أنا من الجيل اللى «سمع» عن حرب أكتوبر ولم يعاصرها، من الجيل اللى عاش تفاصيلها من خلال أفلام السينما والمسلسلات وكتابات الأدباء والمثقفين والعسكريين، فقد ولدت بعدها بثلاث سنوات، وتشكلت وتكونت هويتى الثقافية وتأثروجدانى بتلك التفاصيل الوطنية الرائعة التى جاءت فى كل هذه المصادر، فلا أنسى ولا ينسى جيلى أفلام الرصاصة لا تزال فى جيبى وأبناء الصمت والعمر لحظة وبدوروالطريق إلى إيلات ومسلسلات رأفت الهجان والثعلب ودموع فى عيون وقحة،غيرالتراث الإذاعى الرائع، كل هذه الأعمال أثرت فى وجداننا جميعا، ولم يكن التأثير فى المصريين وحدهم، بل فى الأمة العربية فلا يستطيع أحد أن ينكر البطل العربى الذى سكن وجدان العرب جميعا وصار رمزا للوطنية العربية «رأفت الهجان».
هذه الأعمال شكلت قوة ضاربة لمصر فى المنطقه كلها، وظلت مصر محتكرة لها لسنوات طويلة وما تزال غير أن هناك محاولات خبيثة تجرى هنا وهناك من أجل خلخلة هذه القوة والتقليل من تأثيرها بل والاستحواذ على جزء من هذه القوة المصرية الضاربة، فلا ننسى المحاولة الباهتة والفاشلة التى قامت بها إسرائيل من خلال فيلم «الملاك» ورغم الفشل الذريع فلم تتوقف المحاولات الإسرائيلية فهناك ما هو أخطر، ذلك الذى أشار إليه أسامة الشيخ الرئيس الأسبق لاتحاد الإذاعة والتلفزيون منذ عدة أيام عن سعى إسرائيل إلى إطلاق 24 قناة فضائية متنوعة باللغة العربية عبر أقمار صناعية «عربية»، وهو ما أشار إليه أيضا المنتج محمد فوزى عندما قال – ونشرت بعض الصحف ما قاله – إنه فوجيء بتواصل سماسرة معه لمعرفة تفاصيل شراء مسلسلات وأعمال قام بإنتاجها،وعلم بأنهم تواصلوا من عدد كبير من المنتجين، مؤكدا أن هناك من اندفع خلف العروض المالية بالفعل،ولا أحد يعرف حقيقة ما يدور.
هذا الأمرفى غاية الخطورة، فقد استطاع المصريون أن ينهوا أسطورة الجيش الذى لا يقهر وعلم الجميع قوة الجيش المصرى عندما يكشر عن أنيابه ويحارب، وباتت إسرائيل على يقين بحجم القوة المصرية وتنوعها وعندما فشلت فى مواجهة القوة العسكرية تريد مواجهة قوتها الناعمة والأخذ من رصيدها، فإن كنا قد انتصرنا فى المواجهة العسكرية وطهرنا سيناء من اليهود ونطهرها حاليا من الإرهاب، يجب أن ننتبه إلى قوتنا الناعمة ونحميها من أى خطر يهددها، فهذا النوع من الحروب الذى بات سمة العصر الحالى هو أخطر من الحروب العسكرية بكثير، لذلك يجب أن ننتبه.
حفظ الله الجيش.. حفظ الله الوطن
صالون الرأي
حروب القوى الناعمة
By amrأكتوبر 05, 2018, 21:30 مالتعليقات على حروب القوى الناعمة مغلقة
1377