رئيس التحرير
تحدثت مصر.. فأنصت العالم
By mkamalأكتوبر 03, 2018, 15:27 م
1796
منذ تولى الرئيس عبدالفتاح السيسي مسئولية الدولة المصرية .. وهو حريص على أن تكون دائما فى المقدمة، وكان حضوره لاجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة يستهدف أن تكون مصر فى المكانة التي تليق بها، وأن تقدم مصر مشروعها الوطني إلى العالم.. وعلى مدى 4 سنوات خلت كان الرئيس يستعرض ما قامت به الدولة المصرية أمام العالم ليكون خطابه كاشفا لواقع حاولت الآلة الإعلامية للجماعة الإرهابية تشويهه، ليستعرض الرئيس ما قام به المصريون وما أنجزوه خلال تلك السنوات لبناء دولتهم، وما تحملوه من صعاب، جراء إجراءات الإصلاح الاقتصادي التي لم يكن هناك مفر من تطبيقها للنهوض بالدولة.
وفى كل عام كانت تزداد ثقة الجميع فى التجربة المصرية خاصة فى ظل التهديدات والمخاطر التي واجهتها (الإرهاب، محاولات الجماعة الإرهابية تدمير الاقتصاد ومؤسسات الدولة) فواصلت مصر طريقها فى التنمية.. وبدأت فى تنفيذ برنامج اقتصادي طموح بالتعاون مع المؤسسات الدولية.
وفى هذه القمة جاء حضور الرئيس السيسي ليكون أول رئيس مصري يحضر اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة خمس مرات متتالة، ولم يكن هذا من قبيل الصدفة ولكنه بنى على عدة أسباب:
أولا: الجمعية العامة للأمم المتحدة يحضرها معظم الرؤساء والملوك ورؤساء الحكومات، ورؤساء المنظمات، والهيئات الدولية، مما يجعلها فرصة جيدة للقاء والتشاور والتباحث فى مختلف القضايا، خاصة القضية الفلسطينية، والإرهاب وقضايا الشرق الأوسط.
ثانيا: يتوافق موعد انعقاد الجمعية العامة مع الانعقاد السنوى رقم 42 لمجموعة دول الـ 77 والتى ترأسها مصر فى تلك الدورة، وتضم 134 دولة يمثلون 8% من سكان الكرة الأرضية وستتسلمها فلسطين التى فازت نهاية الأسبوع الماضى بالإجماع لرئاسة المجموعة.
ثالثا: الحوار رفيع المستوى حول اتفاقية باريس الخاصة بالتغيرات المناخية والذى تتحمل تبعاته الدول النامية وهو ما يستوجب قيام الدول الغنية بدورها فى هذا الشأن.
رابعا: قمة “نيلسون منديلا” وهى القمة التى منحت فيها الكلمة لعدد قليل جدا من الرؤساء كان من بينهم الرئيس السيسي.
خامسا: اللقاءات والقمم الثنائية التى تعقد على هامش الجمعية العامة لبحث العديد من الملفات الهامة خاصة وأن مصر فى منطقة تموج بالأحداث، وستتولى رئاسة الاتحاد الأفريقي العام القادم.
20 لقاء وقمة ثنائية جاءت على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة جرى البعض منها فى مقر إقامة الرئيس بفندق “نيويورك بالاس” والبعض الآخر بمقر الأمم المتحدة، ولم يغب الجانب الاقتصادي عن زيارة الرئيس، فكان لقاؤه بمجلس الأعمال للتفاهم الدولي، وهو منظمة غير حكومية لا تهدف للربح، وتشجع إقامة حوار بين القادة السياسيين ومجتمعات الأعمال في مختلف دول العالم، ويضم في عضويته عدداً من مديري كبرى الشركات الأمريكية وصناديق الاستثمار وشركات إدارة الأصول والمحافظ المالية في الولايات المتحدة.
وكذلك التقى الرئيس المديرة التنفيذية لصندوق النقد الدولي السيدة/ كريستين لاجارد، كما التقى أعضاء غرفة التجارة الأمريكية، ومجلس الأعمال المصري الأمريكي، الذى يرأسه السيد /جون كريستمان، رئيس شركة “أباتشي” الأمريكية، وشارك فيه عدد من رؤساء وقيادات كبرى الشركات الأمريكية العاملة في مختلف القطاعات.
كما التقى السيد/ جيم يونج كيم رئيس البنك الدولي، ورئيس مجلس إدارة شركة بوينج الأمريكية.
لم تكن زيارة الرئيس التي استمرت 7 أيام للولايات المتحدة زيارة عادية، لكنها ككل زياراته الخارجية يتم الإعداد لها مبكرا وبشكل جيد من جانب الدبلوماسية المصرية التي باتت تعيش أزهى عصورها، وكذا الأجهزة والوزارات الأخرى كل فى اختصاصه، لذا تجد جدول أعمال الرئيس خلال زيارته يبدأ فى السابعة والنصف صباحا وأحيانا تكون السابعة صباحا وينتهى ما بعد الحادية عشرة.
حملت مصر خلال الكلمات الأربعة التي ألقاها الرئيس خلال حضوره الجمعية العامة للأمم المتحدة وقمة نيلسون مانديلا والاجتماع السنوي لمجموعة الـ 77 والصين، والاجتماع رفيع المستوى لاتفاقية باريس حول التغيرات المناخية – رؤية مصر للعديد من القضايا، وفى مقدمتها مكافحة الإرهاب وإصلاح الأمم المتحدة.
(1)
خلال كلمة الرئيس أمام القمة التذكارية” نيلسون مانديلا للسلام” بمناسبة مرور 100 عام على ميلاده.
تحدثت مصر وأنصت العالم، عرض الرئيس الرؤية المصرية التى تدعو إلى احترام حقوق الإنسان ونبذ العنف والطائفية والقضاء على الفقر وخفض البطالة وتمكين المرأة والاستفادة من طاقات الشباب، وتحقيق غايات ومقاصد ميثاق الأمم المتحدة في تحقيق وصيانة السلم والأمن الدوليين، والحفاظ على قيم التسامح والاحترام المتبادل وتفهم وقبول الآخر.
وبكلمات أنصت لها الجميع قال الرئيس: فمما لا شك فيه أن هناك خللاً في آليات التعاون الدولي أفرزت هذا الواقع الذي نتطلع في إفريقيا لتغييره بالإرادة والمثابرة والشجاعة في اتخاذ القرارات الصعبة.
فلنتحرك معاً وقدماً لتحقيق أهداف هذه القمة التاريخية، ولنسترجع القيم والمثل التي تبناها نيلسون مانديلا عبر مراحل نضاله، ولنجعل هدفنا المشترك هو تمكين شعوبنا من مستقبل أفضل في عالم أكثر سلاماً واستقرارًا.
(2)
ثم تحدثت مصر أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة الدورة الـ 73 فأنصت العالم خاصة أن كلمة الرئيس جاءت بعد القمة المصرية الأمريكية والتي كانت قد سبقتها بيوم وأحد وكذا القمة المصرية الأردنية ولقاء الرئيس بوزير خارجية الإمارات.
جاءت الكلمة المصرية التى أنصت لها العالم جيدا والتف العديد من القادة والرؤساء حول الرئيس عقب إلقاء كلمته.. جاءت الكلمة المصرية مؤكدة على ثوابت السياسية الخارجية للدولة التى تمتلك حضارة وتاريخًا أضاء للعالم، فهى لا تتلون ولا تتلقى إملاءات من أحد إنما هى ثوابت دولة عريقة تؤمن بقضيتها ودورها الاقليمي تجاه أبناء وطنها وأشقائها.
فقد وضع الرئيس المجتمع الدولى أمام مسئولياته وحقيقة الأوضاع التى تعانى منها العديد من دول العالم قائلا” أرى أن علينا أن نعترف بأن ثمة خللًا يعتري أداء المنظومة الدولية، ويلقي الكثير من الظلال على مصداقيتها لدى كثير من الشعوب، خاصة في المنطقتين العربية والإفريقية اللتين تعيش مصر في قلبيهما.
فالدول النامية لا تحتمل العيش في منظومة دولية لا يحكمها القانون والمبادئ السامية التي تأسست عليها الأمم المتحدة، وتكون عرضة للاستقطاب ومحاولات البعض الهيمنة على النظام الدولي وفرض توجهاتهم على أعضاء المجتمع الدولي”.
وجاء عرض الرئيس للمبادئ الثلاث لإصلاح النظام العالمي بمثابة روشته علاج لتشخيص دقيق للحالة التى يعانيها المجتمع الدولى، وما يحتاج إليه من إسراع فى العلاج.
• وكان أول تلك العلاجات هو ضرورة الحفاظ على الدولة الوطنية لأن الذى يتواجد فى الجانب الآخر لا يرسخ سوى للنزاعات والطائفية والعنف والإرهاب.
• أما المبدأ الثانى: الالتزام بإيجاد حلول سلمية مستدامة للنزاعات الدولية. فهى المبرر الأساسي لنشأة الأمم المتحدة.
فجميع الصراعات التى شهدتها منطقة الشرق الأوسط لم يستطع التدخل العسكرى إنهاءها بل ساعد أكثر على الانقسامات وترسيخ العنف وانهيار الدول.
فمصر دائما تنادى بضرورة اللجوء إلى الحل السياسي وأن يكون بين أبناء الوطن الواحد دون إملاءات خارجية.
وقال الرئيس: لا يمكن أن نتحدث عن تسوية المنازعات كمبدأ مؤسس للأمم المتحدة، ومؤشر على مصداقيتها، دون أن نشير إلى القضية الفلسطينية التي تقف دليلا على عجز النظام الدولي عن إيجاد الحل العادل المستند إلى الشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة، والذي يضمن إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية. ومرجعيات الحل العادل ومحددات التسوية النهائية معروفة، ولا مجال لإضاعة الوقت في سجال بشأنها. فالمطلوب هو توفر الإرادة السياسية لاستئناف المفاوضات وإنجاز التسوية وفقا لهذه المرجعيات. وسأكرر هنا ما ذكرته في سنوات سابقة على هذا المنبر، من أن يد العرب لاتزال ممدودة بالسلام، وشعوبنا تستحق أن تطوي هذه الصفحة المحزنة من تاريخها.
• المبدأ الثالث: الالتزام بتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة بوصفها الشرط الضروري لنظام عالمي مستقر، وأفضل سبل الوقاية من النزاعات المسلحة والأزمات الإنسانية.
تحدث الرئيس وأنصت له العالم عندما حذر من أن حجم التمويل ونوعية التسليح والتدريب ووسائل الاتصال التي تحصل عليها الجماعات المتطرفة، فضلا عن التساهل في انتقال وسفر المقاتلين الإرهابيين الأجانب، تشير إلى أنه لا مناص من بناء منظومة عالمية لمكافحة الإرهاب حيثما وجد، ومواجهة كل من يدعمه بأي شكل.
لقد عرض الرئيس خلال حديثة هموم القارة الإفريقية وتأثرها بالتغيرات المناخية مؤكدا على ضرورة تضافر الجهود لمواجهة هذا الخطر الذى يحدق بالجميع.
جاء صوت مصر قويا مسموعا أنصت له العالم وحرص الجميع على إجراء مباحثات مع الرئيس خلال تواجده بالولايات المتحدة الأمريكية وكان على رأس الدول التى حرصت على ذلك هى الولايات المتحدة الأمريكية عندما التقى الرئيس ترامب بالرئيس السيسي بمقر إقامة الأخير معلنا أن مصر شريك استراتيجى فى المنطقة وأن بلاده تدعم مصر فى حربها ضد الإرهاب.