صالون الرأي
يا فيديوهاتك.. يا مصر
By amrمارس 03, 2019, 19:02 م
1575
ستبقى صور شهداء حادث محطة مصر فى أذهاننا، تذكرنا بما فعل «السفهاء» فينا.. وما فعله الإهمال بأرواح الأبرياء ممن لا ذنب لهم ولا جريرة.
وستبقى مشاهد الاحتراق ساكنة فى كل شبر برصيف رقم 6 بمحطة رمسيس.. تطالب بالقصاص ممن تسببوا فى إرهاق أرواح هؤلاء الأبرياء وتناشد أصحاب الضمير الحى بألا تضيع حقوق دمائهم مثلما ضاعت لمن سبقوهم.
«2»
.. بقدر الحرقة والحزن على أرواح شهداء الحادث كان الغضب من برودة سائق القطار «القاتل» فقد كانت برودته تكفى لإطفاء نيران القطار وتزيد.
لقد أشعل حديث هذا السائق وطريقة كلامه وحركات جسده النيران فى قلوب كل المصريين مثلما أشعلها إهماله فى القطار، كما أنها أشعلت علامات استفهام كثيرة بسبب كثرة المتناقضات فهل كل ما قاله حقيقة وهل ما قاله هو كل الحقيقة؟..
وهل كان يعلم أن بكلامه هذا يهرب من جريمته ويحولها إلى مجرد «جنحة» إهمال العقوبة فيها قد لا تتعدى الثلاث سنوات، صديقى المستشار ميشيل حليم أكد لى أن السائق حسب القانون قد يحاكم بتهمة القتل والإصابة الخطأ، وهى عقوبتها من 3-5 سنوات وفى الظرف المشدد قد تصل إلى 7 سنوات سجنًا، مؤكدًا أن العدد الكبير للشهداء يتوفر معه الظرف المشدد للحُكم، وأشار أيضا المستشار ميشيل إلى أن التحقيقات ماتزال مستمرة وقد تسفر عن مفاجآت تحول دفة القضية باتهامات جديدة ومتهمين آخرين.
«3»
كنا نتعجب من ذلك الهوس الذى أصاب كثيرًا من المصريين «هوس التصوير» خاصة فى الحوادث الكبرى والكوارث التى كنا نشاهد بعدها كمًّا هائلًّا من الصور والفيديوهات تنتشر بطريقة مريبة على شبكات التواصل، أما «العجب العجاب»، هو الفيديوهات التى تنتشر بعد الحوادث وتكون من كاميرات مراقبة رسمية، فما شاهدناه يوم الأربعاء الماضى أمرًا غريبًا جدًا فمن أين جاءت الفيديوهات التى صورت الحادث بعد دقائق من وقوعه، وهى فيديوهات صورتها كاميرات المراقبة الخاصة بهيئة السكة الحديد.
من الذى أخرج هذه الفيديوهات من سربها؟.. أليست هذه فيديوهات رسمية.. أليست هذه حادثة راح فيها ضحايا كثيرون وأصبحت دليلًا فى التحقيقات لا يجب أن يقترب منه أحد ولا يراه أحد غير جهات التحقيق المختصة.. فمن الذى يسرب ولمصلحة من، ولماذا لا تتخذ الإجراءات القانونية ضد هؤلاء لمعرفة من هم ومن ورائهم؟.. ذلك التصرف ليس فقط انتهاكًا للقانون وإنما انتهاكًا لإنسانية الضحايا وقتل بطىء لذويهم وأهاليهم الذين شاهدوهم وهم يحترقون فى مشهد يشيب شعر الوليد، أليس هذا قتلا معنويا وإنسانيا يستوجب المحاكمة؟.
«4»
الشماتة التى رأيناها مع شبكات التواصل الاجتماعى وفى قنوات الإخوان بتركيا وقناة الجزيرة، لم تكن غريبة فقد اعتدنا منهم ذلك ولم نعد نهتم، ولكن ما أثر فى النفس كثيرًا هو ذلك الشاب الذى وقف يلتقط «سيلفى» مع القطار المحترق وكأن ما حدث حوله مجرد مشهد فى فيلم أكشن رآه واستمتع به وقرر أن يخلد الذكرى معه.
«5»
إن كان الشاب صاحب «السيلفى» قد أحبطنا جميعا، فإن الشاب الذى شارك فى إطفاء عدد كبير من ضحايا الحادث «بجيركن» المياه والبطاطين نموذج مشرف ووطنى يثلج صدورنا جميعًا بعدما غلها ذلك «السيلفى».
حفظ الله الجيش.. حفظ الله الوطن