تغطية: يوسف رفعت
تصوير: خالد بسيوني
شاهد الملايين من عشاق كرة القدم فى إفريقيا والعالم، انطلاق بطولة كأس الأمم الإفريقية 2019 فى نسختها الـ32، التى تستضيفها مصر من 21 يونيو الحالى وحتى 19 يوليو المقبل، على 6 ملاعب فى 4 مدن مختلفة، بمشاركة 24 منتخبًا لأول مرة فى تاريخ المسابقة القارية، وذلك وسط اهتمام بالغ من جانب الدولة، وعلى رأسها المشجع الأول الرئيس عبد الفتاح السيسى، والحضور الجماهيرى الكثيف لمؤازرة كبار الفراعنة فى ضربة البداية، لتخرج الكأس الذهبية فى أبهى صورة بما يليق باسم ومكانة مصر فى القارة السمراء وربوع الوطن العربى والعالم أجمع.
اللجنة المنظمة للبطولة القارية، برئاسة المهندس هانى أبوريدة، رئيس الجبلاية، اتجهت إلى استاد القاهرة قبل انطلاق حفل الافتتاح بـ4 ساعات لاستقبال الضيوف والمسئولين، الذين تم توجيه الدعوة إليهم لحضور حفل افتتاح العرس القارى، الذى حضره الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، والدكتور أشرف صبحى، وزير الشباب والرياضة، والسويسرى جيانى إنفانتينو رئيس الاتحاد الدولى لكرة القدم «الفيفا»، وأحمد أحمد رئيس الاتحاد الإفريقى لكرة القدم «كاف»، إضافة إلى ممثلى الدول المشاركة بجانب رؤساء الاتحادات الأهلية وأعضاء اللجنتين التنفيذيتين بالاتحادين الإفريقى والدولى للعبة.
الرئيس عبد الفتاح السيسى، فى أثناء كلمته التى ألقاها فى الافتتاح، أعلن انطلاق البطولة الإفريقية، وتوجه برسالة ترحاب للمنتخبات الإفريقية المشاركة فى البطولة، قائلا: «أشقاؤنا الأعزاء اسمحوا لى أن أرحب بكم فى البداية فى مصر، أشقاؤنا الأعزاء أبناء قارتنا الإفريقية الغالية».
وتابع الرئيس السيسى: «أرحب بكم فى وطنكم الثانى مصر وأتمنى لكم جميعًا التوفيق، على بركة الله أعلن افتتاح بطولة كأس الأمم الإفريقية».
ومن جانبه، وجه أحمد أحمد، رئيس الاتحاد الإفريقى لكرة القدم «كاف»، الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسى، على الافتتاح الرائع للبطولة، رغم وجود العديد من التحديات لتنظيم تلك النسخة الاستثنائية، الآن الإشارة خضراء للنجاح وتقديم بطولة رائعة لا مثيل لها، قائلًا: «الرئيس عبد الفتاح السيسى لعب دورًا كبيرًا فى إقامة هذه البطولة، بعدما نجح فى الالتزام بوعده بتنظيمها خلال 5 أشهر فقط، وعلى أكمل وجه، وأتوقع نجاحها، وأتمنى لمصر أن تعيش دوما فى سلام»، مطالبًا الجميع بضرورة تضافر الجهود للخروج بشكل جيد يبهر العالم.
كما تمنى الاتحاد الدولى لكرة القدم «فيفا»، نجاح مصر فى تنظيم البطولة، وكتب على صفحته الرسمية بموقع «تويتر»: «كأس أمم إفريقيا مصر 2019، ستنطلق اليوم، كل الأمنيات لأم الدنيا بتنظيم بطولة ناجحة، وتمنياتنا ببطولة ممتعة لجميع المنتخبات المشاركة».
الافتتاح كشف للقاصى والدانى 5 علامات يراها بأم العين تُقسم بالله على نجاح البطولة، أولها استاد القاهرة الذى ظهر كتحفة عالمية، بعدما أغلق لفترة طويلة، قبل أن يشهد أعمال تطوير واسعة، إذ تم رفع كفاءة أرضية الملعب والمدرجات، وغرف اللاعبين والحكام، ونظام الإضاءة، بالإضافة إلى المناطق المحيطة به، ليواكب المعايير العالمية، وعلى شاشة استاد العاصمة، ترى أول محطة رصد جوى واقعى فى العالم، لرصد درجة الحرارة والرطوبة باستمرار خلال مباريات البطولة، أولًا بأول بشكل لحظى بشكل إلكترونى.
ثانى علامات نجاح الافتتاح، الجماهير التى اشتاقت للمدرجات، فرصدت الصور لحظة توافد الجماهير المصرية إلى استاد القاهرة، والاصطفاف فى طوابير للدخول بمظهر حضارى لائق لمتابعة لقاء المنتخب الوطنى أمام نظيره الزيمبابوى، ومدى التزامها بالتعليمات المتواجدة من قبل رجال الأمن، وعملية دخولهم إلى الملعب بسهولة وتنظيم كبيرين، باستخدام النظام الجديد للجماهير «فان أى دى»، كما ارتدت الجماهير قمصان الفراعنة، ورفعت صور نجم المنتخب الوطنى محمد صلاح بجانب أعلام مصر، فيما شهدت المدرجات وجود أعداد كبيرة من النساء والأطفال.
وعن الثالثة، فتكون بما قدمه لاعبى المنتخب خلال ضربة البداية، وقدرتهم على اجتياز باقى مباريات البطولة حتى الوصول للنهائى، من خلال الهدف الذى أحرزه محمود تريزيجيه فى الدقيقة 39 من عمر الشوط الأول، وبعض الهجمات المنظمة عن طريق محمد صلاح.
وخاض المكسيكى خافيير أجيرى، المدير الفنى للمنتخب الوطنى، مباراته أمام زيمبابوى بتشكيل مكون من محمد الشناوى فى حراسة المرمى، ومحمود علاء وأحمد حجازى وأحمد أيمن منصور وأحمد المحمدى فى خط الدفاع، وطارق حامد ومحمد الننى وعبد الله السعيد فى خط الوسط، وفى الهجوم محمد صلاح ومحمود ترزيجيه ومروان محسن.
وبالنسبة للعلامة الرابعة، فمرتبطة بنجاح حفل الافتتاح، الذى أبهر العالم، وبدأ فى الثامنة مساء الجمعة الماضية، وتضمن لوحتين فنيتين، الأولى لمجسم ضخم للأهرامات وأمامه رقصات استعراضية فرعونية، لتندمج مع لوحة فنية أخرى بها رقصات إفريقية، مع عرض أعلام الدول الإفريقية كافة، وكذلك استعراض لجانب من تاريخ مصر باستخدام أشعة الليزر، مع تقديم أغنية باللغتين الفرنسية والإنجليزية لنجوم عالميين وأفارقة، وكانت الفقرة الرئيسة هى أغنية البطولة الرسمية التى قدمها الفنان الشعبى حكيم بعنوان «متجمعين»، وكلماتها: «لو 100 حاجة فرقتنا.. الكورة جمعتنا.. لعبناها فى الشوارع والمدارس.. جوه بيتنا.. إفريقيا بيها مشهورة.. وبتعشق كلمة كورة».
أما الخامس فهو الجندى المجهول لهذا التنظيم الناجح، الذى منح الشعب المصرى كل عناصر الأمن والأمان، وأنهى إلى الأبد عصور الشغب والتجاوزات، وأعاد أفراد العائلة المصرية من جديد إلى مباريات الساحرة المستديرة، فوضعت وزارة الداخلية، خطة أمنية متكاملة تستهدف أمن وراحة الجماهير والانضباط الكامل بالطرق المؤدية للاستاد، وصولاً للمدرجات، عن طريق البوابات الإلكترونية الخاصة بكشف المعادن والمحظورات وغيرها من المواد الخطرة، التى تستخدم فى تعكير صفو المباريات.
ولأول مرة فى الملاعب المصرية، الاستعداد بأجهزة خاصة لكشف الشماريخ والألعاب النارية والصواريخ غير المسموح بها فى المباريات الرياضية، وأيضًا سيتم تأمين الاستادات وجميع مباريات البطولة باستخدام طائرات «الدرونز»، للتعرف على وجوه المشجعين وتصويرهم ونقل صورهم إلى الإدارة المعنية بأمن الاستادات لمطابقة الوجوه، مع قاعدة البيانات المثبتة والخاصة ببطاقات المشجعين أو الـFan ID، ويمكن تحديد موقع كل مشجع داخل الاستاد وتحركاته، بدءًا من دخوله منطقة الاستاد وحتى خروجه من البوابات المجهزة.
وتنظم مصر البطولة للمرة الخامسة فى تاريخها، حيث سبق لها احتضانها على أرضها وأمام جماهيرها فى أعوام 1959، 1974، 1986 و 2006، ويحصل المنتخب الفائز باللقب على 4.5 مليون دولار، فى حين يحصل الوصيف على 2.5 مليون دولار، وهو ما يعنى أن قيمة الجوائز المالية للمباراة النهائية للبطولة ستصل إلى 7 ملايين دولار، كما يحصل كل فريق من الفرق الأربعة التى تصل إلى الدور نصف النهائى على مليونى دولار، بدلًا من مليون ونصف المليون دولار فى البطولة السابقة، فيما يحصل كل فريق يصل إلى دور الثمانية على مليون دولار، مقابل 700 ألف دولار لكل فريق يصل إلى دور الستة عشر.