رابط الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية

وطن .. بلا مخدرات

2469

مازلت متمسكًا برأيى بأن المخدرات وراء الكثير من الحوادث البشعة والشاذة التى يشهدها الشارع مؤخرا وأنها وراء زيادة معدل الجريمة.. والدليل أنه لا يمر يوم إلا ونجد خبرًا متصدر صفحات الحوادث بالجرائد يوجع القلب لأب قتل أولاده أو لزوج قتل زوجته أو حادث طريق راح ضحيته العشرات أثبتت التحقيقات أن المخدرات كانت وراءها.. هذا ما دفعنى لإثارة هذا الموضوع فى مقال سابق تحت عنوان «ابحث عن المخدرات» حذرت فيه من هذا الخطر الذى يواجه المجتمع لأنه كيف يصل الأمر لأب أن يضحى بأبنائه ويقتلهم بدم بارد بهذه السهولة فإن هذا يعنى أن عقله كان مغيبا.
وما أثرته لا يقلل من الجهود الكبيرة والمضنية التى تبذلها وزارة الداخلية فى مكافحة المخدرات، حيث جاءنى رد من اللواء النشط خالد فوزى مساعد وزير الداخلية للإعلام معقبًا على مقالى وموضحًا جهود الإدارة العامة للمخدرات والحملات التى قامت بها لضبط حائزى وتجار المخدرات خلال الشهور القليلة الماضية والتى أسفرت عن ضبط 1399 قضية اتجار بالمواد المخدرة بلغ إجمالى عدد المتهمين فيها 2128 عثر بحوزتهم على 15 ألفًا و699 كيلو لمادة الحشيش المخدرة و 2002 كيلو لمادة الهيروين و45 مليونًا و821 ألفًا و574 قرصًا مخدرًا لعقار «الترامادول».. يانهار أسود.. فضلًا عن 2 مليون و 98 ألفًا و144 قرصا مخدرًا لعقار «الكبتاجون» و7 آلاف و431 قرصا مخدرًا لعقار «إكستاسى» و66 ألفا و544 قرصا مخدرا وكذلك 9 آلاف و850 كيلو من مادة البانجو و19 كيلو لمادة الأفيون و18 كيلو لمادة الاستروكس المخدرة و3 كيلو لمادة الكوكايين.
والحقيقة، لقد أفزعتنى هذه الأرقام المخيفة التى تم ضبطها فى فترة وجيزة وهو جهد مشكور لوزارة الداخلية.. فما بالنا من الذى دخل البلاد فى الخفاء؟!
لابد أن نعترف بحجم هذا الخطر.. وأن تكون هناك خطة للمواجهة يشارك فيها جميع الأطراف المعنية بالدولة لأنها ليست مسئولية الشرطة وحدها إذا كنا نريد بناء أجيال أسوياء وخاصة أن هناك مبادرة مهمة يتبناها الرئيس السيسى لبناء الإنسان المصرى.. لذا أقترح أن يكون ملف مواجهة المخدرات ضمن هذه المبادرة بجانب الارتقاء بملفى التعليم والصحة.. فمحاربة المخدرات لاتقل أهمية عن محاربة الإرهاب.. فالاثنان يستهدفان تحطيم مصر.
وعمومًا.. فالأمر يتطلب ضرورة زيادة إحكام السيطرة على الموانى والمنافذ البحرية والبرية للحد من المخدرات من المنبع وتشجيع المواطنين على الإبلاغ عمن يتأجر أو يتعاطى عن طريق السرية والاهتمام بالبلاغ، فضلًا عن تغليظ العقوبات لتشمل التاجر والمتعاطى.. إننا نريد أن نكون وطنًا بلا إدمان أو مخدرات.. وتحية خاصة للإدارة العامة للإعلام بوزارة الداخلية للاهتمام وتوضيح الأمور أولًا بأول ممثلة فى قائدها النشط اللواء خالد فوزى.