رابط الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية

شكرًا «ماكرون»

1853

ربما أكون على عكس كثيرين ممن تشائموا وغضبوا من تصريحات الرئيس الفرنسى ماكرون لوكلات الأنباء العالمية قبل المؤتمر الصحفى الرئاسى، وفى أثناء المؤتمر بقصر الاتحادية.
تصريحات ماكرون حول حقوق الإنسان فى مصر وفى شأن المدونين، جاءت جميعها للاستهلاك الفرنسى، فقد جاء الرجل من بلده بعدما كاد يطير من قصر الإليزيه، وأراد أن يغسل ماء وجهه ببعض التصريحات التى لا طائل منها ولا تأثير لها.
فالمسرحية الهزلية المسماة بـ «حقوق الإنسان» قديمة جديدة نعرف أولها وآخرها، ولم تعد تعجب الجمهور، ولم يعد أحد يصفق لها.. وأعتقد أن الستار قد أسدل عليها منذ فترة، ولكن يبدو أن الرئيس الفرنسى لم يعد متابعًا للحركة المسرحية العالمية.
أما الفائدة فيما قاله ماكرون – حسبما أرى – فى تلك الوطنية وهذا الحسم الذى خرجت عليه تصريحات الرئيس عبد الفتاح السيسى خلال المؤتمر الصحفى الرئاسى، فقد كانت فى منتهى الحسم والمنطقية وحملت رسائل عديدة للرئيس الفرنسى والعالم كله على رأسها أن مصر دولة ذات سيادة ولا تقبل تدخلًا من أى نوع فى شئونها، وأنها تخوض حربًا منفردة نيابة عن العالم ضد إرهاب يستمد قوته ووجوده من تلك الدول التى تدعى حماية حقوق الإنسان وحرياته.
كما أن لتصريحات ماكرون فائدة أخرى وهى أن مصر أكدت من جديد على ما أعلنته من قبل بأن حقوق الإنسان ليست فقط حرية كلام، أو حرية إبداء رأى، وإن كانت تحترمها وتصونها وفقًا للدستور والقانون، وإنما هى حقوق أخرى يجب أن تصان، بل ولها الأولوية فى الصون والحماية، وهو ما تفعله مصر حاليًا من العزم والحرص الشديد على البناء والتنمية فى الحجر والبشر، وهو ما أكده الرئيس اختصارًا فى جملة (مصر لا تبنى بالمدونين.. مصر تبنى بالعمل).
كما أن هناك أيضًا فائدة أخرى، أظنها الفائدة الأكبر وفيما قاله «ماكرون» وحقيقة قديمة ملخصها أن الدول الغربية وقبلها أمريكا كانت ولا تزال ويبدو أنها ستظل تبنى وجهة نظرها ومواقفها، خصوصًا فى مثل هذا النوع من الملفات المهمة على بيانات ومعلومات مغلوطة ومفبركة وسطحية وخير دليل على ذلك ما أعلنه النائب العام الخميس الماضى من أدلة تؤكد أن تقرير «هيومان رايتس» كان مبنيًّا على معلومات مغلوطة منشورة على مواقع خبرية عشوائية وكلها معلومات مفبركة.
لقد اكتفنيا من هذا التناول السطحى، وذلك الكيل الغربى «أبو مكيالين» ولم نعد نهتم به ولا نطلق له بالًا أو نعمل له حسابًا.. فما دمنا مثلما أكد الرئيس نفعل ما هو فى مصلحة بلدنا وشعبنا، لن نهتم بأحد أو بشىء غير ذلك، ولعل الجملة الشهيرة التى قالها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر (مادام أمريكا مش راضية عننا.. يبقى إحنا صح).. فعلًا أمريكا والغرب لا يرون ما فعلته مصر وما تفعله إنجازًا.. لا يروق لهم أن تفشل خططهم كلها فى المنطقة.. لا يروق لهم أن تبنى وتعمر وتصبح دولة قوية.. لا يروق لهم أن تساند وتدعم إخوانها العرب والمسلمين.. لا يروق لهم أن تمتلك قرارها.. لا يروق لهم أشياء كثيرة، ولكن نحن المصريين يروق لنا هذا «آخر روقان».




503 Service Unavailable

Service Unavailable

The server is temporarily unable to service your request due to maintenance downtime or capacity problems. Please try again later.

Additionally, a 503 Service Unavailable error was encountered while trying to use an ErrorDocument to handle the request.