كتب : محمد أمين
في يوم الشهيد :
جاء اختيار يوم 9 من مارس يوما للشهيد في يوم استشهد الفريق عبدالمنعم رياض رئيس أركان حرب القوات المسلحة خلال تواجده في الخطوط الأمامية عام 1969.
نعاه الرئيس عبد الناصر ومنحه رتبة الفريق أول ونجمة الشرف العسكرية، واتخذت العسكرية المصرية من هذا اليوم يوما للشهيد المصري.
لقب الفريق عبدالمنعم رياض بالعديد من الألقاب منها «الجنرال الذهبي». قبل استشهاده استشهد العديد من أبناء القوات المسلحة وهم يزودون عن الدولة المصرية ويحافظون عليها، واستمرت التضحيات ومازالت الأجيال تتواصل جيلا بعد جيل، تؤكد قول الرسول صلى الله عليه وسلم فيهم «خير أجناد الأرض» ومن ثمانية وأربعين مرورا بـ 56 و67 و73 وانتهاء بالمعركة، مصر في مواجهة الإرهاب على مدى 6 سنوات يواصل الإبطال والشهداء تقديم الدماء والأرواح فداء للوطن، وحفاظا على مقدراته.
خلال السطور القادمة نستعرض بعض من فيض بطولات وحكايات الأبطال في أرض الرباط (سيناء).. أجيال من الإبطال لا يعرفون سوى هدف واحد «النصر أو الشهادة» شعارهم «قالوا نموت ولا يدخل مصر خسيس وجبان».
تمنى الشهادة.. فنالها
تربى الشهيد النقيب محمد صلاح محمد إسماعيل فى منزل يقدس الوطن؛ فوالده العميد متقاعد صلاح محمد إسماعيل؛ ولد محمد عام 1986 فى «قلته» بحى غرب أسيوط. وهو الابن الأكبر.. شاب بار بوالديه.. كان متفوقا فى كل مراحل الدراسة محبوبا وسط زملائه، حصل على الثانوية العامة عام 2004 وأراد الالتحاق بالكلية الحربية، مثل والده الذى كان مثله الأعلى، تقدم بأوراقه إلى مكتب تنسيق القبول بالكليات العسكرية واجتاز الاختبارات المحددة لينضم إلى مصنع الرجال ويتخرج ضمن أبطال الدفعة 101 حربية يلتحق بسلاح المدفعية متوسطة المدى ضمن رجال الجيش الثالث الميدانى، ثم انتقل إلى المنطقة الجنوبية العسكرية عام 2009 وفى عام 2015 نقل إلى الجيش الثانى الميدانى وشارك فى عملية حق الشهيد (4،3،2،1) وكان كثير الحديث عن الشهداء من الأبطال الذين شاركوا فى العمليات، ودائما ما يقول: «يا ليتنى كنت من بينهم».
عندما تحدث معه والديه لكى يتزوج كان رده دائمًا «ربما أكون من الشهداء» وطلب من والديه أن يتزوج شقيقه الأصغر «أحمد» بدلًا منه وبالفعل تزوج شقيقه.
كان محمد شابا وقائدا خلوقا، أحبه كل من تعامل معه من الجنود والضباط، شارك النقيب محمد ضمن القوات التى قامت بتطهير جبل الحلال.
وفى صباح يوم 7 يوليو 2017 كان الشهيد ضمن قوة كمين البرث التى سطرت ملحمة بطولية فى المعركة ضد الإرهاب، وخلال المواجهات مع العناصر التكفيرية قال النقيب محمد صلاح وهو يبلغ إشارة للقيادة «دكوها يا فندم ولا يدخل بلدى خسيس وجبان».
«تمام يا فندم أضرب إحداثى النقطة».
القيادة: أنت بتقول إيه يا سيادة النقيب؟!
محمد صلاح: يا فندم أنا المسئول.. أغلب أفراد النقطة أستشهدوا والتكفيريين خلاص داخلين النقطة وهيطلعوا المبنى أضرب يا فندم النقطة بعد أذنك.
القيادة: «يا ابنى أنت لسه عايش»!
محمد صلاح: يا فندم طالعين على السلم هيرفعوا علمهم على النقطة وهيمثلوا بجثامين زملائى أرجوك يا فندم أضرب إحداثى النقطة علينا.
لقد صدق الله فصدقه الله ونال الشهادة.. تأتى طلقة تخترق جنب البطل محمد ويستشهد قبل وصول الدعم وهروب التكفيريين بلحظات لينال أعظم وسام.
أمير الشهداء
ابن بنى سويف الشهيد العقيد البطل محمد هارون الذى جعل الإرهابيين يفكرون ألف مرة فى مهاجمة كمينه لعلمهم بالتحول السريع للكمين من حالة الدفاع لحالة الهجوم ونظرا لتمييز الكمين وقوته الشديدة أطلق عليه كمين هارون.
البطل هارون كان دائما يحدث خسائر كبرى فى صفوف الإرهابيين ويغتنم أسلحتهم ووفقا لشهادات جنوده فقد كان دائما فى مقدمة الصفوف عند الهجوم وفى آخر الصفوف عند الانتهاء وكان لا يجبر جنوده على الخروج معه فى المأموريات بل كان يقول من يريد الموت معى حتى يعرف الجندى أن الأمر جد وشهادة وكان الجميع يستجيب لدعوته.
البطل هارون ظل اسمه مصدر رعب وحسرة عند كل تكفيرى يسمع اسمه وذلك لما قام به من بطولات ضدهم فى قلب معاقلهم مما دفعهم لتوزيع منشورات بقرية الجورة تحمل صورته مرسومة باليد وحول عنقه حبل المشنقة ووضع مبلغ مالى ضخم لمن يرشد عنه وأقاموا الأفراح عقب استشهاده وإطلاق الأعيرة النارية، من البطولات والمعارك التى قام بها الشهيد ورجاله صد 16 هجومًا مسلحًا وعنيفًا على كمين الجورة العسكرى خلال سنه ونصف السنة.
فك 45 عبوة ناسفة مزروعة بالطرق لاستهداف الجيش والشرطة فى يوم واحد.
معركة الهجوم على كمين أبو رفاعى يوليو 2015
قال عنه الفريق صدقى صبحى وزير الدفاع السابق إنه لم يكن مجرد قائد بل أنتج قيادات من تحت إدارته.
استشهد بعد أن سطر بدمائه العديد من البطولات على أرض سيناء جعلت من اسمه مصدر رعب لكل إرهابى وتكفيرى وطأت قدمه أرض الوطن، فهو الضابط الوحيد الذى احتفلت جماعة أنصار بيت المقدس الإرهابية باستشهاده بعد أن هددته بالقتل فى السابق، وفرح معهم عدد من قيادات جماعة الإخوان الإرهابية.
ولعل أبرز تلك البطولات هى التى ظهرت يوم معركة الشيخ زويد فى ١-٧-٢٠١٥، حيث تم الهجوم على عدة مقار أمنية بتوقيت متزامن ، وزرع الطرق بينهم بالألغام والعبوات الناسفة تقييدا لحركة الدعم والمساندة وحسب رواية داعش نفسه على تويتر جرى تعامل أيضا مع الطيران، فقد كانت حربا حقيقية، ولكن عندما سمع استغاثة بين قوات الدعم وبين أحد الأكمنة الباسلة والتى صمدت لساعات أمام التنظيم الإرهابى.
لبى الشهيد النداء وخرج من مكانه لدعم الكمين الأمر الذى تسبب فى إرباك صفوف الإرهابيين لأنهم لم يكونوا يتوقعون أن يأتى أى دعم فى وقت قريب للكمين المحاصر وخاصة فى ظل زرعهم لعبوات ناسفة كثيرة فى الطريق أصابت إحداها سيارة الشهيد ولكنه نجا منها ووصل إلى الكمين وتسبب فى هروب الإرهابيين ثم قام بعدها بإجلاء زملائه المصابين.
لقبه أحد اللواءات بسيناء بلقب أمير الشهداء الذى أعتز به كثيرا، والسبب تواضعه وتعدد مواقفه الإنسانية التى انفجرت على ألسنة جنوده وأصدقائه وجيرانه وقياداته وأهل سيناء وكل من تعامل معه، وملخصها أن الجميع يشهد له بالشهامة والكرم وبذل النفس لخدمة الغير بلا مقابل.
قال عنه أحد أبناء سيناء: «نحن البدو مر علينا آلاف الضباط ولكن هذا الضابط الصعيدى أبهرنا بأخلاقه وحسن تعامله قبل كونه قائدا عسكريا له هيبته، وذكر لى مثالا عن سوق الجورة الذى فضه الإرهابيون ذات يوم وغضب الباعة والمشترون من وقف الحال وتعطيل الحياة اليومية، وذهب بعضهم للشكوى للمقدم هارون.
اعتقد الجميع فى البداية أنه فخ من داعش وكانوا يريدون دراسة الأمر قبل اتخاذ أى خطوة إلا أن الشهيد ركب سيارته فورا وجمع القوة وانطلق نحو السوق بشجاعة، وظل الشهيد متواجدا بنفسه مع القوة تاركا للبائعين والمشترين والبسطاء حرية الشراء والبيع، وعمت الفرحة قرية الجورة، ويومها مال أحد الضباط متوجسا من الأمر على أذن الشهيد قائلًا: ربما يكون أحد من التكفيريين مندسا بالسوق؟ فرد الشهيد بهدوء وثقة: لعل دعوة أحد المساكين هؤلاء الذين ساعدناهم تنجينا من شر هؤلاء الأشرار».
وقع اشتباك مع أحد الإرهابيين وأصيب التكفيرى فى تبادل إطلاق نار، ليقترب منه الشهيد فيجده ينازع فينظر التكفيرى له طالبا ماء فيأمر له الشهيد بالماء وسط دهشة وغضب وتأثر الجنود، ثم قام الشهيد بسقى من كاد يقتله ماء ولقنه الشهادتين، وهذه فروسية نادرة يعلمها عن الشهيد كل من يقترب منه.
يوم استشهاده قرر أن يجلى جنوده ويبعدهم جميعا لينال الشهادة وحده متأثرا بعبوة ناسفة انفجرت فيه يوم 13 ديسمبر 2015.
خذل الله التكفيريين على يديه
إنه البطل الرقيب أول أحمد ممدوح الذى نجح قبل استشهاده، فى تصفية أمير التكفيريين (فهد أبو حنيف) بالشيخ زويد، خلال معارك ضارية بسيناء.. وتمكن الشهيد من خلال مدفع نصف بوصة من تدمير 3 سيارات ربع نقل كروز يستقلها 15 إرهابيا، بينهم القتيل الإرهابى فهد أبو حنيف، وتم التعرف على هويته وشوهدت جثته مقطعة أشلاء.
وكانت قوات الجيش رصدت حديث الإرهابى فهد أبو حنيف قبل مقتله فى جهاز اتصال موتوريللا، وقال لأعوانه «اليوم يومنا إما الانتصار أو الانكسار». وقد خذلهم بمقتله على يد البطل أحمد ممدوح الذى واصل إطلاق النار رغم إصابته بشدة فى أول المعركة واستشهد نتيجة النزيف الشديد من إصابته قبل إسعافه.
الشهيد الصائم ..
الشهيد الصائم .. مات في شهر مولده
كان محور اهتمام أصدقائه كان يقوم بتجميعهم فى جميع المناسبات وكان لا يبخل على أحد منهم بالنصيحة أو المساعدة وكذلك كان دائم السؤال عن أقاربه
كان خاطب عروسة من أسرة محترمة جدا وشقته كانت جاهزة للزواج بعد إتمام زواج أخوه الأكبر مباشرة ولكن مشيئة الله سبحانه وتعالى، إنه الشهيد الملازم أول عمرو عبدالجيد من أبطال الدفعة 109 حربية استشهد صائما يوم 25 رمضان وصليت الجنازة يوم الجمعة 26 رمضان وكانت أول ليلة له فى قبره ليلة 27 رمضان .
عمرو لم يترك جنازة لأحد الشهداء إلا وشارك فيها كما كان دائم التردد على مستشفيات القوات المسلحة والشرطة هو وزملائه الذين كان يقوم بتجميعهم لزيارة مصابى العمليات من الضباط والجنود
ولد يوم ٦ رمضان الموافق ١٣ ديسمبر ١٩٩٤، عرف بالأدب الجم، مطيع لوالديه، كان متفوقًا منذ الصغر يعشق الرياضة والقراءة ويتمنى أن يكون ضابطًا فى الكلية الحربية، عاشقًا لها، فاجتاز الاختبارات بنجاح، وترك كلية الحقوق فى السنة الثانية ليلتحق بالكلية الحربية،
وأثناء تواجده فى الكلية كان يصر على إيقاظ أصدقائه لصلاة الفجر ويؤمهم، وكانت لديه أجندة خاصة يكتب فيها عدد الصلوات التى فاتته نظرًا لظروف العمل فيقوم بجمعها ليلًا مع صلاة قيام الليل.كتب فى الرغبات «حرس الحدود»
لدية ثلاثة من الإخوة «عبدالله» يعمل بأحد البنوك، و«على» بكلية التربية الرياضية، وشقيقته الصغرى «ولاء» أيضًا بكلية التربية الرياضية، حيث كان يعشقها ومرتبطًا بها ارتباطًا كبيرًا كأنها ابنته، بالرغم من فارق السن، فكانت تنتظر إجازاته بفارغ الصبر حيث يقوم بعمل جوالات ترفيهية لها ودخول سينما ومسارح، كان يطلب دائمًا الشهادة ويتمناها، خاصة عندما شارك فى جنازة صديقه ورفيق دربه بالدفعة ملازم أول إسلام كركيت، وقال لوالده أثناء الجنازة «لا تحزن ابنك فى مكانة عالية» وطلب منه الدعاء لأنه سيكون الشهيد القادم، وبالفعل استشهد بعده بشهرين.
فى آخر إجازة له حضر خطوبة ابنة عمه، وزواج ابنة خاله، وكان الجميع من الأهل والأقارب وشاهد الجميع وسلم عليهم وكأنه يودعهم، وفِى يوم انتهاء إجازته قررت والدته أن تمكث معه وتقوم بتجهيز الطعام والعصائر حيث كان فى رمضان.
وأثناء توديعه لوالدته ظل ينظر إليها كثيرًا ويتأمل ملامحها ، لدرجة أن والده لاحظ وقال متعجبًا «هو فى حاجة، إنتى زعلانة من عمرو؟» فردت عليه «عمرو نسمة هو بيزعل حد» وكرر النظرات ثانيًا وثالثًا فقبض قلب والدته وسلمت عليه وقالت له «أنت هاتقضى العيد فى الجيش؟» قال: «لا هاجى قبل العيد يا أمي».
وفى يوم استشهاده أيقظ الجميع لصلاة الفجر جماعة، ففى هذا الْيَوْمَ قام وزملاؤه بتأمين الحدود من خلال دورية مكونة من سيارتين ومعه الرائد محمد همام لتأمين الحدود بمناسبة ذكرى ثورة ٣٠ يونيه، وتم التعامل مع ٥ سيارات دفع رباعى محملة بالأسلحة والذخيرة والصواريخ كانوا فى طريقهم لتنفيذ عملية إرهابية كبيرة، وتخريب البلاد داخليًا، وإفشال احتفال مصر بالثورة، وزعزعة الأمن والاستقرار.
وتم تعامل الرائد محمد همام مع سيارتين انفصلا بعيدًا عن باقى السيارات مما أدى إلى استشهاده وتعامل الشهيد عمرو عبد الجيد مع ثلاث سيارات وظل يقاتل حتى آخر رصاصة، وكان مقبلًا لا مدبرًا، حيث قتل ثلاثة من الإرهابيين إلى أن أصابته رصاصة نصف بوصة أدت إلى استشهاده.
وقامت القوات الجوية بمهاجمة السيارات قبل دخولها الأراضى الليبية مما أدى إلى مقتل ٢٣ إرهابيًا وتدمير السيارات بالكامل، وإفشال العمليات الإرهابية لتنعم مصر بالأمن والأمان.
صاحب أطيب قلب
صاحب المقولة الشهيرة « القائد إن لم يخف على من تحته لن يبقى قائدا» إنه الشهيد العقيد أح/ مراد فتحى محمود عبد العال، ولد بمدينة المنصورة والتحق بالكلية الحربية، وتخرج منها فى الدفعة 92 حربية، انضم إلى سلاح حرس الحدود وهو من الأسلحة التى لها مواصفات خاصة فى اختيار الضباط والأفراد، عرف الشهيد بدماثة الخلق بشهادة الجميع قيل عنه إنه أطيب وأحن قلب كان شديد الحرص والخوف على عساكره بشهادتهم ساهم فى ضبط ومنع كميات كبيرة من المخدرات من الدخول إلى البلاد بالإضافة إلى الحد من عمليات التهريب خلال المنافذ التى عمل بها كان على موعد مع الشهادة أكثر من مرة فقد كان على بعد خطوات من تفجيرات سابقه آخرها قبل استشهاده بسبعة أشهر فى إحدى المطاردات للعناصر الإرهابية تم الاشتباك بينه وبينهم وتم إطلاق كم هائل من الرصاص والقذائف عليه وعلى من معه من عساكر ولكنه قاتل بكل شجاعة واستبسال واستطاع أن يعود سالما هو ومن معه دون إصابات تم تكليفه بملاحقة العناصر الإرهابية المتسببة فى حادث أتوبيس المنيا الإرهابى فى صحراء الواحات البحرية.
قال عنه أحد جنوده: «كان نعم القائد كأنه يخاف من قلبه على أى روح متعلقة فى رقبته، الله يرحمه ويدخله الفردوس الأعلى كان قائدى ومازال قدوتى فى الحياة أنا خدمت معاه فى إحدى كتائب حرس حدود وكنت من أقرب الناس ليه كان دائمًا يتعامل بينا بالحسنة والابتسامة كنت أتمنى ما يفارقنيش لحظة ومن أرجل الناس فى الدنيا كان دائما يتحدى أى حد علشان رجالته ودايما يحترمنا ويكبر بينا قدام القادة والناس.
ربنا يرحمه كنت أما أعرف إنه جى «النقطة» لينا زيارة كنا بنبقى مبسوطين والله من شده احترامه وذوقه معانا بجد فعلا كان نعم الأخ.
وأضاف الجندى أحمد: «أتذكر آخر موقف جالنا «النقطة» بالليل متأخر وكنت أنا الخدمة وفضل يقولى خدوا بالكم من نفسكم واحموا بعض وربنا معاكم خوفه ع العسكرى كان بيخلينا نبقى ملهوفين إننا نشوفه ونسلم عليه.
رمايته كانت رماية قناص وكنت دايما افتخر قدامه وأقوله يا فندم بيشبهونى بيك يضحك بصوت عالى ويقولى ديتها أول دورية وهقتلك كل طموحاتك دى بس مجتش الدورية اللى بعدها وطلعنا مكانه المداهمة وورانى فعلا معنى الرجولة والبطولة والتضحية حتى لما قولت له: «يا فندم إلبس الفيست الواقى من الرصاص انت الوحيد اللى لسه ملبستوش».. قال لى:«طلقة آيه يا أهبل دى اللى ألبسلها فيست بس اللى يضربها يبقا راجل بس ويفكر يضربها وأنا هقسمه اتنين».
كان الشهيد مراد فتحى قائد كتيبه فى سلاح حرس الحدود, استشهد بطلا فى 31 مايو 2017 صائما أثناء اشتباك مع إرهابيين بالمنطقة الجبلية المتاخمة لطريق «المنيا – الباويطى» و«القاهرة – الباويطى» بمنطقة الواحات بمحافظة الوادى الجديد.
رئيس مباحث الغلابة
رئيس مباحث الغلابة.. هكذا كان يلقب الشهيد البطل المقدم مصطفى لطفى رئيس مباحث قسم ثان شبرا الخيمة الخلوق المحترم الذى عرف بتفانيه وحبه لعمله ووقوفه بجانب أصحاب الحقوق فأطلق عليه أهالى شبرا الخيمة رئيس مباحث الغلابة.
قالوا عنه: «لم نجده يوما يظلم أحدا وكان يدافع عن المظلوم ويأتى له بحقه» استشهد فى ٣ مارس ٢٠١٦ من أجل أن ضبط عصابة خطيرة قامت بقتل زميله الشهيد إيهاب إبراهيم جورج معاون مباحث مركز الخانكة و٣ من رجال الشرطة.
ولد المقدم مصطفى لطفى بقرية شنشور مركز أشمون بمحافظة المنوفية والتحق بكلية الشرطة فكان متفوقا فى دراسته خلال سنوات الدراسة بكلية الشرطة وكان مثالا فى التفانى والإخلاص فى العمل.
تاريخ الشهيد حافل بالكثير من إنجازاته فى مجال عمله فى عام ٢٠١٣ رفض مليونى جنيه، رشوة عرضها عليه تاجر خمور، ليقوم بمساعدته وتأمينه فى التنقيب عن الآثار، أسفل أحد المنازل بالمنطقة.
عقب استشهاده قام الكثير من أهالى شبرا بوضع بوسترات لصوره على جدران منازلهم ومحلاتهم عرفانا بالشهيد الذى ضحى بحياته.
الشهيد كان خاطب ويستعد لزفافه رحم الله شهيد الوطن رحم الله رئيس مباحث الغلابة.