صالون الرأي
صرخة ضمير وأطفال غزة
By amrيناير 13, 2025, 17:31 م
259
سوسن أبو حسين
تبذل مصر ومعها دولة قطر جهودًا كبيرة لوقف إطلاق النار فى غزة لأن حجم المعاناة تجاوزت كل الحدود الإنسانية، ما ذنب المواطنين فى الطوفان الذى لعبه بعض القادة فى سياق سياسة المصالح المحدودة؟، وللحقيقة أجدنى متعبة جدًا من مشاهد معاناة الأطفال والنساء والرجال فى الشتاء القارس دون مأوى وحرمان من كل ما يبقيهم على قيد الحياة.
وقد تم منع إدخال المساعدات الإنسانية، ويكتفى المجتمع الدولى بإصدار التقارير والبيانات والحديث عن حقوق الإنسان فى مناطق محددة دون النظر إلى حق الإنسان فى الحياة فى قطاع غزة، والموضوع بالنسبة لى ليس مجرد تعاطف وإنما صرخة ضمير لما أشاهده من أنين الأطفال وهو ما عكسته تقارير الأمم المتحدة مؤخرًا للشئون الإنسانية “أوتشا” مؤخرًا لافتة إلى أن وقف إطلاق النار وزيادة المساعدات الإنسانية هو السبيل الوحيد لمنع وفاة المزيد من الأطفال فى قطاع غزة خلال فصل الشتاء البارد، حيث تتجمد الأطفال حتى الموت فى خيام النازحين الفلسطينيين نتيجة للهجوم الإسرائيلى المستمر والحصار.
ووفق التقرير فقد توفى ما لا يقل عن ثمانية أطفال فلسطينيين بسبب انخفاض حرارة الجسم، فى الوقت الذى تحاول فيه الأسر النازحة قسرًا البقاء على قيد الحياة فى خيام واهية غمرتها مياه الأمطار الغزيرة، دون طعام أو رعاية صحية كافية، وكان أصغرهم يبلغ من العمر ثلاثة أيام فقط، بينما تجمد طفل آخر يبلغ من العمر عشرين يومًا حتى الموت فى خيمته، بينما توفى شقيقه التوأم فى اليوم التالى.
وأشار التقرير إلى مرور 15 شهرًا من القصف الإسرائيلى المتواصل، ومنع المساعدات الإنسانية، والنزوح القسرى للمدنيين، والهجمات على المرافق الصحية، كل ذلك عرض الأطفال فى غزة لخطر شديد، وذكر أيضًا أن الوفيات مأساوية، مؤكدًا أنه لا ينبغى للأطفال أن يموتوا فى مثل هذه درجات الحرارة، ولكنهم يموتون لأن إسرائيل تحرم الفلسطينيين بشكل منهجى من المأوى والغذاء والرعاية الصحية وكل ما هو مطلوب للبقاء على قيد الحياة، مضيفا أنه ليس لدى الناس مكان يذهبون إليه للهروب من البرد أو القنابل أو الجوع، فقط وقف إطلاق النار وإنهاء الحصار الإسرائيلى من شأنه أن يمنع المزيد من الأطفال من التجمد حتى الموت”، كما تطرق التقرير إلى أن القصف الإسرائيلى أدى إلى تدمير أو إتلاف حوالى 92% من جميع المساكن فى غزة، مما أدى إلى إجبار العديد من الأسر إلى الاحتماء فى الخيام، ويواصل الجيش الإسرائيلى إصدار الأوامر للناس بمغادرة مناطق بأكملها من غزة فى منتصف الليالى الباردة القارسة، مما يضطرهم فى كثير من الأحيان إلى ترك ملابسهم وأى شىء يمكن أن يدفئهم، وقد اضطرت معظم الأسر إلى النزوح إلى المناطق الساحلية مثل المواصى حيث تتعرض خيامهم الآن لضربات البحر والرياح القوية.
وبالتالى أتمنى من الرئيس الأمريكى ترامب النظر بعين الرحمة إلى أطفال فلسطين ودعم وقف إطلاق النار وألا يكتفى بمخاطبة حماس لتسليم الرهائن الذين يحظون بالرعاية لديهم، أما أبناء الشعب الفلسطينى فهم عرضة لكل ما تم ذكره، وكانت الساعات الماضية قد شهدت تحركًا جديدًا يفيد بأن الأطراف بصدد التوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى وادخال المساعدات باستثناء بعض النقاط.