صالون الرأي
يسقط الخجل.. يسقط الحياء!
By amrأبريل 02, 2018, 20:17 م
1518
الدول مثل البشر.. لا تعرف الخجل!.. بالطبع ليس كل الدول ولا كل البشر.. وإنما هى التى يغيب عن ضمائرها وقاموس تعاملاتها معنى الحياء..
بالنسبة للدول أمامى دولتان أحدهما مثالا واضحا لانعدام الخجل وقلة الحياء.. تركيا وقطر.. تركيا مصنع الإرهاب والممر الآمن لعبور الإرهابيين من وإلى.. تأتى وتتهم مصر بدعم الإرهاب!.. أما قطر فهى لا تعرف للوقاحة حدودًا.. تدعم الإرهاب بشهادة العالم كله ثم تشكو من مؤامرات بعض دول الخليج عليها وتصرخ بأعلى صوت من حصار السعودية والإمارات ثم تعود فتستسلم لبعض مطالب دول الحصار.
نبدأ بقطر التى نعرف ويعرف العالم كله أنها تلعب دورًا رئيسيًّا فى دعم وتمويل الإرهاب.. قطر فى الحقيقة تركز جهودها فى أكثر من دولة عربية.. مصر، ليبيا، اليمن، ومهما حاولت قطر ومهما حاول أميرها بإنكار ما يقدمه من دعم وتمويل للإرهاب فى مصر – على سبيل المثال – فالعالم كله يعرف أن الإرهاب فى مصر مرتبط بقطر ارتباط الوليد بأمه!
الموقف فى ليبيا أثبت وأكد نفس الحقيقة.. فقد عانت ليبيا كثيرًا عندما كانت قطر تدعم وتمول الإرهاب هناك لكن وبمجرد أن اضطرت تحت ضغوط دولية لتخفيف هذا الدعم وتخفيض التمويل.. بدأ الموقف يتغير وبدأت قوات الجيش الليبى التى يقودها اللواء حفتر فى تحقيق انتصارات عديدة على الإرهابيين. وعندما أعلنت الدول الأربع الرافضة لسياسات قطر الإرهابية مطالبها التى تضمنت إيقاف أنشطة أشخاص وجمعيات إرهابية قطرية.. صرخت قطر بأعلى صوت وقالت بكل وقاحة وبلا خجل أو حياء.. حرام هذا كذب وافتراء.. ليس هناك أشخاص أو جمعيات قطرية إرهابية.. ماذا حدث بعد ذلك.. اعترفت قطر على نفسها بلا حياء أو خجل.
أعلنت ما تسمى باللجنة الوطنية لمكافحة الإرهاب بوزارة الداخلية القطرية قائمة تصنف 19 شخصا و8 كيانات على قوائم الإرهاب.
القائمة التى صدرت هى أول قائمة تصدرها قطر.. ومن أبرز الشخصيات التى ضمتها القائمة القطرى عبد الرحمن عمر راشد النعيمى المدرج سابقا فى قائمة الإرهاب من قبل وزارة الخزانة الأمريكية.. كما تضمنت القائمة 8 كيانات من بينها جمعية الإحسان الخيرية اليمنية وتنظيم داعش وتنظيم ولاية سيناء، بالإضافة إلى 8 كيانات قطرية.
وليس سرًّا أن لائحة الإرهاب التى أعلنت عنها السعودية ومصر والإمارات والبحرين فى يونيو الماضى ضمت أسماء مثل القطرى عبد الرحمن عمر راشد النعيمى، بالإضافة إلى جمعية الإحسان الخيرية فى اليمن الشريك لمؤسسة الرحمة الخيرية التابعة لتنظيم القاعدة ثم باقى المنظمات التى ذكرتها دول الرباعية.
وهكذا تعترف قطر بمطالب الدول الرباعية حول قوائم الإرهاب القطرية.. وكان مفترضا أن يؤدى هذا الاعتراف إلى تحقيق سلوكها تجاه الدول الرباعية.. لكن ماذا تفعل مع دولة فقدت خجلها وفقدت حياءها؟!
العالم كله يعرف أن قطر هى قناة الجزيرة.. وقناة الجزيرة هى قطر.. وعندما تكذب قناة الجزيرة وتزعم أن الانتخابات التى تمت بالخارج كانت قليلة الأعداد مخيبة للآمال ثم تصرخ بهيستيريا طوال اليوم تدعو إلى مقاطعة الانتخابات فى الداخل والتأكيد على أن لجان الانتخاب.. ستكون خاوية على عروشها.. فمعنى ذلك أن قطر نفسها والحكومة القطرية والأمير تميم يسعون بكل ما يملكون من قوة لإفشال الانتخابات المصرية.. ماذا يهم قطر ويهم الأمير شخصيًّا فى نجاح أو فشل الانتخابات فى مصر؟.. ماذا يهم دولة اعترفت بذنبها وأقرت بمطلب الدول الرباعية فيما يتعلق بقائمة الإرهاب القطرية؟.. لا أجد أمامى تفسيرًا إلا أننا نتعامل مع دولة فقدت حياءها وخجلها!
ونترك قطر ونذهب إلى تركيا!
أدانت مصر الأعمال الوحشية التى قامت بها تركيا فى عفرين السورية واعتبرتها احتلالاً غير مشروع من قبل تركيا لدولة عربية.. وقالت مصر فى بيان صادر عن وزارة الخارجية المصرية إن العملية العسكرية التركية المسماة بغصن الزيتون انتهكت حقوق المدنيين فى عفرين وعمقت من الأزمة الإنسانية فى سوريا.
جاء فى بيان الخارجية المصرية أيضًا أن عملية غصن الزيتون قوضت جهود الحل السلمى فى سوريا.
إدانة عملية غصن الزيتون التركية لم تقتصر فى الحقيقة على مصر وعلى الخارجية المصرية ولكن كثيرًا من العواصم الأوروبية وخاصة باريس راحت تتظاهر منددة بالعدوان التركى الوحشى على عفرين السورية.
ولأن تركيا دولة تفتقد الخجل والحياء فقد أصدرت الخارجية التركية بيانًا لم ترد فيه على مظاهرات العواصم الأوروبية ولكنها استهدفت مصر فقط وبيان الخارجية المصرية.. ماذا جاء فى بيان الخارجية التركية؟!
أصدرت الخارجية التركية فى الحقيقة بيانا محملاً بسيل من الأكاذيب وعبارات التطاول للرد على البيان الذى أصدرته الخارجية المصرية حول عملياتها العسكرية فى عفرين الذى كشف حجم جرائم تركيا التى ترتكب هناك.
وأعربت الخارجية التركية فى بيانها عن رفضها للبيان المصرى ونفت ما ورد فيه عن عملية غصن الزيتون وانتهاكها لحقوق المدنيين فى عفرين.
وأضاف البيان مزاعم تركيا التى تقول إن تركيا ساهمت فى الحفاظ على وحدة الأراضى السورية عبر مكافحة منظمة إرهابية انفصالية.
وأضاف البيان أن المنظمة الإرهابية الكردية الموجودة فى عفرين لا يمكن أن تكون جزء من الحل السياسى فى سوريا.
تركيا لم تكتف فى الواقع بهذه المزاعم ووصفتها بالدولة الراعية للإرهاب.. تصور مصر التى تحارب الإرهاب بالنيابة عن العالم كله دولة راعية للإرهاب.. منتهى الوقاحة وانعدام الخجل والحياء.
ثم أن تركيا لم ترد على أغرب إجراء قامت به فى عفرين وهو رفع العلم التركى فوق أراضيها.. لماذا ترفع تركيا العلم التركى فوق أراضى سوريا.. أليس معنى ذلك أن تركيا تريد أن تقول للعالم إن عفرين أصبحت أرض تركية؟!
ليس غريبًا بعد ذلك كله أن يصل التقارب بين قطر وتركيا إلى قيام الأمير تميم بدعوة القوات التركية لإقامة قاعدة عسكرية فى قطر لحماية الأمير وأسرته..
ليس غريبًا ذلك التقارب بين دولتين كلتيهما تدعم الإرهاب وتموله وتساعده، والأهم أنهما يفعلان ذلك.. بلا خجل وبلا حياء!
ليس غريبًا أن تفعل ذلك دولتان ترفعان كلتاهما شعار.. يسقط الخجل.. يسقط الحياء.