منذ أكثر من عام وفي نفس المساحة ذكرت أن “المعركة” التى تواجهها الدولة المصرية لم تنته بعد، وأكدت على ذلك في عدد من المقالات وما زلت أؤكد أنها لم تنته.
فكلما اقتربت الدولة المصرية من تحقيق الأهداف التي حددتها كلما ارتفع نباح كلاب الخونة وداعمي الإرهاب محاولين النيل من مشروعنا الوطني أو على الأقل تعطيل عجلة دورانه التي تدور بقوة وتحقق العديد من النجاحات المتلاحقة.
ومع اقتراب تحقيق الهدف وإعلان سيناء متوضئة من دنس الإرهاب، يظل الجيش المصري هو الدرع والسيف الذي حمى الدولة المصرية من تنفيذ مخطط الإرهابية .. وتتواصل حملات التشكيك من قبل أبواق الإرهابية (الشرق ـ وطن ـ مكملين ـ ومراكز دراسات تابعة لجماعة الإخوان الإرهابية) في حجم ما تحقق من نجاحات .
منتصف الأسبوع الماضي واصلت قنوات الإرهاب حرب التزييف والتضليل والكذب، وأطلق الإرهابي الهارب “إسلام الغمري” مجموعة من الأكاذيب عبر قناة “مكملين” التي تتخذ من تركيا مقرًّا لها.
وإذا عُرِف سبب إجراء الحوار مع الإرهابي .. بَطُلَ العجب كما يقولون في المثل القديم.. فالإرهابي الهارب من مصر عام 2013 عقب عزل “مرسي” انتقل إلى قطر ولم يستقر بها سوى ثلاثة أشهر، بعدها انتقل إلى المقر الدائم في تركيا، ليتلقى التعليمات والدعم المالي، فقد كان “الغمري” عضوًا بالجماعة الإسلامية وشارك في محاولة اغتيال الرئيس الأسبق حسني مبارك في أديس أبابا ضمن 11 عنصرًا من بينهم مصطفى حمزة، وحسين شميط .
لكن لماذا تم اختيار التوقيت الحالي لإطلاق مجموعة من الأكاذيب على العملية الشاملة سيناء 2018 ؟
وما الهدف من ذلك؟.. وهل سيظل الجيش المصري مستهدفًا إعلاميًّا من قبل الجماعة الإرهابية وعناصرها؟
الإجابة عن الأسئلة الثلاثة تكشف حجم المعركة التي تواجهها الدولة المصرية حاليًا في ظل قوة المشروع المصري. وتقدمه نحو الهدف واقترابه من تحقيقه.
ففي الوقت الذى تواصل فيه قوات إنفاذ القانون ضرباتها الناجحة ضد العناصر الإرهابية في سيناء، تحاول مجموعات الدعم الإعلامي لتلك العناصر(الإرهابية) تشويه الصورة، من خلال مجموعة من المزاعم والأكاذيب التي تطلقها على لسان عملائها التي تستهدف بها:ـ
ـ التغطية على نجاح أجهزة المعلومات في كشف عناصر التنظيم الإرهابي، وتجفيف منابع الدعم وتدمير قوات إنفاذ القانون للبنية الأساسية الخاصة بالتنظيم في سيناء وقطع طرق الإمداد سواء من الشرق أو الغرب.
ـ التغطية على عملية القبض على الإرهابي “بلال برهوم” الملقب بـ “بلال الدن”، الرجل الثاني في الجناح العسكري للتنظيم الإرهابي “أنصار بيت المقدس” والذى قدم مجموعة من الاعترافات حول التنظيم، وأكد أن التنظيم الإرهابي يعاني من ضعف شديد بعد فقد عدد كبير من قياداته.
ـ التغطية على نجاح قوات إنفاذ القانون في القضاء على الزراعات المخدرة التي كانت تستخدمها العناصر الإرهابية في تمويل التنظيم الإرهابي .
ـ التغطية على نجاح القوا ت البحرية في إحكام السيطرة على الحدود البحرية المصرية خاصة مناطق العمليات في سيناء ومنع وصول أي إمدادات للعناصر الإرهابية.
ـ التغطية على نجاح قوات حرس الحدود بالتعاون مع القوات الجوية في السيطرة على الحدود الغربية وتدمير أكثر من 2000 سيارة دفع رباعي كانت محملة بالأسلحة ومتجهة إلى عناصر التنظيم.
ـ إعادة الحديث عما يسمى بـ “صفقة القرن” والزعم بأنها تستهدف إخلاء سيناء وهو ما ليس له علاقة بالواقع.. فالدولة المصرية لديها قرار واضح وصريح أعلنه الرئيس عبدالفتاح السيسي أن حل القضية الفلسطينية لن يكون إلا بالعودة إلى حدود 1967، ورفض مصر لما يسمى “صفقة القرن”.
ـ محاولة عرقلة مسيرة التنمية التي تشهدها سيناء وتقوض أية محاولة من قبل العناصر الإرهابية للتواجد بها خاصة مع تنفيد الدولة المصرية لعدد من المشروعات التنموية الضخمة والتي ستوفر فرص عمل ينتقل على أثرها أكثر من 3 ملايين مواطن مصري إلى سيناء بعد توافر أكبر شبكة طرق فيها.
لقد استهدف الإرهابي الهارب “إسلام الغمري ” خلال حديثة النيل من العلاقة التي تربط أبناء القبائل في سيناء بالجيش، وكان الرد من أبناء القبائل أسرع من البرق في بيان لاتحاد القبائل صدر يوم الثلاثاء يؤكد على قوة العلاقة بين أبناء القبائل في سيناء والجيش المصري.
لقد حطمت الدولة المصرية خلال السنوات الخمس الماضية الحلم الذي كانت الجماعة الإرهابية تخطط لتنفيذه بدعم من قطر وتركيا وبعض أجهزة استخبارات أخرى.
وتمكنت قوات إنفاذ القانون من القضاء على عدد كبير من العناصر التكفيرية، وتدمير أكثر من 2000 فتحة نفق كانت بمثابة شرايين الحياة التى تمد العناصر الإرهابية بالمواد الغذائية والأموال والسلاح، وتسهل عمليات هروب تلك العناصر عقب قيامها بأية عملية إرهابية.
إن نجاح الدولة المصرية في تحقيق المعادلة الصعبة (التنمية الشاملة في الوقت الذي تدور فيه معركة القضاء على الإرهاب) جعلها هدفًا دائمًا لوسائل الإعلام الإرهابية.
ففي الوقت الذي كانت العملية الشاملة سيناء 2018 والتي تعد امتدادًا لعمليات “حق الشهيد ” تطهر سيناء من دنس الإرهاب، كانت قوافل التعمير والبناء تعمل على قدم وساق في رفح الجديدة وبئر العبد ومدينة ” سلام” الاقتصادية والاسماعيلية الجديدة، ومطار دولى بالمليز بوسط سيناء لخدمة المشروعات التنموية، وتطوير مطار وميناء العريش وتطوير بحيرة البردويل وكذا ميناء الطور كل ذلك مع الانتهاء من أكبر 4 أنفاق لعبور السيارات أسفل قناة السويس.
أوراق الذهب
الوتيدي
ولد في 20 اكتوبر 1979 بقرية “بشلا” مركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية .. كانت أمنيته مثل كل الشباب الالتحاق بالكلية الحربية، قام بسحب ملف التقدم للكليات العسكرية، واجتاز كافة الاختبارات، وعندما علم بنتيجة القبول بالكلية الحربية كاد يطير من الفرحة بحسب أحد أصدقائه المقربين.
إنه المقدم الشهيد البطل ” مصطفى أحمد السيد الوتيدي” انضم إلى مصنع الرجال وعندما تخرج فى الكلية الحربية يوليو 1999 وحصل على نوط الواجب العسكرى دفعة 93 حربية التحق بسلاح المشاة، حصل على العديد من الفرق وكان جنوده يعتبرونه الأخ الأكبر لهم .
حصل على فرقة الصاعقة، والشرطة العسكرية، وعقب ثورة 30 يونيو تقدم بطلب للانتقال إلى سيناء.
كان يعتبرها عشقه، وكان يحرص في كل مرة ينزل فيها إجازة يتحدث مع طفليه حول بطولات الشهداء من أبناء القوات المسلحة خلال عمليات مكافحة الإرهاب .
قبل استشهاده بعدة أشهر استشهد أحد أقاربه المجند “عبده سمير السعيد الوتيدي” استشهد في الهجوم الذي استهدف الكتيبة 101 بالعريش، وخلال جنازة الشهيد “عبده ” كان دعاء المقدم مصطفى الوتيدي أن يلحقه الله به، وأن يرزقه الشهادة .
وأثناء حملة لتمشيط الحد الفاصل بين منطقتي المهدية والماسورة في مدينة رفح ، انفجرت عبوة ناسفة تم زرعها بواسطة العناصر الإرهابية في المركبة المسئول عنها الشهيد مما أسفر عن استشهاده وثلاثة جنود وإصابة ثلاثة آخرين.
وذلك فى 23 يوليو 2015 ليستجيب الله دعاءه.