، ويحيط بها من الشرق جبال بارتفاع 2500 متر.
وتريد السعودية من خلال تنفيذ هذا المشروع، إعادة توجيه الإنفاق السعودى فى الخارج نحو مشروع «نيوم» بشكل غير مباشر، إذ ينفق السعوديون مبالغ ضخمة على السياحة تقدر بـ 15 مليارات دولار، والرعاية الصحية نحو 5.12 مليار دولار، والتعليم نحو 5 مليار دولار، واستثمارات فى الخارج تصل إلى 5 مليار دولار.
بداية التنفيذ
بدأ تنفيذ المشروع مباشرة بعد الإعلان عنه فى أكتوبر الماضي، وذلك من خلال بحث سبل التعاون والاستثمار مع شبكة واسعة من المستثمرين الدوليين، كما تم البدء بتأسيس بعض ركائز البنية التحتية الرئيسية، ومن المقرر الانتهاء من المرحلة الأولى لـ «نيوم» بحلول عام 2025.
مزايا مدينة نيوم
تتمتع مدينة نيوم بعدد من المزايا، منها القرب من الأسواق ومسارات التجارة، حيث يمر بالبحر الأحمر حوالى 10% من حركة التجارة العالمية، كما يمكن لـ70% من سكان العالم الوصول للموقع خلال 8 ساعات كحد أقصى، بحسب الموقع.
وتقع المدينة، فى مناطق داخل أراضٍ من مصر والأردن، حيث ستشارك مصر بألف كيلومتر مربع من أراضيها فى جنوب سيناء لتكون جزءًا من مدينة نيوم العملاقة، كما سيتم تطوير منطقتى شرم الشيخ والغردقة، ويتمتع هذا المشروع بالتضاريس المذهلة التى تشمل الشواطئ الممتدة على مساحة تتجاوز 460 كم من ساحل البحر الأحمر، والعديد من الجزر، والجبال ذات المناظر الخلابة التى تطل على خليج العقبة والبحر الأحمر، وتغطى قممها الثلوج خلال فصل الشتاء.
رؤية مدينة نيوم
يعتمد مشروع نيوم على 9 قطاعات اقتصادية رئيسية لتعزيز الحضور الاقتصادى للمشروع، تتمثل فى:
1- مستقبل الطاقة والمياه: يشمل الاعتماد بشكل كامل على الطاقة المتجددة، وحلول تخزين الطاقة، وحلول النقل، بالإضافة إلى التصنيع، والأبحاث والتطوير.
2- مستقبل التنقل: يشمل الموانئ البحرية، بالإضافة إلى المطارات، وحلول النقل الذاتى، كالمركبات ذاتية القيادة، والطائرات بدون طيار.
3- مستقبل التقنيات الحيوية: تشمل التقنية الحيوية، والتقنية الحيوية البشرية، وصناعة الأدوية، والتقنيات الغذائية بما فيها الزراعة.
4- مستقبل الغذاء: يشمل مركزًا باستخدام مياه البحر، والزراعة المائية والهوائية، والزراعة الصحراوية.
5- مستقبل التصنيع المتطور: يشمل المواد الجديدة، والطباعة ثلاثية الأبعاد، وصناعة الروبوتات، وصناعة المركبات.
6- مستقبل الإنتاج الإعلامى: يشمل تطوير صناعة الإنتاج التليفزيونى والسينمائى، وتطوير المحتوى الرقمى، وتطوير صناعة ألعاب الفيديو.
7- مستقبل الترفية: يشمل المنشآت والأنشطة والفعاليات الترفيهية الرياضية والثقافية.
8- مستقبل العلوم التقنية والرقمية: تشمل الذكاء الاصطناعى، وتقنيات الواقع الافتراضى والمعزز، ومراكز البيانات، وإنترنت الأشياء، والتجارة الإلكترونية.
9- مستقبل المعيشة كركيزة أساسية لباقى القطاعات: تشمل السكن والتعليم، والأمن والسلامة، والمساحات الخضراء، والرعاية الصحية، والضيافة والفندقة.
المكاسب الاقتصادية
يوفر المشروع أمام المستثمرين السعوديين فرصًا فى المملكة، وذلك ضمن بيئة استثمارية فى القطاعات التى لم تكن متاحة لذلك، لتحقيق النمو، باستخدام قوانين صديقة للأعمال، بجانب إتاحة الفرصة أمام المواطنين السعوديين للسفر إلى المدينة الجديدة من البلدان الأجنبية مع بقاء الأموال داخل المملكة.
ومن المقرر أن تدعم السعودية مدينة نيوم بأكثر من 500 مليار دولار خلال الأعوام المقبلة، وتصل مساهمة المشروع فى الناتج المحلى الإجمالى للمملكة إلى 100 مليار دولار بحلول عام 2030، بل قد تتجاوز ذلك، إضافة إلى أن الناتج المحلى للفرد فى هذه المنطقة الخاصة سيكون الأعلى فى العالم.