ما حدث فى مستشفى بنها الجامعى بعد الإفطار فى أول أيام شهر رمضان المعظم ليس إلا أزمة أخلاق لم يعد مقبولا استمرارها.. فلم أعد أتذكر عدد المرات التى اعتدى فيها أهالى المرضى على طاقم الأطباء والممرضين.. ودون اكتراث بوجود الأمن أو غيابه.. سوى هذه المرة فى ذروة أيام الفوضى فى عام 2012 والتى أعقبها إغلاق الاستقبال لأجل غير مسمى.. إلا أن هذه المرة هى الأغرب.. فبعد استقرار الدولة.. وعودة الأمن إلى حالة طيبة.. ورغم روحانيات الشهر الكريم التى نذوب فيها جميعا يحدث هذا الاعتداء.. والذى جاء كما تناقلت الأنباء من جانب أسرة ريفية توفت مواطنتها نتيجة اعتداء زوجها عليها.. وعندما رفضت إدارة المستشفى تسليم جثمانها قبل اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة فى مثل هذه الحالات ثار مرافقوها وقاموا بتكسير حجرة الاستقبال وإصابة طبيب شاب ومشرف تمريض يخضعون حاليًا للعلاج من الإصابة.. ووسط استياء شديد من زملائهم.. وقد سبق هذه الواقعة بشهر حادث مماثل فى استقبال قصر العينى.. وهو مايؤكد أننا أمام ظاهرة تستوجب المواجهة.. والبحث عن حلول لمنع تكرار حدوثها.. خاصة وبعد أن خصصت وزارة الصحة خطا ساخنا لاستقبال شكاوى المرضى.. وتوفير أسرة بالعناية المركزة.. وتوفير نواقص الأدوية.. والتى يجب على كل المستشفيات الإعلان عنها بوضوح فى صالات الاستقبال.

لن أنحاز فيما حدث لطرف على حساب آخر.. ولكنها كلمة حق لاخير فينا إن لم نقلها.. ولاخير فى أهالى المرضى والأطباء إن لم يسمعوها.. فعلى أهالينا أن يعلموا أن المستشفيات دور للعلاج وليس للعدوان.. وأن استخدام الأيادى همجية لاتليق بنا.. وعلى شباب الأطباء الموجودين بأقسام الاستقبال فى كل المستشفيات أن يضعوا قسم أبوقراط نصب أعينهم عند استقبال المرضى.. وأن يعلموا أن إغاثة الملهوف ثوابها عظيم عند الله.. وأتمنى من الدولة تشديد الإجراءات الأمنية.. ومنع دخول مرافقى المرضى.. وأن تتم الزيارة عبر شاشات كما هو متبع فى مستشفيات القوات المسلحة.. وتوجيه رجال الدين للتصدى لهذا السلوك.. وقبل كل ذلك بدء تدريس منهج بالمدارس يركز على أخلاقيات التعامل يوضح الحقوق والواجبات مرتبطا بالمسئولية القانونية الواقعة على كل من يخالف.