اثنان وسبعون ساعة كانت فارقة فى عمر الوطن.. معركة انتصر فيها المصريون على قوى الشر الذين رصدوا لها ملايين الدولارات على مدى أكثر من 5 أشهر.. خططوا لإفساد الملحمة الوطنية(الانتخابات الرئاسية)، لكي ينفذوا مخططهم المسموم لهدم الدولة المصرية، إلا أن أبناء الوطن كانوا لهم بالمرصاد ليكملوا ما بدأه أشقاؤهم على الحدود ويواصلون ما رسمه إخوتهم في الخارج، ليبهروا العالم بصورة وطنية رسمت ملامحها أيادي المصريين.
ثلاثة أيام اختار فيها المصريون الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيسا لكل المصريين ليجددوا الثقة فيه من جديد لاستكمال فترة رئاسية ثانية يستكمل خلالها معركة البناء والتنمية.
ثلاثة أيام أكملت الصورة للعالم، ليتعرف على قوة الإرادة الشعبية لصناع الحضارة منذ قدم التاريخ.
ثلاثة أيام استكمل فيها المصريون ملحمتهم الوطنية، فكانت اللجان الانتخابية خير شاهد فى مواجهة قوى الظلام والإرهاب وتحولت صفوف الناخبين إلى صفوف مقاتلين صوبوا بأصواتهم طلقات رصاص فى صدور أعداء الوطن وكان المصريون عند حسن الظن بهم.. لم تمنعهم المسافات الطويلة عن أداء الواجب، فقطع البعض منهم أكثر من 500 كيلومتر ليصل إلى مقره الانتخابى فى مسقط رأسة للإدلاء بصوته، ولم تقف أمامهم الأحوال الجوية وتقلباتها، فظلوا أمام اللجان الانتخابية حتى انتهاء التصويت.
ملحمة رسمها المصريون ووجهوا بها صفعة قوية على وجوه الأعداء، بل لم يمهلوهم فمنذ اليوم الأول للتصويت كانت الأغانى والزغاريد أمام اللجان.. وتصدر علم مصر المشهد ، معلنين للعالم أنهم خلف الدولة المصرية وقيادتها الوطنية ليكمل قيادة سفينة الوطن بحكمة واقتدار وسط الأجواء العاصفة التى تضرب بالمنطقة.
خلال أيام 26 و27 و28 مارس سطر المصريون أروع مشاهد الوفاء لدماء الشهداء الذين ضحوا بدمائهم من أجل الحفاظ على الدولة واستقرارها وأمنها، فتقدمت أسر الشهداء صفوف الناخبين والتف من حولهم الشعب مستظلين بمظلة من الأمن والأمان التى صنعها أبطال القوات المسلحة والشرطة خلال فترة تأمين الانتخابات الرئاسية.
جاءت مؤشرات النتائج الأولية تحمل العديد من الدلالات، مؤكدة أن صخرة الشعب المصرى هى الأصعب والعصية على التفتيت أو النيل منها، وبحسب المؤشرات التى حصلنا عليها حتى كتابة تلك السطور تجاوز عدد الناخبين المشاركين فى الاقتراع 25 مليون مواطن، وأن المرشح عبد الفتاح السيسى، حصل على أكثر من 23 مليون صوت، بنسبة 92% فى حين حصل منافسه موسى مصطفى موسى على نسبة 3% فى حين بلغت نسبة الأصوات الباطلة 5% تلك الأعداد لم تعلن بعد رسمياً وننتظر حتى إعلان النتيجة بشكل رسمى غدًا – الاثنين – من الهيئة الوطنية للانتخابات.
وقد حملت نتائج الانتخابات عددًا من الدلالات أهمها: الشعب المصرى متمسك بقيادته، مهما حاول البعض من أدوات قوى الشر تشويه الصورة أو نثر التراب على ما تحقق من إنجازات خلال الأربع سنوات الماضية.
وعى المصريين الذى ظهر خلال ملحمة الانتخابات، لم تسهم فيه النخبة التى تتشدق بتصدرها الصفوف، ولم تسهم فيه وسائل الإعلام بالشكل الذى كان من الواجب أن تكون عليه، وإنما صنعته روايات العاملين داخل المشروعات القومية العملاقة لأسرهم وجيرانهم فنقلوا لهم الواقع وما يدور داخل مواقع العمل فكانوا أكثر قدرة على توصيل الصورة.
لقد تشكل وعى المصريين الذين اصطفوا فى طابور أمام لجان الاقتراع من قصص الشهداء والأبطال من الضباط والصف والجنود الذين رسموا ملحمة بطولية فى مواجهة الإرهاب على مدى أكثر من 5 سنوات.
لقد تشكل وعى المصريين من إدراكهم بمدى خطورة المخطط المرسوم لهذه الدولة، بعد أن شاهدوا أيادى الإرهاب تستهدف الركع السجود داخل المساجد وكذا المصلين من الإخوة الأقباط فى كنائسهم.
نسبة المشاركة فى الانتخابات الرئاسية والتى أقتربت من 45 إلى 47% فى ظل معركة تديرها الأدوات الإعلامية لجماعة الإخوان الإرهابية وبعض وكالات الأنباء والصحف الأجنبية لتشويه الصورة والتقليل من حجم ما تحقق من إنجازات على أرض الواقع على مدار 4 سنوات، تعد نسبة عالية جدًا، خاصة أن الأيام التى سبقت الانتخابات شهدت دعوات مسمومة كثيرة استهدفت التأثير على الناخب لإقصائه عن القيام بواجبه الوطنى مرة تحت دعوى «صوتك لن يؤثر فى النتيجة» وأخرى تحت مسمى «انزل فك عن نفسك»، وثالثة بدعوى «فيه إيه نبكى عليه» واستهدفت كل تلك الدعوات شريحة كبيرة من الشباب وهم الأكثر استخداما لمواقع التواصل الاجتماعى، لكن سرعان ما أدرك الشباب حجم المؤامرة فكان اليوم الثانى والثالث من الانتخابات خير دليل فالمسيرات الحاشدة التى قادها الشباب فى بعض المحافظات مثل القليوبية والتى خرجت من جامعة بنها إلى لجان الاقتراع كانت خير دليل على إدراك الشباب للمخطط، وسرعة الاستجابة لنداء الوطن.
إن نسبة المشاركة غير المسبوقة لأهالى سيناء وبشكل خاص أهالى شمال سيناء (العريش ورفع وبئر العبد والشيخ زويد) تعد دليلا واضحًا أن ما قامت به الدولة المصرية على مدى الأربع سنوات الماضية فى سيناء (الحرب على الإرهاب ـ معركة التنمية) كانت ذات تأثير إيجابى على المواطنين هناك.
جاءت بمثابة لطمة قوية على وجه الإرهاب ومعاونيه، ومحترفى المؤامرات، لقد رسم أهالى سيناء الشرفاء ملحمة جديدة فى سجل الشرف والبطولة كما رسمها آباؤهم وأجدادهم من قبل، ليؤكدوا للفئة الضالة (العناصر التكفيرية) ومعاونيها أن سيناء للمصريين فقط، ويعيدوا مجد الأجداد.
لقد ذكرنا أهالى سيناء فى هذه الانتخابات التى عولت على إفسادها الإرهابية بما قام به البطل المشاهد سالم الهرش رحمه الله فى عام 1968 وبالتحديد فى 31 من أكتوبر عندما التقى معه ديان والتقى عددًا من شيوخ القبائل فى سيناء لتدويل قضيتها وإعلان استقلالها عن مصر وجمعت إسرائيل وسائل الإعلام العالمية فى مؤتمر حاشد تم تفويض الشيخ سالم الهرش من قبيلة البياضية للحديث عنهم أمام الإسرائيليين فقال: أترضون بما أقول؟ فقالوا: نعم. وبينما موشيه ينتظر لحظة التدويل قال الهرش: «إن سيناء مصرية وقطعة من مصر ولا نرضى بديلا عن مصر وما أنتم إلا احتلال ونرفض التدويل وأمر سيناء فى يد مصر، سيناء مصرية 100% ولا نملك فيها شبرا واحداً يمكننا التفريط فيه».
وانقلب السحر على الساحر وها هم أبناء و أحفاد الشيخ سالم الهرش يواصلون رسالتهم الوطنية ويضربون المثل والقدوة فى أداء الواجب الوطنى فكانت طوابير الناخبين تصل لأكثر من 300 متر خارج اللجان فى بئر العبد والشيخ زويد والعريش ورفح والحسنة ونخل .
إن عدد الأصوات الباطلة فى الانتخابات الرئاسية لدليل قاطع على مدى شفافية ونزاهة الانتخابات، كما أن معظمها جاء لشدة حب البعض منهم للرئيس فخرجوا على القواعد التى وضعتها الهيئة العليا للانتخابات، لطريقة التصويت على ورقة الاقتراع، فكتبوا رسائل للرئيس ورسموا بعض الرسومات التى تعبر عن حبهم له، وكانت دعواتهم له بالتوفيق على ورقة الاقتراع سببا فى بطلان أصواتهم.
إن الفوز الذى حققه الرئيس عبد الفتاح السيسى فى الانتخابات يعد لطمة قوية وتأكيدًا واضحًا على أن المصريين يثقون فى قائدهم، ويصرون على استكمال مسيرة الوطن معه، وأن محاولات النيل من علاقة المصريين بقائدهم لن تفلح ما دام لدى المصريين وعى بما يجرى من إنجاز على أرض الوطن.
إننا أمام رئيس لكل المصريين، يثق فى شعبه ويقدر تضحيته وصبره وجلده، فى مواجهة التحديات التى تحيط وطنه.. يقدر لهذا الشعب إصراره على التقدم من أجل استعادة مكانة مصر التى تليق بها، فتلاقت رؤية القائد والشعب، فصنعت ملحمة وطنية لاستكمال مسيرة التقدم والبناء، وكانت طوابير الناخبين ومشاركتهم فى العملية الانتخابية وفاء للشهداء وللوطن.