فى يناير القادم يصبح عمر معرض القاهرة الدولى للكتاب خمسين عامًا ويتم الاحتفال باليوبيل الذهبى وهو من أقدم المعارض الدولية للكتاب على مستوى العالم وأول المعارض العربية وأكبرها.
نشأ معرض الكتاب فى أرض المعارض بالجزيرة وسط القاهرة عام 1969 وهو أول معرض دولى للكتاب فى الشرق الأوسط.. وقد وافقت وزارة الاقتصاد على إعفاء الكتب الأجنبية من الرسوم الجمركية آنذاك وقد اعتمدت الوزارة مبلغًا ماليًا لشراء الكتب الأجنبية المعروضة لحساب مؤسسة التأليف والنشر.
وعندما ضاقت الأرض بالعارضين وأصبحت المنطقة لا تستوعب بزحامها الرواد كان من الضرورى الانتقال إلى مكان آخر وكان الاختيار مدينة نصر – أرض هيئة المعارض والأسواق الدولية الجديدة.
وقد كانت لهذه النقلة العديد من التساؤلات والتخوفات من الناشرين بل وزوار المعرض سواء كانوا أفرادًا أو هيئات.. أولها بعد المسافة وتعود القارئ على المكان وسهولة المواصلات والانتقال من جميع المحافظات إلى وسط القاهرة بالمقارنة بمدينة نصر وقد كانت فى وقتها جديدة وأرض المعارض فى بداية عهدها وصعوبة الانتقالات حتى إن البعض ذهب فى القول.. كيف نترك وسط البلد إلى الصحراء فى مدينة نصر!!
وقد قامت الدولة وقتها بتوفير وسائل الانتقال من الميادين العامة العباسية وميدان التحرير إلى مدينة نصر لتيسير انتقال الزوار وتم عمل تذاكر مخفضة بالقطارات والرحلات المدرسية والجامعات.. فالشعب المصرى يغير عاداته بصعوبة وله مع المكان أُلفة.
ومع مرور السنوات أصبح معرض مدينة نصر من أنجح المعارض للناشر المصرى أو العربى.. حتى الأجنبى بل القراء فى مصر والعالم العربى وجميع المترددين أفرادًا أو هيئات.. وبلغت أعداد الزائرين أرقامًا قياسية وكذلك حجم المبيعات والصفقات وكان له دور فى تنمية صناعة النشر.
ومع ازدياد حركة النشر وزيادة عدد الناشرين المصريين والعرب اتسعت مساحة المعرض لتصل إلى استغلال جميع المبانى بل والمعرض المكشوف لأول مرة منذ سنوات.. وفى إطار التطوير وبعد أن أصبحت مدينة نصر من المناطق المزدحمة فى حركة المرور وأرض المعارض أصبح معظمها عرضًا مكشوفًا وليست مبانى كان من الضرورى التفكير فى انتقال أرض المعارض وفعلا أقيمت بالتجمع الخامس على أحدث طراز وأحدث التجهيزات بما يليق بتاريخ مصر وحاضرها لأنها واجهة الدولة.
والآن التاريخ يعيد نفسه بنفس الهواجس والتخوف من الانتقال ولكنه التطور الطبيعى الذى يجب أن نسايره ولكن هناك مطالب ومشاكل مهمة تعترض صناعة النشر ونأمل أن تكون تحت عين وبصر الدولة لتضع لها الحلول التى تساهم فى استمرار هذه الصناعة التى تعد من أهم أذرع القوى الناعمة وهى:
إلغاء الجمارك عن ورق الطباعة الخاص بالكتاب ومستلزمات المطابع حيث إن أغلبها من الخارج.. لتيسير مهمة الناشر.
دعم إيجار معرض الكتاب للناشر المصرى لتسويق كتابه فى أهم احتفالية رسمية للدولة.
عودة جهات الدولة للشراء من الناشرين وبشكل منظم وأيسر مثل مكتبات وقصور الثقافة ومراكز الشباب ووزارة التربية والتعليم ومكتبات الجامعات.
تيسير إقامة معارض الكتاب فى جميع أنحاء مصر وقيام المحليات بتيسير حصول الناشر المصرى على محلات بإيجار مناسب لدور النشر لفتح مكتباتها.
قيام جهات الدولة المختلفة بالتعاون مع اتحاد الناشرين فى محاربة ظاهرة التزوير التى تهدد مهنة النشر.
دعم الصادرات من المجلس التصديرى وزيادتها بالنسبة للكتاب لأهميته
دعم الاتحاد «اتحاد الناشرين» ممثل المهنة فى تنظيم أمور المهنة ودعمه فنيًا وماليًا.
هذه بعض هموم مهنة النشر التى نعتبرها من أهم الصناعات التى تساهم فى بناء الإنسان وكذلك نشر الفكر المصرى على مستوى العالم.
رئيس مجلس الإدارة
اليوبيل الذهبى لمعرض القاهرة الدولى للكتاب
By amrأغسطس 24, 2018, 21:45 مالتعليقات على اليوبيل الذهبى لمعرض القاهرة الدولى للكتاب مغلقة
1805
TAGمقالات