https://pagead2.googlesyndication.com/pagead/js/adsbygoogle.js?client=ca-pub-5059544888338696

رابط الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية

تونس..حكاية استرداد وطن مختطَف منذ عشر سنوات

برامج الحماية الاجتماعية.. درع الأسرة المصرية

415

تعد برامج الحماية الاجتماعية من الأسس الحيوية التي تبني المجتمعات المستدامة، حيث تعمل على دعم الطبقات الأكثر احتياجا من أجل تمكينها وتحسين مستويات معيشتها.

الأمر الذي حرصت الدولة المصرية فى الجمهورية الجديدة على أن يكون أحد أدوات مواجهة آثار الإصلاح الاقتصادي وتحقيق العدالة الاجتماعية على أرض الواقع.

كانت حزمة برامج الرعاية الاجتماعية التي انبثقت من البرنامج الأساسي لها برنامج “تكافل وكرامة” واحدًا من أبرز المبادرات الحكومية فى مصر، التي تهدف إلى توفير الدعم المالي للفئات الاجتماعية الفقيرة والمهمشة، بالإضافة إلى مجموعة من المشروعات التي تعزز من هيكل الحماية الاجتماعية.

لقد أرادت الدولة المصرية ان تجعل من برامج الحماية الاجتماعية درعا واقيا للأسر فى مواجهة التحديات والظروف الاقتصادية لتعبر مرحلة من أهم مراحلها ووضع الأسر على المسار الاقتصادي الصحيح ورفع مستوى معيشتها.

فى عام 2015 أطلق برنامج “تكافل وكرامة” من قبل وزارة التضامن الاجتماعي ضمن استراتيجية الحكومة للحماية الاجتماعية، مستهدفا الفئات الأكثر فقراً، مثل الأسر التي تعاني من نقص الدخل، وذوي الاحتياجات الخاصة، والمرأة المعيلة. يهدف البرنامج إلى تقديم الدعم المالي المباشر لتلبية الاحتياجات الأساسية لهذه الأسر، ويعتمد على مبدأ تقديم المساعدة للأسر المستحقة وفق الشروط والضوابط التي وضعها البرنامج.

يتألف البرنامج من شقين رئيسيين: “تكافل” و”كرامة”.

– “تكافل” يركز على الأسر الفقيرة، حيث يُقدم دعمًا ماليًا شهريًا للأسر التي تلتزم بتعليم أبنائها والحفاظ على صحة الأسرة من خلال حضور الأم لثلاث جلسات توعية صحية بحد أدني لمتابعة برامج الصحة الأولية والنمو ومتابعة الحمل وإعطاء الأطفال كل جرعات برامج التطعيمات على مدار كافة المراحل العمرية حتى 6 سنوات.

– “كرامة” يستهدف كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة من خلال تقديم مساعدات مالية شهرية بدون شروط معينة، مما يساعد هذه الفئات على الحصول على مستلزماتهم الأساسية.

يلعب البرنامج دورًا جوهريًا فى تحسين جودة الحياة للأسر المستفيدة، حيث يُمكنها من تغطية نفقاتها الأساسية مثل الغذاء، والتعليم، والرعاية الصحية.

كما أن هناك 93% من مستفيدي الدعم النقدي يحصلون على الدعم التمويني من الخبز والسلع، فضلا عن أن 76 ألف مستفيد من الدعم النقدي يتلقون خدمات برنامج الألف يوم الأولي فى حياة الطفل، وهناك 2.2 مليون من مستفيدات الدعم النقدي يتلقون برامج الصحة الإنجابية، كما أن هناك 2 مليون من مستفيدي الدعم النقدي يتلقون دروس محو الأمية فى المرحلة العمرية 15-49 سنة، ووصلت نسبة التزام أسر برنامج تكافل بالمشروطية التعليمية ومراعاة حضور أبنائهم أيام العام الدراسي السابق 81%، بينما وصلت نسبة الالتزام بالمشروطية الصحية وزيارة الأمهات وأطفالهن وحدات الرعاية الأولية مرة واحدة على الأقل كل 3 أشهر ما يعادل 67%.

بلغ حجم التمويل للبرنامج خلال عام واحد فقط 2024 أكثر من 41 مليار جنيه وبلغ حجم المستفيدين من البرنامج أكثر من 5.2 مليون أسرة بلغت 21 مليون مواطن وذلك من أجل تحسين جودة الحياة لديهم.

(1)

من خلال برنامج تكافل وكرامة انطلقت عدد من برامج الحماية الاجتماعية الأخرى، وذلك فى إطار منظمة التمكين الاقتصادي للفئات متوسطة الدخل وفق الاستراتيجية التي وضعتها وزارة التضامن، حيث بلغت 581 ألف مشروع بتمويلات وصلت قيمتها لنحو 4.2 مليار جنيه تتواجد 70% منها فى الريف بإجمالي نحو 2.5 مليون مستفيد.

بالإضافة إلى التمويلات الممنوحة للجمعيات الأهلية الخاضعة لإشراف الوزارة والبالغ عددها نحو 488 جمعية نحو 13.8 مليار جنيه خلال 2023.

إلى جانب برنامج “تكافل وكرامة”، هناك مجموعة من المشروعات الاجتماعية التي تعزز من أركان الحماية الاجتماعية فى مصر، ومن بين هذه المشروعات:

 مشروع “مستورة”

يعتبر مشروع “مستورة” مبادرة تهدف لدعم المرأة المعيلة من خلال توفير قروض صغيرة تساعدها فى إنشاء مشروعات صغيرة تمكنها من تحسين دخلها. يستهدف هذا المشروع النساء فى الفئات العمرية المختلفة واللاتي يعانين من صعوبة فى الحصول على قروض من البنوك التقليدية. يوفر المشروع تأهيلًا للأسر المستفيدة ويشمل توفير التدريب اللازم لإدارة المشاريع وتحسين المهارات.

وبلغ حجم الدعم المقدم لهذا المشروع 14 مليار جنيه لدعم المرأة العاملة ويعد مشروع “مستورة” من مشروعات الحماية الاجتماعية الرائدة حيث يعمل على رفع مستوى معيشة الأسر المستهدفة وتحويل تلك الأسر الى أسر منتجة.

لينطبق عليها المثل الصيني القائل: “لا تعطيني السمكة ولكن علمني كيف اصطاد السمكة” فيحافظ على كرامة الأسر ويجعلها قادرة على الإنتاج لا تنتظر المساعدة.

تبدأ قيمة القرض من 4 آلاف جنيه وتصل إلى 20 ألف جنيه ويتم توجيه هذا القرض للمشروعات متناهية الصغر وليس كمبالغ نقدية، حيث يتم تنفيذ مشروعات قروض حيوانية وصناعية وتجارية وخدمية؛ فضلا عن مشروعات منزلية.

تم تبسيط إجراءات الحصول على القرض وتم اقتصارها على صورة بطاقة الرقم القومي فقط وذلك مساهمة من بنك ناصر فى وصول الخدمات لأكبر عدد من المستفيدين وتسهيل الحصول عليها ومنح المرأة فى حلايب وشلاتين فرصا أكثر للتمكين الاقتصادي وزيادة موارد الدخل.

كما تم توجيه فرق من المتطوعين للترويج لقرض “مستورة” فى هذه المناطق بهدف الوصول إلى المناطق النائية والفئات الأكثر فقرا.

(2)

لم تتوقف برامج الحماية عند ذلك بل أطلقت العديد من البرامج ومنها أيضا إطلاق المبادرة الرئاسية مصر بلا غارمات فى 2020 ساهمت فى الإفراج عن 5784 غارمة بتكلفة 224 مليون جنيه من 2020 حتى عام 2023 كذلك تشكيل لجنة وطنية لوضع معايير وخطة لحوكمة المنظومة وشروط الإفراج عنهم ودعمهم اقتصاديا، حيث تم فتح حساب موحد لدعم الغارمات وربطه بأوجه الزكاة والصدقات.

يستهدف مشروع “الغارمات” النساء الذين تم حبسهن بسبب الديون. يُعتبر هذا المشروع دعامة حقيقية لتمكين المرأة، حيث يعمل على تخفيف معاناة الغارمات من خلال سداد ديونهن، مما يمكنهن من العودة إلى أسرهن وتوفير حياة كريمة لأبنائهن، ويسعى المشروع إلى إعادة تأهيل النساء نفسيًا واجتماعيًا من خلال برامج دعم نفسي وتدريبي، بالإضافة إلى تقديم فرص عمل.

مشروع “سند”

يُركز مشروع “سند” على الشراكات بين الحكومة والقطاع الخاص والمجتمع المدني، ويهدف لتوفير الدعم المالي والخدمات الاجتماعية للأسر المعرضة للخطر. يشتمل المشروع على برامج توعوية وتدريبية تهدف لتمكين الأسر من استغلال فرص العمل وتنمية المهارات. يسهم “سند” فى بناء مجتمع متماسك من خلال تعزيز قيم التعاون والعمل الجماعي، مما يساعد على تحقيق التنمية المستدامة.

(3)

كما استطاع مشروع “فتحة خير” والذي تم بالتعاون بين الاتحاد المصري لسياسات التنمية والحماية الاجتماعية وتمويل من ”برنامج فرصة” بوزارة التضامن الاجتماعي، أن يقدم إنجازًا جديدًا بتسليمه 513 مشروعًا لأسر مستفيدة من برنامج “تكافل وكرامة” فى محافظات الفيوم وبني سويف والمنيا وأسيوط، ويهدف المشروع إلى تمكين هذه الأسر من خلال توفير مشاريع صغيرة مدرة للدخل، مما يساعدهم على تحسين أوضاعهم المعيشية وتحقيق الاستقرار والاكتفاء الذاتي.

وقد تنوعت المشاريع التي تم تسليمها لتشمل تربية الأغنام، وتربية الماشية، وورش الخياطة، ومشاريع الحرف اليدوية، ومحلات البقالة، وغيرها من المشاريع التي تتناسب مع احتياجات كل أسرة وقدراتها.

أظهرت نتائج المشروع نتائج إيجابية سريعة، حيث ساعدت المشاريع فى تحسين دخل الأسر وتوفير فرص عمل جديدة، مما أدى إلى تحسين مستوى معيشتهم بشكل ملحوظ.

وبحسب شهادات عدد من السيدات ممن استفدن من المشروع قلن: مشروع “فتحة خير” كان بمثابة فتح باب رزق جديد، ساعدني على تحسين أوضاع عائلتي المعيشية.”

 وأخرى قالت: “لم أكن أتوقع أن أحصل على مشروع خاص بي، لكن بفضل “فتحة خير” تمكنت من تحقيق حلمي.”

 وسيدة ثالثة ذكرت” مشروع فتحة خير أعطاني الأمل فى مستقبل أفضل لعائلتي.”

قصص نجاح عديدة استطاعت أن تسطرها العديد من الأسر المستفيدة من برامج الحماية الاجتماعية لتحقق حلمها فى حياة أفضل لتلك الأسر وتجعلها قادرة على مواجهة التحديات الاقتصادية وتجعلها أكثر قدرة على النهوض بمستوى معيشة أسرهم.

يمثل برنامج “تكافل وكرامة” والمشروعات المساندة له، مثل “مستورة”، “الغارمات”، و”سند”، ركائز مهمة فى استراتيجية الحكومة المصرية لمكافحة الفقر وتحسين الحياة الاجتماعية، هذه المبادرات ليست مجرد معونات مالية، بل هي خطوات نحو بناء مجتمع أكثر عدلاً ومنصفة، تسعى لتحقيق أمن اجتماعي واقتصادي لكل أفراده. بالتعاون بين الحكومة والمجتمع المدني والمواطنين، يمكن أن نخطو خطوات حقيقية نحو تحقيق التنمية المستدامة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

متحف الزعيم جمال عبد الناصر

تلقيت الأسبوع الماضي دعوة كريمة من إدارة الشئون المعنوية بالقوات المسلحة لحضور افتتاح متحف الزعيم جمال عبد الناصر بعد التطوير والتحديث الذي قامت به القوات المسلحة للمتحف خلال عام 2024.

واكب الافتتاح يوم ميلاد الرئيس عبد الناصر حيث حضرت أسرة الزعيم وعدد من الإعلاميين وعدد من قادة القوات المسلحة.

ورغم أننى قد ذرت هذا المتحف من قبل عام 2009 إلا أنني عند زيارتي له الأسبوع الماضي بعد التطوير الذي قامت عليه القوات المسلحة وأسندت إدارته لإدارة المتاحف العسكرية كان الأمر مختلفا تماما، شاهدت كيف يتم الحفاظ على تاريخ الوطن والهوية المصرية، وكيف يتم الاهتمام بكافة التفاصيل.

قاعات العرض المتحفي شهدت تطويرا كبيرا يليق بتاريخ الزعيم جمال عبد الناصر والحقبة التاريخية المهمة فى عمر هذا الوطن وكذا عرض المقتنيات والهدايا والأوسمة والنياشين الخاصة به، وكذا العروض الصوتية والأفلام الوثائقية والوثائق والصور، لأحداث مهمة فى تاريخ الوطن بدأ من قاعة المقتنيات، وقاعة منشية البكري، وقاعة حكاية شعب والصور التي ترصد أحداثا مهمة فى تاريخ الوطن.

يحتوي المتحف على العديد من المقتنيات منها أكثر من 170 صورة نادرة.

إن زيارة متحف الزعيم جمال عبد الناصر والمقام فى منزله بمنشية البكري، عندما تتجول فيه تشعر فيه بعبق هذه الحقبة التاريخية المهمة من عمر الوطن.

ففي غرفة معيشته ترى كيف كانت تعيش الأسرة المصرية وكذا فى الصالون الخاص بالمنزل وكذا حديقة المنزل البسيطة التي يتوسطها برجولة بها طاولة لتنس الطاولة.

اما مكتبة الرئيس فهي ترصد من عناوين الكتب الموجودة بها حجم التحديات التي كانت تواجهها الدولة وأيضا المتغيرات الدولية.

بينما مكتبه البسيط فقد تصدره كتاب “مستقبل الصناعة” والذي كان بمثابة مشروع وطني ضخم أثرت فيها الأحداث المتلاحقة والأزمات فجعلته يتعثر فى بعض مراحله.

إنني أنصح كل أسرة مصرية أن تصطحب أبناءها لزيارة هذا المتحف المهم لترى تفاصيل مرحلة من أهم مراحل عمر الدولة المصرية فى العصر الحديث.