زيارة الرئيس لبيلاروسيا ورومانيا فى إطار جولاته لدعم العلاقات بين دول العالم ومصر فى كافة المجالات لها مؤشرات عديدة وانعكاس على التعاون مع هذه الدول.
والحقيقة أن الفترة منذ ولاية الرئيس الأولى وحتى الآن تعكس مدى اهتمام القيادة السياسية بعودة الصورة الذهنية لمصر لدى العالم من مكانة واستقرار وبناء الدولة ومحاربة الإرهاب.
هذه الزيارات تنعكس على مصر فى مجالات عديدة، أهمها أن مصر عادت بقوة لدورها الرائد فى المنطقة العربية والعالم، وتستطيع أن تقدم الكثير.. واستثمار هذه الزيارات واضح جدًا فى المجال السياسى، وفتح العلاقات وغيرها وزيارة دول من رئيس مصر لأول مرة.. وتدعيم العلاقات مع دول العالم شرقها وغربها.. بدءًا من المستوى العربى، ثم الإفريقى انطلاقًا إلى قارات العالم.. أوروبا وآسيا وأمريكا.
وأؤكد أن ثمار الزيارات تظهر فى تقدير دور مصر العائد من جديد، وكذلك تصديها للإرهاب وانفتاحها على العالم للاستثمار فى كافة المجالات الصناعية والزراعية والسياحة العلاجية والإسكان والبنية الأساسية من كهرباء وطرق وقناة السويس والأنفاق والسكك الحديدية والطاقة الجديدة والمتجددة.
والعديد من الاتفاقيات التى وقعت مع حكومات هذه الدول لتطوير التعاون فى كل المجالات، خاصة على مستوى القطاع الخاص ومؤسسات الدولة المختلفة.
من ثمار هذه الزيارات، التعاون مع أكبر الشركات الألمانية «سيمنس» فى إنشاء وتطوير محطات الكهرباء، مما أدى إلى زيادة إنتاج الطاقة الكهربائية وتوفير احتياجاتنا المحلية اللازمة للاستخدام، وكذلك المصانع وخدمة المشروعات الاستثمارية.. وامتدت إلى الطاقة الجديدة والمتجددة وطاقة الرياح والطاقة الشمسية وبناء أكبر محطة للطاقة الشمسية فى بنبان بأسوان، وهذا نتاج الانفتاح والتعاون مع الشركات العالمية والاستثمار فى مجال الطاقة وثقة فى الاقتصاد المصرى، وقد عرضت إحدى الشركات العالمية الماليزية شراء وتشغيل محطات «سيمنس» العملاقة والاستثمار فى مجال الطاقة بمصر.
لم يكن التفكير نمطيًا ولم يكن الاستثمار والصناعة والتطوير فى قلب العاصمة أو بعض المحافظات، ولكن امتد التعمير إلى كل محافظات مصر من طرق وإسكان ومشروعات صغيرة ومتوسطة.
وتحسنت مؤشرات الاقتصاد المصرى والأداء من قبل مؤسسات تقييم الأداء العالمية.. وهذا يعطى انطباعًا للمستثمر أن بمصر مناخًا جديدًا يستطيع أن يستثمر أمواله بنجاح.
فى الجانب الإنسانى مشروعات الإسكان وتطوير المناطق العشوائية والذى ساهم حتى الآن فى توفير سكن ملائم لسكان المناطق العشوائية.
نستطيع أن نتحدث فى الكثير والكثير، ولكن لا ينبغى أن ننسى أن إعادة البناء عملية صعبة ومكلفة، فما بالك أنها تتم فى نفس الوقت حرب ضروس ضد الإرهاب نجحنا فيها داخل مصر وحماية حدودنا، وأيضًا فى سيناء للقضاء على المتسللين من داعش وغيرها من سوريا والعراق لاستنزاف مقدرات الاقتصاد المصرى.
ولكن مصر تسير فى الاتجاهين فى وقت واحد، وأيضًا دعم وتطوير قدراتنا العسكرية لجيشنا وشرطتنا لحماية حدودنا والزود عنها ضد كل من تسول له نفسه التفكير فى الاعتداء على أرضنا أو جنودنا، وقد قدمنا أرواح الشهداء، فهى معركة مصير وبناء واستقرار وتنمية فى آن واحد.
انعكس ذلك على معدلات التنمية، وأيضًا على عودة السياحة وثقة السائح فى الأمن المصرى، ودارت العجلة.. عجلة التنمية والاستثمار والإصلاح وبدأ الجنيه يسترد عافيته فى الأسواق وأمام الدولار، فخلال شهرين فقد الدولار أكثر من مائة وأربعين قرشًا أمام الجنيه.. وهذا مؤشر جيد.
ولكن مازال أمامنا تحديات كبيرة، وأهمها استثمار هذه الزيارات المكوكية للقيادة السياسية الاستثمار الأمثل، وأن تكون هناك أجهزة واعية تعمل بشكل دءوب على استغلال فتح هذه القنوات لإيجاد سبل وأسواق جديدة للمنتجات المصرية والميزة النسبية فى الأسعار وطرق النقل والاتفاقات الجديدة، خاصة فى الدول العربية وإفريقيا.
إفريقيا الحلم
إن الأسواق الإفريقية أسواق كبيرة وواعدة لمصر وللعالم كله، فبعد فترة انقطاع ليست بالقصيرة عدنا.. ولكن لن نكتفى بدور المقاولون العرب والسويدى فى المشروعات التى يقومون بتنفيذها مثل سد تنزانيا وغيرها من الطرق وأعمال الكهرباء.
فدول القارة الإفريقية تحتاج إلى كثير من مشروعات البنية الأساسية، مثل الطرق وأعمال الكهرباء والإسكان وأهم شىء الخدمات والرعاية الصحية، ولمست ذلك فى زيارة إلى كينيا ودار السلام بتنزانيا، وسمعت من ممثلى العديد من الدول الإفريقية أن الطبيب المصرى يتمتع بسمعة عالية، وتحتاج هذه البلاد إلى مستشفيات وخدمات علاجية أعتقد أن لدينا العديد من المشروعات الطبية الخاصة من أصحاب المستشفيات والاستثمار فى الطب فى مصر يمكنه أن يستثمر ويمتد عمله وعلاقاته إلى سائر عموم إفريقيا، كذلك الدواء المصرى وشركات الأدوية أن تنظم رحلات وحملات ترويجية للمنتج المصرى من دواء وغيرها من مستلزمات المستشفيات، وأيضًا مشروعات الإسكان التى نستطيع أن نقدم خبراتنا فيها لهذه الدول ودخول شركاتنا فى مناقصات للأبنية سواء للهيئات أو الإسكان الاجتماعى.
السوق يحتاج إلى الكثير من الخبرات والعمالة المتوافرة لدينا، وأيضًا نوع من المغامرة والتحرك السريع.. لأن هناك العديد من الدول سبقتنا إلى ذلك.
مازال أمامنا الطريق مفتوحًا لدخول كل الدول الإفريقية فى مجالات كثيرة، وأهمها الإعلام والثقافة، فلا بد من التعاون الثقافى والإعلامى بين مصر وإفريقيا، وأن يعرف شعوب القارة ما هو الجديد فى مصر فى كل المجالات، وأن تكون مصر قبلة إفريقيا، ليس بالكلام والأغانى، ولكن بما لدينا من خبرات وإنتاج وثقافة.
لماذا لا نسوق أفلامنا فى إفريقيا وأن تتوجه فرق مسرحية إلى هناك وأن يكون هناك تعاون فى مجالات الطباعة والنشر، فذلك الخيط الذى لا ينقطع، ونحتاج إلى مؤتمرات كثيرة لبحث أمور التعاون مع إفريقيا تعد له كل الوزارات المعنية والقطاع الخاص لنصل إلى التكامل الاقتصادى والثقافى والمجالات الأخرى كالسياحة والتعليم والصحة.
نعم نستطيع وأتمنى ألا تكون خطواتنا متناثرة منفردة، وأن يكون هناك برنامج مدروس وسريع وتحرك تدعمه وتساعده وتنميه الدولة للاستفادة من ما أرسته القيادة السياسية من نجاحات.
رئيس مجلس الإدارةصالون الرأي
الاقتصاد.. وزيارات الرئيس
By amrيونيو 25, 2019, 00:10 صالتعليقات على الاقتصاد.. وزيارات الرئيس مغلقة
1394
السابقهل يتحمل العالم 4 أعوام أخرى؟
التالي فى إطار جهود أجهزة وزارة الداخلية المستمرة لمكافحة الجريمة و تهريب المواد المخدرة