https://pagead2.googlesyndication.com/pagead/js/adsbygoogle.js?client=ca-pub-5059544888338696

رابط الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية

واقع غزة وعالم افتراضي

384

جمال رائف

بينما يتجرع الإقليم الألم نتاج اتساع رقعة الحرب وتصاعد الصراع بفعل فاعل إسرائيلى يسعى لتغيير شكل المنطقة، تظهر مجددا جماعة تغيب العقول الإخوانية التى هي جماعة وظيفية تتلاقى أهدافها وأهداف إسرائيل وتعمل لحساب تل أبيب وتستخد حروب التشكيك والشائعات عبر منصات العالم الافتراضى لخطف الأذهان وتغييب الوعى، لهذا تواصل جماعة الإخوان الإرهابية تزييف الواقع وقلب الحقائق وتنفى التهمة عن الجلاد الإسرائيلى وتلصقها بالمدافع الأصيل عن القضية الفلسطينية وهو الدولة المصرية، فى محاولة لصبغ القضية بالطابع الإنسانى فقط بعيدًا عن الأبعاد السياسية والديمغرافية وأيضا العسكرية التى يسعى الاحتلال الإسرائيلى من خلالها لاحتلال قطاع غزة وتفريغه من الفلسطينيين، وهو المشروع الذى أحبطته الدولة المصرية برفضها التهجير وتسعى إسرائيل لتحقيقه عبر سياسيات التجويع بعد احتلال معبر رفح من الجهة الفلسطينية وغلق المعابر الخمسة التى تربط القطاع مع الأراضى المحتلة بالإضافة لتوسيع المناطق العازلة لإحكام الحصار على القطاع ثم تقسيمه إلى مناطق يفصل بين كل واحدة والأخرى محور عسكرى، ولم يكتف نتنياهو بهذا

بل ذهب لعسكرة ملف المساعدات الإنسانية وقام عبر ما يعرف بمؤسسة غزة الإنسانية بجعل المساعدات طعما وفخا لاصطياد الفلسطينيين، وبالفعل سقط أكثر من ألف شهيد فى هذا الفخ بالتوازى أوقفت عمل الأونروا والأمم المتحدة وقصفت إسرائيل مقرات الإغاثة التابعة لها داخل القطاع بل إنها لم تكتف بهذا، بل ذهبت وبشكل مباشر لإعاقة دخول المساعدات من الجانب المصرى بعد إغلاق المنفذ الوحيد المتبقى وهو معبر كرم أبو سالم منذ مارس الماضى حتى رضخت مؤخرًا للضغط المصرى الذى استطاعت من خلاله القاهرة حشد المجتمع الدولى لمساندة الجهود المصرية لإدخال المساعدات وحتى بعد كل هذا مازال التعنت الإسرائيلى قائمًا، سواء عبر تحديد عدد الشاحنات النافذة إلى القطاع أو إعادة بعضها بجانب تعطيل حركة المساعدات العابرة إلى داخل القطاع.

مصر التى شكلت مساعدتها الإنسانية أكثر من ٧٠% من المساعدات النافذة إلى القطاع برًا وجوًا وحشدت 35 ألف شاب من متطوعى الهلال الأحمر بالإضافة إلى آلاف من قائدى الشاحنات ومتطوعى التحالف الوطنى للعمل الأهلى هذا بجانب استنفار وعمل كافة أجهزة الدولة المعنية. وهذا على مدار أكثر من 600 يوم متواصلة فى ملحمة عروبية تحافظ من خلالها على حق الشعب الفلسطينى فى الحياة والبقاء ثم يأتى إخوان إسرائيل بشعارات فارغة ومشاهد عبثية محاولين تزييف الواقع وخدمة مصالح إسرائيل لتوضح عمالة وقبح أعضاء هذا التنظيم الإرهابى الذى بات يتخذ من تل أبيب بشكل مباشر مقرًا للعمل والعمالة، ولكن يظل السؤال لماذا لم يذهب الإخوانى رائد صالح ورفاقه من شياطين الجماعة لجمع المساعدات واقتحام أحد المعابر الخمسة التي تفصل بين القطاع وبين الأراضى المحتلة، فالأمر لا يتعدى بضع الكيلو مترات؟ ولكنهم فى واقع الأمر

لا يستطيعون لأنهم عملاء لإسرائيل.